الرئيسية / الاسلام والحياة / تنمية العقل – بحوث ألقيت على جمع من مدرسي التربية الدينية

تنمية العقل – بحوث ألقيت على جمع من مدرسي التربية الدينية

تنمية العقل : إن المسألة الأولى التي ينبغي بحثها هي مسألة تنمية العقل والفكر نفسها وهنا مسألتان: الأولى هي مسألة تنمية العقل، والثانية مسألة العلم.

مسألة العلم هي نفس التعليم، والتعليم عبارة عن اعطاء المعلومات، ففي التعليم لا يكون المتعلم إلا آخذاً، ومخه بمثابة المخزن الذي توضع فيه سلسلة كبيرة من المعلومات، ولكن ليس هذا وحده هو الهدف من التعليم، بل يجب أن يكون هدف المعلم أسمى من ذلك وهو أن يسعى لتنمية الطاقة الفكرية للمتعلم، ويعطيه الاستقلال.

وينمي فيه القدرة على الابتكار، أي أن عمل المعلم في الواقع يشابه الجذوة، فثمة فرق بين التنور الذي نريد اشعاله من الخارج ليصبح حاراً، والتنور الذي نجمع فيه الحطب والخشب ونأتي بالجذوة ونضعها داخل الحطب، وننفخ فيه حتى يشتعل الحطب تدريجاً، فيشتعل التنور وما فيه من الحطب، من هنا يتضح سبب البحث حول العقل والتعقل ـ في قبال العلم والتعلم ـ وأنه ناظر إلى هذه الحالة من الرشد العقلي والاستقلال الفكري، ليمتلك الإنسان قدرة على الاستنباط.

نوعان من العلم

هناك كلمة لأمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة ـ وكنت منذ مدة ملتفتاً إليها وجهت لها عدة شواهد ـ يقول فيها: “العلم علمان ـ وفي نقل آخر العقل عقلان ـ علم مطبوع وعلم مسموع، أو (العقل المطبوع والعقل المسموع) ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع”[1].

العلم المطبوع هو العلم الذي ينبع من طبيعة الإنسان وجبلته، العلم الذي لم يتعلمه الإنسان من آخر، ومن الواضح أنه قوة الابتكار للشخص ثم يقول: لا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع، وواقع الأمر كذلك، فقد أدركتم هذه الحقيقة عن طريق التجارب: كثير من الأفراد ليس لديهم علم مطبوع ومنشأ أكثره هو سوء التربية والتعليم، لا عدم امتلاكهم القابلية على الفهم، بل إن التعليم كان بنحو لا يحرك القدرة المطبوعة ولا ينميها.

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...