الرئيسية / الاسلام والحياة / موسوعة طبقات الفقهاء

موسوعة طبقات الفقهاء

48 أبو حُمَيْد الساعدي الأنصاري المدني « 1 »
( . . – 60 ، 59 ه ) اختلف في اسمه ، فقيل : عبد الرحمن بن سعد بن المنذر ، وقيل : عبد الرحمن ابن عمرو بن سعد ، وقيل : المنذر بن سعد بن المنذر .
قيل : إنّه شهد أُحداً وما بعدها من المشاهد .
روى عنه : جابر بن عبد اللَّه الأنصاري ، وعباس بن سهل بن سعد الساعدي ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وغيرهم .
وذكر الذهبي أنّه من فقهاء أصحاب النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
رُوي أنّ أبا حميد الساعدي كان في عشرة من أصحاب رسول – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم منهم أبو قتادة .
فقال أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، كان رسول اللَّه إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، ثمّ يقرأ حتى يقرّ كلُّ عظم في موضعه معتدلًا ثم يقرأ ثم يكبّر فيرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم يركع ( ثمّ ذكر كيفية الركوع والسجدتين ) فقال : ثمّ يصنع في الركعة الأُخرى مثل ذلك « 2 » توفّي – سنة ستين ، وقيل : – تسع وخمسين .
49 عبد اللَّه بن جعفر الطيّار « 1 »
( 1 – 80 ه ) ابن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو جعفر القرشيّ ، الهاشميّ ، المدنيّ ، ابن أخي الامام عليّ – عليه السّلام ، وصهره على ابنته زينب « عليها السّلام » .
ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبواه إليها ، وكفله النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بعد استشهاد أبيه جعفر في غزوة مؤتة ( 8 ه ) .
روى عن : النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، وعن الإمام علي – عليه السّلام ، وعن أمّه أسماء بنت عميس .
روى عنه : ابناه : إسحاق ، وإسماعيل ، والحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وعامر الشَّعبي ، وابن خالته عبد اللَّه بن شدّاد بن الهاد ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر ، وآخرون .
وكان كبير الشأن جليل القدر ، لسناً بليغاً ، جواداً كريماً ، وأخباره في الجود كثيرة مشهورة ، وكان يسمّى بحر الجود ، ويقال : إنّه لم يكن في الإسلام أسخى منه .
عدّه ابن حزم في أصحاب الفتيا ، ووصفه الذهبي بالسيّد العالم .
رُوي أنّ أسماء بنت عميس ذكرت للنبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يُتم أولاد جعفر ، فقال – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم – : العَيْلة تخافين عليهم ، وأنا وليُّهم في الدنيا والآخرة ؟ وكان عبد اللَّه بن جعفر فيمن شهد صفّين مع الامام – عليه السّلام – ، وكان أحد الأُمراء فيها ، وكان عليّ – عليه السّلام ينهاه والحسنَ والحسينَ والعباسَ بن ربيعة وعبدَ اللَّه ابن العباس عن مباشرة الحرب ، ضنّا بهم على القتل .
وكان شديد التعظيم للِامامين الحسن والحسين « عليهما السلام » ، وله مواقف في الذبِّ عنهما أمام محاولات معاوية للنيل منهما ، يوم كان يمهّد للبيعة لابنه يزيد « 1 » .
ولما عزم الإمام الحسين – عليه السّلام على النهوض لمقارعة الظالمين ، وخرج من مكة قاصداً الكوفة ، بعث عبد اللَّه بن جعفر إليه كتاباً مع ابنيه عون ومحمد ، أعرب فيه عن حبِّه له واعتزازه به ، وقال فيه : إن هلكتَ اليوم طُفىَ نور الأرض ، فإنّك علم المهتدين ، ورجاء المؤمنين « 2 » فكان عون ومحمد من المستشهدين بين يدي الحسين – عليه السّلام بكربلاء .
قال إبراهيم بن صالح : عوتب عبد اللَّه بن جعفر على السخاء ، فقال : يا هؤلاء إنّي عوّدت اللَّه عادةً ، وعوّدني عادة ، وإني أخاف إن قطعتها قطعني .
توفّي – سنة ثمانين ، وقيل : – أربع وثمانين ، وقيل غير ذلك .
50 عبد اللَّه بن الزبير « 1 »
( 1 ، 2 – 73 ه ) ابن العوام القرشي الأسدي ، أبو خُبيب ، وقيل : أبو بكر .
ولد في السنة الأُولى أو الثانية من الهجرة ، وهو أوّل مولود في الإسلام للمهاجرين .
روى عن النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وعن : أبيه وأبي بكر وعائشة وعمر وغيرهم .
روى عنه : أخوه عروة ، وابناه عامر وعباد ، وعمرو بن دينار ، وآخرون .
وقد عُدّ من المتوسطين في الفتيا من الصحابة ، ونقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب « الخلاف » ثماني فتاوى .
