الإحتجاج (ج1) / الصفحات: ١٦١ – ١٨٠
قال فأنشدك بالله ألي الولاية من الله مع رسوله في آية الزكاة بالخاتم (١)
<=
كتبا مستقلة فبلغ عددهم (٢٦) مؤلفا.
وبالمناسبة أحببنا ذكر ما نقلة صاحب ينابيع المودة في ص ٢٦ منه إذ قال: حكىالعلامة علي بن موسى، وعلي بن محمد أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين، أستاذأبي حامد الغزالي يتعجب ويقول: رأيت مجلدا في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبرغدير خم مكتوبا عليه المجلد الثامنة والعشرون من طرق قوله صلى الله عليه وآله من كنت مولاهفعلي مولاه ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون. انتهى.
وفي واقعة الغدير هذه يقول حسان بن ثابت – بعد أن استأذن النبي صلى الله عليه وآلهفأذن له -:
وقد جاء جبرئيل عن أمر ربه * بأنك معصوم فلا تك وانيا
وبلغهم ما أنزل الله ربهم * إليك ولا تخش هناك الأعاديا
فقام به إذ ذاك رافع كفه * بكف على معلن الصوت عاليا
فقال: فمن مولاكم ووليكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن فينالك اليوم عاصيا
فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
(فمن كنت مولاه فهذا وليه) * فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا: اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا
فيا رب أنصر ناصريه لنصرهم * إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا
ويقول – مشيرا إليها – قيس بن سعد بن عبادة:
يوم قال النبي: من كنت * مولاه فهذا خطب جليل
إنما قاله النبي على الأمة * حتم ما فيه قال وقيل
(١) عن أنس بن مالك: أن سائلا أتى المسجد وهو يقول: (من يقرض المليالوفي) وعلي عليه السلام راكع، يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يديقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عمر وجبت. قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما وجبت
=>
أم لك؟ قال: بل لك.
قال فأنشدك بالله ألي الوزارة مع رسول الله صلى الله عليه وآله والمثل من هارون منموسى (١) أم لك؟ قال: بل لك.
<=
قال وجبت له الجنة والله وما خلعه من يده حتى خلعه الله من كل ذنب ومن كل خطيئةقال: فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرئيل بقوله عز وجل: (إنما وليكم اللهورسوله والذين آمنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
ذكر الأميني في ج ٣ من الغدير ص (١٥٦ – ١٦٢) ٦٦ طريقا ممن رواه منالحفاظ والثقاة من الرواة.
ولحسان بن ثابت:
أيذهب مدحي والمحبين ضايعا * وما المدح في ذات الأله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكع * فدتك نفوس القوم يا خير راكع
بخاتمك الميمون يا خير سيد * ويا خير شار ثم يا خير بايع
فأنزل فيك الله خير ولاية * وبينها في محكمات الشرايع
(١) إن قول النبي ” ص ” لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى قد تكررمنه ” ص ” في مناسبات شتى، ففي حديث تبوك عندما مع علي ” ع ” يا رسول الله تخلفنيفي النساء والصبيان؟! قال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنهلا نبي بعدي. الصواعق المحرقة ص ١١٩.
وحين آخى النبي ” ص ” بين أصحابه. فقال على ” ع ” آخيت بين أصحابك ولمتؤاخ بيني وبين أحد فقال: والذي بعثني بالحق نبيا ما أخرتك إلا لنفسي فأنت منيبمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ينابيع المودة ص ٥٦.
وعن عبد الله بن عباس: سمعت عمر وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلامفقال عمر: أما علي فسمعت رسول الله ” ص ” يقول فيه ثلاث خصال، لوددت أنتكون لي واحدة منهن، وكانت أحب إلى مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدةوأبو بكر وجماعة من أصحابه: إذ ضرب ” ص ” على منكب علي رضي الله عنه فقال له
=>
قال فأنشدك بالله أبي برز رسول الله صلى الله عليه وآله وباهلي وولدي في مباهلة المشركينأم بك وبأهلك وولدك (١)؟ قال: بل بكم.
قال فأنشدك بالله ألي ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل
<=
يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا، وأول المسلمين إسلاما، وأنت مني بمنزلة هارونمن موسى.
شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٣ ص ٢٥٨وعن سعد بن أبي وقاص: إن النبي ” ص ” قال لعلي: ” أنت مني بمنزلة هارونمن موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” أخرجه البخاري ومسلم. ذخائر العقبى ص ٦٣.
وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ” ص ” يقول:
” اللهم إني أقول كما قال أخي موسى واجعل لي وزيرا من أهلي أخي عليا اشدد به أزريوأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ” أخرجه أحمدفي المناقب ذخائر العقبى ص ٦٣ إلى غير ذلك من المواطن المتعددة.
