“إسرائيل” وفشلها الذريع في الضفة الغربية.. انعكاسات ذلك؟
مواضيع ذات صلة
فلسطين.. اشتباكات ومواجهات واعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
خلال الـ24 ساعة الأخيرة… 15 عملا مقاوما في الضفة الغربية
الضفة الغربية..تزايد عمليات المقاومة بشكل غير مسبوق
الوقت_ جيش الاحتلال العسكريّ لفلسطين عاجز عن وقف عمليات إطلاق النار التي تستهدف قواته في الضفة الغربية المحتلة، وخاصة في الجزء الشماليّ منها، هذا ما يمكن تلخيصه من الرسائل الإعلاميّة للإعلام العبريّ، في ظل الزيادة الكبيرة في معدل عمليات المقاومة في الضفة، وتأكيد مختلف الأوساط التابعة للعدو، مراراً، أنّ تلك المنطقة التي شهدت تفعيل وسائل المقاومة والمواجهة باتت خطرة للغاية على الكيان الذي تعيش أجهزته الأمنيّة ارتباكاً كبيراً بعثر كل أوراق المسؤولين الأمنيين، نظرًا لكثافة العمليات ونجاحها في إنجاز ضرباتها الموجعة، ناهيك عن تعرض حكومة العدو لانتقادات لاذعة نتيجة لجرائمها وجاهزيتها القتالية في الضفة الغربية، في اعتراف صريح بقوة المقاومة الفلسطينية، حيث كشف موقع “والا” العبريّ، نقلاً عن مسؤولين في جيش الاحتلال تحذيرهم من تزايد عمليات إطلاق النار، إذ نفذت المقاومة عمليات مكثفة خلال الساعات الماضية ناهيك عن الاشتباكات العنيفة، عقب تحذيرات ضباط صهاينة من فقدان السيطرة الإسرائيليّة.
مقاومة فلسطينيّة منتشرة
في اليومين الماضيين فقط، أطلق أبطال المقاومة النار نحو قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة “جنين”، بعد استهداف مستوطنة “شاكيد”، واستهداف مستوطنة “هار براخا” إضافة لموقع عسكري قرب مستوطنة “كدوميم” ومعسكر حوارة وحاجز عورتا وبوابة الطور، ووقعت اشتباكات عنيفة شمال “طوباس”، بين الشبان وقوات الاحتلال، ما أدى لإصابة شابين برصاص العدو، في حين وقعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال في بلدة الزبابدة بجنين، دون وقوع اصابات، وقد اعتقلت قوات الاحتلال “الإسرائيلية” منذ الأمس، شبانا من مناطق متفرقة بالضفة بعد مداهمات واسعة لمنازل المواطنين، حيث تركزت الاعتقالات في مدينة نابلس، واشتباكات في طوباس، ووفقاً للإعلام الفلسطينيّ، أصيب شابان برصاص الاحتلال خلال مواجهات في بلدة “عقابا” شمال المدينة.
وفي هذا الشأن، تحدث الموقع العبريّ أن عمليات إطلاق النار تأتي في ظل انتشار كميات من الأسلحة في الضفة وضعف سيطرة السلطة الفلسطينية في بعض المناطق وخاصة في جنين ونابلس، وأشار إلى أن المقاومة في غزة تواصل تقديم الدعم الماليّ للمقاومين في الضفة، في الوقت الذي تعيش فيه أجهزة الأمن الإسرائيليّة ارتباكاً كبيراً بعثر كل أوراق المسؤولين الأمنيين لدى العدو، نظرًا لكثافة عمليات المقاومة ونجاحها في إنجاز ضرباتها الموجعة، وبالتالي برهان كبير على النظرية التي أكّدت أنّ الحكومة الجديدة للكيان الصهيوني لن تكون قادرة على وقف عمليات المقاومة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، فالضفة لم تعد كالسابق والمقاومة تتطور كماً ونوعاً، مع ارتفاع احتمالات أن تنفجر الأوضاع أكثر وأكثر هناك بسبب التمادي الإسرائيليّ الصادم.
في ظل المعلومات من وزارة الحرب الإسرائيليّة التي تتحدث عن أن المقاومة نفذت أكثر من 285 عملية إطلاق نار، في عام 2022، وهي النسبة الأعلى منذ سنوات إذ شهد عام 2021 قرابة 61 عملية، وبالتالي اعتراف جديد من “إسرائيل” بهزيمتها الكبرى في الضفة الغربية، بالتزامن مع مجموعة كبيرة من الإجراءات من عمليات المقاومة الفلسطينيّة، نتيجة جرائم قوات الاحتلال الإسرائيليّ، حيث أوضح محللون صهاينة أن العام الجديد سيسجل بالفعل أرقامًا قياسيّة في أعداد القتلى الصهاينة والعمليات الفدائية، حيث إنّ المسؤولين الصهاينة لا يملكون حلولا كبيرة لمواجهة عمليات المقاومة المتصاعدة، بل بدأت قوات العدو تتخذ خطوات جديّة وإن كانت غير مؤثرة قلقة من تطور الأمور بشكل مفاجئ كما حدث في الأشهر المنصرمة، وخاصة بعد أن أثبت المقاومون أنّهم قادرون على فرض معادلاتهم على العدو القاتل والسلطة الفلسطينية الخانعة، والدليل هو الحملات الإسرائيليّة الفاشلة ضدّهم نتيجة أكثر من أمر أهمهما أنّهم غير منظمين بمقرات ومؤسسات محددة والآخر أنّهم منتشرون بكثرة في كل مناطق الضفة.