شهد فتح إفريقية في زمن عثمان ، وشهد وقعة الجمل مع أبيه وخالته عائشة ، وهو الذي زيّن لها المسير إلى البصرة .
ولما تراءى الجمعان في الجمل ، قال الامام عليّ – عليه السّلام للزبير : قد كنّا نعدّك من بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء ففرّق بيننا « 1 » وذكَّره أشياء ، ولما عزم الزبير على اعتزال المعركة بعد ما ذكَّره الامام عليّ – عليه السّلام بحديث النبي ص وإعلامه بأنّه سيقاتل عليّا وهو له ظالم ، عيّره ابنه بالجبن واتهمه بالخوف وقال له : ولكنّك خشيت رايات ابن أبي طالب وعلمتَ أنّها تحملها فتية أنجاد وأنّ تحتها الموت الأحمر فجبنتَ ، فاحفظه ذلك وقال : إنّي حلفتُ أن لا أُقاتله ، قال : كفِّر عن يمينك وقاتله ، فأعتق غلامه مكحولًا وقيل سرجس « 2 » ويذكر المؤرخون أنّ ابن الزبير كان يبغض بني هاشم ، وقد بلغ من بغضه لهم أنّه ترك الصلاة على محمّد – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أربعين جمعة ويقول : إنّه لا يمنعني من ذكره إلَّا أن تشمخَ رجال بآنافها .
ولما مات معاوية بن أبي سفيان ( سنة 60 ه ) وتولَّى يزيد الامر ، كتب إلى والي المدينة أن يأخذ الإمام الحسين – عليه السّلام وابن الزبير وابن عمر أخذاً ليس فيه رخصة ، فخرج الإمام الحسين – عليه السّلام وابن الزبير إلى مكة ، وامتنعا أن يبايعا ليزيد .
وكان ابن الزبير يأتي الحسين – عليه السّلام فيمن يأتيه بمكة ، ولا يزال يشير عليه
بالرأي وهو أثقل خلق اللَّه على ابن الزبير ، لَانّ أهل الحجاز لا يبايعونه ما دام الحسين باقياً بالبلد .
ولما عزم الإمام الحسين – عليه السّلام على المسير إلى الكوفة ، قال له عبد اللَّه بن العباس : لقد أقررتَ عين ابن الزبير بتخليتك إياه والحجاز ، ثمّ خرج ابن عباس من عنده فمرّ بابن الزبير فقال : قرّت عينك يا ابن الزبير ثم قال :
يا لكِ من قنبرة بمعمرِ
خلا لكِ الجو فبيضي واصفري
ونقّري ما شئتِ أن تنقّري
هذا حسين يخرج إلى العراق وعليك بالحجاز « 1 » وفي سنة ( 63 ه ) وجّه يزيد بن معاوية مسلمَ بن عقبة المُرّي في جيش من أهل الشام وأمره بقتال أهل المدينة ، فإذا فرغ سار إلى مكة ، فدخل مسلم المدينة وعبث فيها وأسرف في القتل ، ثمّ خرج فلما كان في بعض الطريق مات ، فاستخلف حُصين بن نُمير الكندي ، فمضى إلى مكة فقاتل بها ابن الزبير أياماً ، ثمّ بلغه موت يزيد ، فرحل هو وأصحابه نحو دمشق .
وعقيب موت يزيد بن معاوية دعا ابن الزبير لنفسه بالخلافة ، فحكم الحجاز والعراق واليمن وخراسان .
ثمّ دعا ابنَ عباس ومحمد بن عليّ بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية ومَن معه من أهل بيته وشيعته ليبايعوه فامتنعوا ، فأكثر الوقيعة في محمّد بن الحنفية وذمَّه .
فلما ظهر المختار الثقفي بالكوفي عام ( 66 ه ) خاف ابن الزبير أن يتداعى
الناس إلى الرضا بابن الحنفية ، فألحّ عليه وعلى أصحابه في البيعة له ، فحبسهم في الشِّعب وتوعدهم بالقتل والإحراق وأعطى اللَّه عهداً إن لم يبايعوا أن ينفّذ فيهم ما توعّدهم ، وضرب لهم في ذلك أجلًا .
فأرسل المختار أبا عبد اللَّه الجدلي في أربعة آلاف ، فلما كانوا ببعض الطريق تعجّل منهم ثمانمائة حتى دخلوا مكة ، فكبّروا تكبيرة سمعها ابن الزبير فهرب إلى دار الندوة ، ويقال تعلَّق بأستار الكعبة وقال : أنا عائذ اللَّه ، ثمّ استخلصوا محمّد بن الحنفية ومن كان معه وكان ابن الزبير قد أعدّ لهم الحطب ليحرقهم ثمّ استأذنوه في قتل ابن الزبير فقال رحمه اللَّه تعالى : إنّي لا استحلّ القتال في الحرم « 1 » ذكر ابن عبد البرّ أنّ عبد اللَّه بن الزبير : كان كثير الصلاة ، كثير الصيام ، شديد البأس ، كريم الجدات والأُمّهات والخالات إلَّا أنّه كانت فيه خلال لا تصلح معها الخلافة ، لَانّه كان بخيلًا ضيّق العطن ، سيّئَ الخلق ، حسوداً كثير الخلاف ، أخرج محمد بن الحنفية من مكة والمدينة ونفى عبد اللَّه بن عباس إلى الطائف « 2 » .
وفي سنة ( 65 ه ) توفّي مروان بن الحكم ، فقام بأمر الشام ابنه عبد الملك ، فسار إلى العراق في سنة ( 71 ه ) لقتال مصعب ابن الزبير ، فاستولى عبد الملك على العراق .ولما قتل عبد الملك مصعباً وأتى الكوفة ، وجّه منها الحجاج بن يوسف الثقفي في جيش من أهل الشام لقتال عبد اللَّه بن الزبير ، فحاصره ثمانية أشهر وقيل غير ذلك ، ولم تزل الحرب بينهما إلى أن انتهت بمقتل ابن الزبير في مكة بعد أن تفرّق عنه عامة أصحابه وذلك في – سنة ثلاث وسبعين .

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...