(١) وقد رويت هذه القصة على وجوه عن جماعة من التابعين وأخرج الحاكموصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال: قدم على النبي ” ص ” العاقبوالسيد، فدعاهما إلى الإسلام، فقالا أسلمنا يا محمد فقال كذبتما إن شئتما أخبرتكما مايمنعكما من الإسلام قالا فهات؟! قال حب الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزيرقال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على الغد فغدا رسول الله ” ص ” وأخذبيد على وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له، فقال:
والذي بعثني بالحق لو فعلا، لا مطر الوادي عليهما نارا. قال جابر فيهم نزلت: ” تعالواندع أبنائنا ” الآية. قال جابر: ” أنفسنا وأنفسكم ” رسول الله ” ص ” وعلي و ” أبنائنا “الحسن والحسين، و ” نسائنا ” فاطمة ورواه أيضا الحاكم من وجه آخر عن جابروصححه. وأخرج مسلم. والترمذي. وابن منذر. والحاكم. والبيهقي. عن سعد بنأبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية ” قل تعالوا ” دعا رسول الله ” ص ” عليا وفاطمةوحسنا وحسينا فقال: ” اللهم هؤلاء أهلي “.
عن الفتح القدير للشوكاني في تفسير قوله تعالى: (تعالوا ندع)
بيتك (١)؟ قال: بل لك ولأهل بيتك.
قال فأنشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وأهلي وولدي يوم الكساء” اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار (٢) ” أم أنت؟ قال: بل أنت وأهلك وولدكقال فأنشدك بالله أنا صاحب آية ” يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره
(١) أخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت في خمسة: النبي صلى الله عليه وآله وعليوفاطمة. والحسن. والحسين.
وأخرجه ابن جرير مرفوعا بلفظ: أنزلت هذه الآية في خمسة: في وفي علي والحسنوالحسين وفاطمة. وأخرجه الطبراني أيضا.
عن الصواعق المحرقة ” لابن حجر “: ص ١٤١وفي ينابيع المودة ص ” ١٠٧ “: حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا محمد بن سليمانالإصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطا عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ” ص ” قال: نزلت” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” في بيت أم سلمه، فدعىالنبي ” ص ” عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فجللهم بكساء، ثم قال: ” اللهم هؤلاء أهلبيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ” قالت أم سلمة. ” وأنا معهم يا نبي الله؟ “قال: ” أنت على مكانك وأنت إلى خير “.
وفي ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ص ٢٢: عن أنس بن مالك أن رسولالله ” ص ” كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول: ” الصلاةيا أهل بيتي – إنما يريد الله – الآية “. أخرجه أحمدوعن أبي الحمراء قال صحبت رسول الله ” ص ” تسعة أشهر فكأن إذا أصبح أتىعلى باب على وفاطمة وهو يقول: ” يرحمكم الله – إنما يريد الله – الآية “. أخرجهعبد بن حميد.
(٢) عن أم سلمة قالت: بينما رسول الله ” ص ” في بيته يوما إذ قالت الخادم:
” إن عليا وفاطمة بالسدة ” قالت: فقال لي: ” قومي فتنحي عن أهل بيتي، قالتفقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل على وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيانصغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره وقبلهما واعتنق بإحدى يديه عليا وفاطمةبالأخرى، وقبل فاطمة وقبل عليا، فأغدق عليهم خميصة سوداء، ثم قال: ” اللهم
=>
مستطيرا (١) أم أنت؟ قال: بل أنت.
<=
إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ” قالت: قلت وأنا يا رسول الله عليك، قالوأنت. أخرجه أحمد، وخرج الدولابي معناه مختصرا.
عن ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ص ٢١ – ٢٢
(١) ينابيع المودة ص ٩٣ قال:
أيضا الحمويني أخرجه عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: (يوفون بالنذرويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)قال: مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما فعادهما جدهما صلى الله عليه وآله وعادهما بعضالصحابة، فقالوا: (يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك) فقال علي رضي الله عنه: إنبرأ ولداي مما بهما، صمت لله ثلاثة أيام شكرا لله، وقالت فاطمة رضي الله عنها مثلذلك، وقالت جارية يقال لها فضة مثل ذلك، وقال الصبيان نحن نصوم ثلاثة أيام فألبسهماالله العافية:، وليس عندهم قليل ولا كثير، فانطلق علي رضي الله عنه إلى رجل من اليهوديقال له: (شمعون بن حابا) فقال له: (هل تؤتيني جزة من صوف تغزلها لك بنتمحمد صلى الله عليه وآله بثلاثة أصواع من شعير) قال: نعم فأعطاه، ثم قامت فاطمة رضي اللهعنها إلى صاع فطحنته واختبزت منة خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص وصلى علي رضيالله عنه مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب، ثم أتى فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكينفوقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد ” ص ” أنا مسكين أطعموني شيئافأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح. وفي الليلة الثانيةأتاهم يتيم فقال: أطعموني فأعطوه الطعام، وفي الليلة الثانية أتاهم أسير فقال: أطعمونيفأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما أن كان في اليومالرابع وقد قضوا نذرهم، أخذ علي بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين رضي اللهعنهم، وأقبل نحوهم رسول الله صلى الله عليه وآله وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع، فلماأبصرهم صلى الله عليه وآله انطلق إلى ابنته فاطمة رضي الله عنها فانطلقوا إليها وهي في محرابها تصليوقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها – فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآلهقال: (واغوثاه أهل بيت محمد يموتون جوعا) فهبط جبرئيل عليه السلام فأقرأه: (هلأتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) إلى آخر السورة وهذا الخبر مذكور
=>
قال فأنشدك بالله أنت الذي ردت عليه الشمس لوقت صلاته فصلاها ثم توارتأم أنا (١)؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الفتى نودي من السماء ” لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى
<=
في تفسير البيضاوي، وروح البيان، والمسامرة.