فشل إسرائيليّ ذريع
في الوقت الذي يحضر فيه العدو الإسرائيليّ لمناورة عسكرية للجيش جنوب فلسطين بالقرب من إيلات ووادي عربة، تهدف لرفع مستوى الكفاءة والجاهزية، فشلت تل أبيب في ضبط إيقاع الساحة الفلسطينيّة، فيما يعيش مجتمعها ترنحاً لم يشهده في وقت سابق في مواجهة المقاومة تماماً مثل حكوماته، فالعمليات المسلحة في المنطقة تطورت وتصاعدت بشكل كبير وبصور متعددة، ولا مجال للعودة خطوة للوراء بالنسبة للأبطال والفدائيين الذين استطاعوا بما أوتوا من قوّة احتجاز “إسرائيل” ومستوطنيها كرهائن، لكن الخوف الأكبر بالنسبة لهم في هذا المرحلة، هو مما سيأتي بعد، ويتجسد ذلك في مواجهة جديدة لا تجيدها عصابات الاحتلال التي تسعى لإبادة شعب بأكمله وسلب أرضه بقوتها العسكريّة الاستعماريّة.
وبما أنّ كل فلسطينيّ وصل لقناعة تامة بأنّ الحل الوحيد هو مقاومة هذا العدو بأبسط الوسائل، يتأكّد أن تكرار استخدام القوة المفرطة من قبل الصهاينة للقضاء على حالة المقاومة بالضفة الغربية هو “خطأ استراتيجيّ” خطير، لأنّ ذلك ينعكس بشكل مباشر على حالة المقاومة، ما يفضح ضعف وفشل الكيان الإسرائيليّ الذي يعول دائماً على دمويّته المفرطة، وإنّ تطور أساليب المواجهة والمقاومة في الضفة الغربية، وتأكيد الوقائع أنّ الاحتلال بدأ يفقد السيطرة باعتراف وسائل الإعلام العبرية، يعني فشل “إسرائيل” في مواجهة المقاومة بشكل آني ومستقبليّ، فالعمليات المسلحة في المنطقة تطورت وتصاعدت بشكل كبير وبصور متعددة، ولن تتوقف إلا برحيل هذا السرطان المقيت.
والدليل، أن الأحداث أخذت منحى تصاعديّاً مختلفا عن كل ما شهدته المنطقة وبوسائل مختلفة وصادمة للقيادة الأمنية والعسكريّة للكيان الإٍسرائيليّ، ففي الوقت الذي يحاول فيه العدو احتواء الوضع في شمال الضفة (جنين، ونابلس، وطولكرم) يزداد الأمر صعوبةً عليه بعد تصاعدها جنوبًا في الخليل وتكرار عمليات إطلاق النار ضد جنوده ومستوطنيه، وتتصاعد المخاوف الإسرائيلية أكثر فأكثر من انتقالها داخل أراضي 48 المحتلة، فيما يدعو رجال المقاومة الفلسطينيّة بشكل مستمر إلى تصعيد المواجهة ضد الكيان ومستوطنيه في عموم مدن الضفة الغربية المحتلة، واستغلال ما يجري لتلتهب شعلة المقاومة من جديد وبشكل لم تعهده القيادات الصهيونيّة ولن تستطيع التعامل معه.
وفي النهاية، سيشهد العالم على فشل حكومة نتنياهو الذريع في القضاء على حالة المقاومة المتصاعدة في فلسطين، بل ستزداد الأمور بلا شك سوءاً بالنسبة للإسرائيليين عن أيام حكومة لابيد، لأنّ الإسرائيليّ لا يجيد سوى إدارة الأمور بالسيف والنار، وباعتباره قوة احتلاليّة مدججة بكل أنواع الأسلحة أن يتخلى عن إجرامه وعنصريّته أبداً، وهذا بالضبط هو وقود الانتفاضات والثورات والمقاومة، بما ينهي أمن كيان الاحتلال للأبد، وخاصة أن جيش العدو بدأ يصطدم بالشعب أكمله، ما يشكّل معادلة قوية في الصراع مع الاحتلال الغاصب، حيث بات الشعب الفلسطينيّ قادراً على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجح في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، بما يصب في مصلحتهم للانعتاق من الاحتلال الغاشم.