أقول: وذكر الحجة الأميني في ج ٣ من الغدير ص ١٠٧ – ١١١ من رواة هذا الحديث
(٣٤) طريقا فراجع.
(١) جاء في ينابيع المودة ص ١٣٧ – ١٣٨.
وفي كتاب الإرشاد أن أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وأبا سعيدالخدري وغيرهم من جماعة الصحابة (رض) قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في المنزلفلما تغشاه الوحي توسد فخذ على فلم يرفع رأسه حتى غابت الشمس، وصلى علي صلاةالعصر بالايماء، فلما أفاق النبي صلى الله عليه وآله قال: (اللهم اردد الشمس لعلي فردت عليه الشمسحتى صارت في السماء وقت العصر، فصلى علي العصر، ثم غربت.
فأنشأ حسان بن ثابت:
أخو رسول الله وصهره * والأخ لا يعدل بالصاحب
قال الحجة الأميني: في ج ٣ من الغدير ص (١٢٧):
إن حديث رد الشمس أخرجه جمع من الحفاظ الأثبات، بأسانيد جمة، صحح جمعمن مهرة الفن بعضها، وحكم آخرون بحسن آخر، وشدد جمع منهم النكير على من غمزفيه وضعفه، وهم الأبناء الأربعة حملة الروح الأموية الخبيثة ألا وهم: ابن حزم. ابنالجوزي. ابن تيمية. ابن كثير. وجاء آخرون من الأعلام وقد عظم عليهم الخطببإنكار هذه المأثرة النبوية، والمكرمة العلوية الثابتة فأفردوها بالتأليف وجمعوا فيهطرقها وأسانيدها. وعد منهم (٩) ثم قال: ولا يسعنا ذكر تلكم المتون وتلكم الطرقوالأسانيد إذ يحتاج إلى تأليف ضخم يخص به غير أنا نذكر نماذج ممن أخرجه من الحفاظوالأعلام بين من ذكره من غير غمز فيه، وبين من تكلم حوله وصححه، وفيها مقنع وكفايةوعد من ذلك (١٩)سندا فراجع.
إلا علي ” (١) أم أنا؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي حباك رسول الله صلى الله عليه وآله برايته يوم خيبر، ففتحالله له أم أنا (٢)؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي نفست عن رسول الله وعن المسلمين بقتل عمرو بن
(١) وذلك في غزوة (أحد) ذكر الطبري في ج ٣ ص ١٧ عن عبيد الله بنأبي رافع قال: لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلى الله عليه وآلهجماعة من مشركي قريش فقال لعلي: (احمل عليهم) فحمل عليهم ففرق جمعهم، وقتلعمرو بن عبد الله الجمحي قال: ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركي قريشفقال لعلي: إحمل عليهم، فحمل عليهم، ففرق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك أحد بنيعامر بن لؤي، فقال جبريل: يا رسول الله إن هذا للمواسات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إنه مني وأنا منه فقال جبريل: وأنا منكما: قال: فسمعوا صوتا:
وأخرج ابن هشام في سيرته ج ٣ ص ٥٢ عن ابن أبي نجيح قال: نادى منادمن السماء
قال حسان بن ثابت:
والمسلمون قد أحدقوا * حول النبي المرسل
لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي
(٢) عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لأعطين غدا الراية رجلايحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله على يديه قال فبات الناس يدوكون ليلتهمأيهم يعطى. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم يرجو أن يعطاهافقال صلى الله عليه وآله: أين علي بن أبي طالب فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
فأرسلوا إليه. فلما جاء بصق صلى الله عليه وآله في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجعوأعطاه الراية فقال على: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك
=>
عبد ود أم أنا (١)؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي ائتمنك رسول الله صلى الله عليه وآله على رسالته إلى الجن (٢)فأجابت أم أنا؟ قال: بل أنت.
<=
حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه،فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. أخرجهالبخاري ومسلم. ذخائر العقبى
(١) وكان عمرو بن عبد ود قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد يومأحد، فلما كان يوم الخندق، خرج معلما ليرى مكانه وقف هو وخيله قال من يبارز،فبرز له علي بن أبي طالب فقال له: يا عمرو إنك قد كنت عاهدت الله أن لا يدعوكرجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه، قال له: أجل. قال له علي: فإنيأدعوك إلى الله وإلي رسوله وإلى الإسلام قال: لا حاجة لي بذلك. قال: فإني أدعوكإلى النزال فقال له: لم يا بن أخي؟ فوالله ما أحب أن أقتلك. قال له علي: ولكنيوالله أحب أن أقتلك فحمى عمرو عند ذلك، فأقحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه، ثمأقبل على علي فتنازلا وتجاولا فقتله علي رضي الله عنه.
قال ابن إسحاق: وقال علي بن أبي طالب رضوان الله عليه في ذلك:
فصدرت حين تركته متجدلا * كالجذع بين دكادك وروابي
وعففت عن أثوابه ولو أنني * كنت المقطر بزنى أثوابي
لا تحسبن الله خاذل دينه * ونبيه يا معشر الأحزاب
(٢) ج ٦ بحار الأنوار ص ٣١٥.
عيون المعجزات من كتاب الأنوار مسندا عن سلمان قال: كان النبي ” ص ” ذاتيوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث، إذ نظرنا إلىزوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار، وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاءالنبي ” ص ” ثم برز منها شخص كان فيها، ثم قال: يا رسول الله ” ص ” إني وافد قوموقد استجرنا بك فأجرنا، وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فإن بعضهم قد
=>
قال فأنشدك بالله أنا الذي طهره الله من السفاح من لدن آدم إلى أبيه بقول رسول
<=
بغى علينا، ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه، وخذ على العهودوالمواثيق المؤكدة أن أرده إليك في غداة غد سالما إلا أن تحدث علي حادثةمن عند الله، فقال النبي ” ص “: من أنت ومن قومك.؟ قال: أنا عطرفة بن شمراخأحد بني نجاح، وأنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا من ذلك آمناولما بعثك الله نبيا آمنا بك، على ما علمته وقد صدقناك وقد خالفنا بعض القوم، وأقامواعلى ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف، وهم أكثر منا عددا وقوة، وقد غلبواعلى الماء والمرعى، وأضروا بنا وبدوا بنا، فابعث معي من يحكم بيننا بالحق، فقال لهالنبي ” ص “: فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها، قال:
فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير، وإذا رأسه طويل، طويلالعينين، عيناه في طول رأسه، صغير الحدقتين، وله أسنان كأنها أسنان السباع، ثمأن النبي ” ص ” أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غد من يبعث به معه، فلمافرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر فقال: سر مع أخينا عطرفة وانظر إلى ما هم عليه،واحكم بينهم بالحق، فقال: يا رسول الله وأين هم؟ قال: هم تحت الأرض، فقال أبو بكروكيف أطيق النزول تحت الأرض؟ وكيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم؟ ثم التفتإلى عمر بن الخطاب فقال له مثل قوله لأبي بكر، فأجاب مثل جواب أبي بكر. ثم أقبلعلى عثمان وقال له مثل قولهما فأجابه كجوابهما. ثم استدعى عليا وقال له: يا علي سر معأخينا عطرفة، وتشرف على قومه، وتنظر إلى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق فقامأمير المؤمنين مع عطرفة وقد تقلد سيفه، قال سلمان: فتبعتهما إلى أن صارا إلى الواديفلما توسطاه نظر إلى أمير المؤمنين ” ع ” وقال قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد اللهفارجع، فوقفت أنظر إليهما، فانشقت الأرض ودخلا فيها ورجعت، وتداخلني منالحسرة ما الله أعلم به كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين وأصبح النبي ” ص ” وصلىبالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وما زال يحدث أصحابه، إلى أن وجبت صلاةالعصر وأكثر القوم والكلام، وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين ” ع ” فصلى النبي ” ص “صلاة العصر وجاء وجلس على الصفا، وأظهر الفكر في أمير المؤمنين ” ع ” وظهرت شماتةالمنافقين بأمير المؤمنين ” ع ” وكادت الشمس تغرب، فتيقن القوم أنه قد هلك وإذا قد
=>
الله صلى الله عليه وآله: ” خرجت أنا وأنت من نكاح لا من سفاح (١) من لدن آدم إلى
<=
انشق الصفا، وطلع أمير المؤمنين ” ع ” منه، وسيفه يقطر دما، ومعه عطرفة، فقام إليهالنبي وقبل بين عينيه وجبينه، وقال له: ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت؟ فقالعليه السلام: صرت إلى جن كثير قد بغوا على عطرفة وقومه من المنافقين، فدعوتهمإلى ثلاث خصال فأبوا علي، وذلك إني دعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى والإقرار بنبوتهورسالتك فأبوا، فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا، فسألتهم أن يصالحوا عطرفة وقومهفيكون بعض المرعى لعطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله، فوضعت سيفي فيهموقتلت منهم ثمانين ألفا، فلما نظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان والصلح ثم آمنواوزال الخلاف بينهم، وما زلت معهم إلى الساعة. فقال عطرفة يا رسول الله جزاك اللهوأمير المؤمنين عنا خيرا.
(١) ينابيع المودة ص ١٦ قال: “وفي ” الشفاء وروي عن علي كرم الله وجهه عنه ” ص ” في قوله تعالى: لقد جائكمرسول من أنفسكم – قال: نسبا وصهرا وحسبا، ليس في آبائي من لدن آدم ” ع “سفاح كلنا بنكاح “.
وفي كنز العمال ج ٦ ص ١٠٠ الحديث ١٤٩٤.
عن النبي ” ص ” قال في حديث له رواه البيهقي في الدلائل عن أنس: ” وخرجتمن نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي، فإنا خيركم نسباوخيركم أنا “والحديث ١٤٩٥.
منه أيضا عن عائشة عنه صلى الله عليه وآله.
(خرجت من نكاح غير سفاح).
والحديث ١٤٩٧ عن ابن عباس عنه صلى الله عليه وآله: (خرجت من لدن آدم من نكاحغير سفاح).
والحديث ١٤٩٨ في ص ١٠١ منه عن علي (ع): (خرجت من نكاح ولم أخرجمن سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شئ).
وفي ص ١٦ من ينابيع المودة:
(وفي جمع الفوائد رفعه: خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى
=>
عبد المطلب ” أم أنت؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا الذي اختارني رسول الله وزوجني ابنته فاطمة عليها السلام،وقال: ” الله زوجك إياها في السماء (١) ” أم أنت؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا والد الحسن والحسين سبطيه وريحانتيه إذ يقول: ” هماسيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما (٢) ” أم أنت؟ قال: بل أنت.
<=
أن ولدني أبي وأمي. للاوسط..)ابن عباس رفعه: ما ولدني في سفاح الجاهلية شئ وما ولدني إلا نكاح كنكاحالإسلام. للكبير.
(١) ينابيع المودة ص ١٧٥ عن أنس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله فغشيهالوحي فلما أفاق قال: يا أنس أتدري بما جائني به جبرئيل من عند صاحب العرشعز وجل، قلت: بأبي وأمي بما جائك جبرائيل؟ قال: قال جبرائيل: إن الله يأمركأن تزوج فاطمة بعلي، فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ونفرا منالأنصار، قال. فانطلقت فدعوتهم فلما أن أخذوا مقاعدهم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الحمد لله المحمود: بنعمته. وذكر الخطبة المشتملة على التزويج وفي آخرها: فجمع اللهشملهما، وأطاب نسلهما، وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة، ومعادن الحكمة، وأمن الأمةثم حضر على وكان غائبا، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا علي إن الله أمرني أنأزوجك فاطمة (ع) وإني قد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة، فقال على قد رضيتهايا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إن عليا خر لله ساجدا شكرا، فلما رفع رأسه قال له رسولالله صلى الله عليه وآله: بارك الله لكما، وبارك فيكما، وأسعد جدكما، وأخرج منكما الكثير الطيبقال أنس: والله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيب. أخرجه أبو على الحسن بنشاذان فيما نقله عنه الحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين وقد أورده المحبالطبري في ذخائره وأخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي، انتهى.
(٢) ابن ماجة عن نافع عن ابن عمر قال رسول الله ” ص “: الحسن والحسينسيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما.
(وفي الإصابة) مالك بن الحويرث الليثي قال: قال رسول الله ” ص “: الحسن
=>
قال فأنشدك بالله أخوك المزين بالجناحين يطير في الجنة مع الملائكة أمأخي (١)؟ قال: بل أخوك.
<=
والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.
ينابيع المودة ص ١٦٦وأخرج ابن عساكر عن علي، وعن ابن عمر. -وابن ماجة والحاكم. عن ابن عمر. -والطبراني عن قرة، وعن مالك بن الحويرث. -والحاكم عن ابن مسعود. -:
أن النبي ” ص ” قال: ابناي هذان الحسن، والحسين، سيدا شباب أهل الجنةوأبوهما خير منهما.
الصواعق المحرقة ص ١٨٩
(١) هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، كنيتهأبو عبد الله، ابن عم الرسول، وأخو علي بن أبي طالب لأبويه، أسلم قديما بعد إسلامأخيه علي بن أبي طالب بقليل.
هاجر الهجرتين إلى أرض الحبشة – في الهجرة الثانية، مع زوجته أسماء بنت عميس -فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه، وأقام جعفر عنده: ثم هاجر منها إلى المدينة فقدموالنبي ” ص ” بخيبر. -فقال النبي ” ص “: ما أدري بأيهما أنا أفرح بقدوم جعفر أم بفتح خيبر.
وكان أشبه الناس برسول الله خلقا وخلقا وقال له النبي ” ص “: ” اشبهتخلقي وخلقي “.
مر أبو طالب ” ع ” فرأى النبي ” ص ” وعليا ” ع ” يصليان، وعلي عن يمينهفقال لجعفر: صل جناح ابن عمك وصل عن يساره.
استشهد بمؤتة من أرض الشام مقبلا غير مدبر مجاهدا للروم في حياة النبي ” ص “سنة ثمان في جمادى الأولى.
عن ابن عمر قال: وجد فيما أقبل من بدن جعفر ما بين منكبيه تسعين ضربة مابين طعنة برمح وضربة بسيف.
=>
قال فأنشدك بالله أنا ضمنت دين رسول الله وناديت في المواسم بإنجاز موعدهأم أنت (١)؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا الذي دعاه رسول الله صلى الله عليه وآله والطير عنده يريد أكلهيقول: ” اللهم ايتني بأحب خلقك إلي وإليك بعدي يأكل معي من هذا الطير ” (٢)فلم يأته غيري أم أنت؟ قال: بل أنت.
<=
وعن أنس بن مالك: أن النبي ” ص ” نعى جعفرا وزيدا نعاهما قبل أن يجيءخبرهما نعاهما وعيناه تذرفان.
وكان أسن من على بعشرة سنين، فاستوفى أربعين سنة وزاد عليها.
ودخل رسول الله ” ص ” لما أتاه نعي جعفر ” ع ” على امرأته أسماء بنت عميس ” ع “فعزاها فيه، ودخلت فاطمة ” ع ” وهي تبكي وتقول: واعماه. فقال رسول الله ” ص “” على مثل جعفر فالتبك البواكي ” ودخله هم شديد حتى أتاه جبرئيل، فأخبره أن الله قدجعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة.
وقال ” ص “: رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة.
وعن ابن عمر: أنه ” ص ” كان إذا سلم على عبد الله بن جعفر قال: السلام عليكيا بن ذي الجناحين.
راجع: الإصابة ج ١ ص ٢٣٩ – ٢٤٠، صفة الصفوة ج ١ ص ٢٠٥ – ٢٠٩أسد الغابة ج ٢ ص ٢٨٦ – ٢٨٩.
(١) ينابيع المودة ص ١٠٥:
” وفي مسند أحمد بسنده عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي ” رض ” قال: لمانزلت وأنذر عشيرتك الأقربين. جمع النبي ” ص ” أهل بيته، فاجتمع ثلاثون نفرافأكلوا وشربوا ثلاثا، ثم قال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي يكون معي في الجنةويكون خليفتي في أهلي، فقال علي: أنا يا رسول الله ” ص “.
أيضا الثعلبي ذكر هذا الحديث في تفسير هذه الآية.
(٢) عن أنس بن مالك: أهدي لرسول الله ” ص ” طير فقال: ” اللهم ائتنيبرجل يحبه الله ويحبه رسوله “. قال أنس: فأتى علي فقرع الباب، فقلت: إن رسول
=>
قال فأنشدك بالله أنا الذي بشرني رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال الناكثين، والقاسطينوالمارقين، على تأويل القرآن (١) أم أنت؟ قال: بل أنت.
<=
الله ” ص ” مشغول، وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار، ثم إن عليا فعل مثلذلك، أتى الثالثة فقال رسول الله ” ص “: ادخله فقد عنيته.
وفي مسند أحمد بن حنبل بسنده عن سفينة مولى النبي ” ص ” قال: أهدت امرأةمن الأنصار طيرين مشويين بين رغيفين فقال النبي ” ص “: ” اللهم ايتني بأحب خلقكإليك وإلى رسولك، فجاء علي فأكل معه من الطيرين حتى كفينا.
أسد الغابة ج ٤ ص ٣٠وفي المستدرك ج ٣ ص ١٣٠ – ١٣١عن أنس بن مالك أيضا قال: كنت أخدم رسول الله ” ص ” فقدم لرسولالله ” ص ” فرخ مشوي فقال: ” اللهم ايتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذاالطير ” قال: فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فجاء علي رضي الله عنه فقلت: إنرسول الله ” ص ” على حاجة، ثم جاء فقلت: إن رسول الله ” ص ” على حاجة ثمجاء فقال رسول الله ” ص ” افتح فدخل فقال رسول الله ” ص ” ما حبسك يا علي؟
فقال: إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس، يزعم أنك على حاجة، فقال: ما حملكعلى ما صنعت. فقلت يا رسول الله سمعت دعائك فأحببت أن يكون رجلا من قوميفقال رسول الله ” ص ” إن الرجل قد يحب قومه. ثم قال: هذا حديث صحيح علىشرط الشيخين ولم يخرجاه.
(١) في ج ٢ من الرياض النضرة ص ٣٢٠:
وعن ابن مسعود أن رسول الله ” ص ” أتى منزل أم سلمة فجاء على فقال رسولالله ” ص “: يا أم سلمة هذا قاتل القاسطين. والناكثين، والمارقين، من بعدي.
وفي ج ٦ من كنز العمال ص ١٥٥ الحديث ٢٥٨٥:
إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. قيل أبو بكر وعمر؟
قال: لا ولكنه خاصف النعل – يعني عليا.
وفي مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٢٢:
عن أبي سعيد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فانقطعت نعله فتخلف على يخصفها
=>
قال فأنشدك بالله أنا الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه بالسلام عليه بالإمرةفي حياته أم أنت (١)؟ قال: بل أنت.
<=
نصفين وارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقصا عليه قصتهمافقال لصاحب الثلاثة الأرغفة قد عرض عليك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر منخبزك فارض بثلاثته فقال: لا والله لا رضيت منه إلا بمر الحق. فقال علي رضي اللهعنه: ” ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة فقال الرجل: سبحان الله يا أميرالمؤمنين هو يعرض على ثلاثة فلم أرض، وأشرت علي بأخذها فلم أرض. وتقول لي الآنإنه لا يجب في مر الحق إلا درهم واحد، فقال له علي: ” عرض عليك صاحبك الثلاثةصلحا فقلت لم أرض إلا بمر الحق، ولا يجب لك بمر الحق إلا واحد ” فقال الرجل:
فعرفني بالوجه في مر الحق حتى أقبله. فقال علي رضي الله عنه: أليس للثمانية الأرغفة أربعةوعشرون ثلثا، أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل،فتحملون في أكلكم على السواء قال: بلى. قال فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعةأثلاث، وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثا أكل منها ثمانية ويبقى له سبعةوأكل لك واحدة من نسعة فلك واحد بواحدك، وله سبعة بسبعته. فقال له الرجلرضيت الآن.
(١) في ص ١٢٥ من كتاب (اليقين في إمرة أمير المؤمنين ” ع “) قال:
فيما نذكره من كتاب الرسالة الموضحة تأليف المظفر بن جعفر بن الحسين..
وهو ممن يروي عنه محمد بن جرير الطبري ننقل ذلك من خط مصنفه من الخزانة العتيقةبالنظامية ببغداد فقال ما هذا لفظه: (وعنه قال: حدثنا محمد بن همام عن علي بن العباسومحمد بن الحسين بن حفص قالا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن سالمعن صباح بن يحيى عن العلا بن المسيب عن أبي داود عن بريدة الأسلمي قال: كنا نسلمعلى علي بن أبي طالب (ع) بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله بإمرة المؤمنين نقول: (السلامعليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته) ويرد علينا.
وفي ج ٩ من بحار الأنوار ص ٢٤٦ عن بريدة وعن يحيى بن سالم قالا: أمرناالنبي صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي بإمرة المؤمنين.
وفيه أيضا عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن الحسين بن علي عليهما السلام
=>
قال فأنشدك بالله أنا الذي شهدت آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وآله ووليت غسله ودفنهأم أنت (١)؟ قال: بل أنت.
<=
قال: (قال لي بريدة: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نسلم على أبيك بإمرة المؤمنين)وفيه أيضا عن عمرو بن حصيب أخي بريدة بن حصيب قال:
بينا أخي بريدة عند النبي صلى الله عليه وآله إذ دخل أبو بكر فسلم على رسول الله فقال له:
انطلق فسلم على أمير المؤمنين، فقال: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال: علي بنأبي طالب (ع) قال: عن أمر الله وأمر رسوله. قال: نعم. ثم دخل عمر فسلم فقالانطلق فسلم على أمير المؤمنين فقال يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال صلى الله عليه وآله: علىابن أبي طالب (ع) قال عن أمر الله ورسوله قال: نعم.
(١) في ذخائر العقبى ص ٧٢ والرياض النضرة ج ٢ ص ٢٣٧.
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله – لما حضرته الوفاة – (ادعو لي حبيبي)فدعوا له أبا بكر. فنظر إليه ثم وضع رأسه فقال: (ادعو لي حبيبي) فدعوا له عمرفلما نظر إليه وضع رأسه ثم قال: (ادعو لي حبيبي) فدعوا له عليا رضي الله عنه فلمارآه أدخله معه الثوب الذي كان عليه فلم يزل يحتضنه حتى قبض صلى الله عليه وآله – أخرجه الرازيوفيهما أيضا وفي ج ٣ من المستدرك عن أم سلمة (رض) قالت: والذي أحلفبه إن كان علي أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله عدنا رسول الله صلى الله عليه وآله غداةبعد غداة يقول: (جاء على – مرارا -؟) وأظنه كان بعثه في حاجة فجاء بعدفظننت أن له حاجة فخرجنا من البيت وقعدنا عند الباب فكنت من أدناهم إلى البابفأكب عليه على فجعل يساره ويناجيه ثم قبض صلى الله عليه وآله يومه ذلك فكان من أقربالناس به عهدا. أخرجه الإمام أحمد.
وفي ج ٣ من المستدرك ص ١١١ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
لعلي أربع خصال ليست لأحد، هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآلهوهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم المهراس، وهو الذيغسله وأدخله قبره.
قال فأنشدك بالله أنت الذي سبقت له القرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله أم أنا (١)؟
قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي حباك الله بالدينار عند حاجته إليه وباعكجبرئيل وأضفت محمدا فأطعمت ولده أم أنا (٢) قال: فبكى أبو بكر قال: بل أنت.
(١) عن الشعبي: إن أبا بكر نظر إلى علي بن أبي طالب فقال: من سره أنينظر إلى أقرب الناس قرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وأعظمهم عنه غنا، وأحظهم عندهمنزلة، فلينظر وأشار إلى علي بن أبي طالب. خرجه ابن السمان.
الرياض النضرة ج ٢ ص ٢١٥
(٢) أخرج الخوارزمي الحنفي في ص ٢٢٤ من مناقبه، عن أبي هارون العبديعن أبي سعيد قال: انقض على وفاطمة، فقالت له فاطمة ليس في الرحل شئ فخرج علييبتغي، قال: فوجد دينارا فعرفه فلم يجد له طالبا، ولم يصب شيئا، ورجع، فقالتله فاطمة، ما صنعت؟ قال ما أصبت شيئا إلا أني وجدت دينارا فعرفت حتى سئمتفلم أجد له طالبا باغيا، فقالت: هل لك في خير هل لك في أن نقترضه فنتعشى به، فإذاجاء صاحبه أعطيته دينارا، فإنما هو دينار مكان دينار، فقال علي (ع) أفعل فأخذالدينار وأخذ وعاءا ثم خرج إلى السوق فإذا رجل عنده طعام يبيعه، فقال علي (ع)كيف تبيع من طعامك هذا؟ قال: كذا وكذا بدينار، فناوله علي (ع) الدينار ثمفتح وعاء، وذهب ليقوم رد عليه الدينار وقال لتأخذنه والله، فأخذه ورجع إلى فاطمةفحدثها حديثه، فقالت فاطمة (ع) هذا رجل عرف حقنا وقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآلهفأكلوه حتى أنفذوه ولم يصيبوا ميسرة، فقالت له فاطمة ” ع “: هل لك في خيرتستقرضه فنتعشى به مثل قولها الأول؟ قال: أفعل. فخرج إلى السوق فإذا صاحبهفقال له مثل قوله الأول، وفعل الرجل مثل فعله الأول، فرجع فأخبر فاطمة ” ع “فدعت له مثل دعائها الأول، فأكلوا حتى أنفذوا فلما كان الثالثة، قالت له فاطمة إنرد عليك الدينار فلا تقبله، فذهب علي عليه السلام فوجده فلما كان له. ذهب يردهعليه، فقال له على ” ع ” والله لا آخذه فسكت عنه -قال أبو هارون: فقمت فانصرفت من عنده فمررت برجل من الأنصار له صحبة
=>
قال فأنشدك بالله أنت الذي جعلك رسول الله صلى الله عليه وآله على كتفه في طرحصنم الكعبة وكسره حتى لو شئت أن أنال أفق السماء لنلتها أم أنا (١)؟ قال بل أنت
<=
يطين بيته، فسلمت عليه، فرد علي وسايلني، فقال ما حدثكم اليوم أبو سعيد؟ فقلتحدثنا بكذا وكذا؟! فقال الأنصاري: من كان الذي اشترى منه علي ” ع “! فقلتلا أعلم! قال: كتمكم أبو سعيد؟! قلت: ومن كان البايع؟ قال: لما ذهب على ” ع “إلى رسول الله ” ص ” قال له: يا علي تخبرني أو أخبرك؟! قال أخبرني يا رسول اللهقال صاحب الطعام جبرئيل، والله لولا تحلف لوجدته ما دام الدينار في يدك.
(١) في ج ٢ من الرياض النضرة ص ٢٦٥ – ٢٦٦ عن علي قال:
انطلقت أنا والنبي ” ص ” حتى أتينا للكعبة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: اجلسوصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به فرأى مني ضعفا فنزل، وجلس لي نبي الله صلى الله عليه وآلهوقال: اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه، قال: فنهض. قال فتخيل إلي أن لوشئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفراء ونحاس فجعلت أزاولهعن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه. قال لي رسولالله صلى الله عليه وآله: اقذف به فقذفت به فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت، فانطلقت أناورسول الله صلى الله عليه وآله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس.
أخرجه أحمد. وصاحب الصفوة. وأخرجه الحاكمي وقال: – بعد قوله: فصعدت علىالكعبة – فقال لي: ألق صنمهم الأكبر وكان من نحاس موتد بأوتاد من حديد إلىالأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: عالجه فلم أزال أعالجه حتى استمكنت منه. فقال:
اقذفه فقذفته. ثم ذكر باقي الحديث وزاد فما صعد حتى الساعة. انتهى.
وإلى هذه المكرمة الجليلة يشير الإمام الشافعي بقوله:
قلت لا أقدم في مدح أمره * ضل ذو اللب إلى أن عبده
والنبي المصطفى قال لنا * ليلة المعراج لما صعده
وضع الله بظهري يده * فأحس القلب مما برده
وعلي واضع إقدامه * في محل وضع الله يده