“مخيم الوحدات” تطور جديد للمفاهيم.. كيف يستعد الأردنيون لمواجهة أطماع اسرائيل؟
الوقت- ظهر النائب الإسلامي الأردني ينال فريحات قبل يومين في وقفة تضامنية مع المقاومة الفلسطينية في مخيم الوحدات الشهير للاجئين شرق العاصمة عمان وتحدث باسم المزاج الشعبي.
وفي مشاركته توعد الفريحات الإسرائيليين بأن القبائل الأردنية وجميع مكونات الشعب قادمة لا محالة لتحرير فلسطين مستعملا عبارة “مع المقاومة وسنأتيكم من البادية والمخيم وكل قرية وحارة”.
ويعكس المشهد وسط النخبة السياسية الاردنية تدحرج وتطور مفاهيم جديدة لاول مرة منذ توقيع اتفاقية وادي عربة مع الاسرائيليين عام 1994.
وهي مفاهيم تدعو الى اعادة تصنيف اسرائيل بعد التطورات الاخيرة بخصوص حكم اليمين الاسرائيلي والتحرشات بالمصالح الاردنية باعتبارها لم تعد شريكا او صديقا لا بل تنضم بعض الاطروحات الى قائمة التصويت على ان اسرائيل عادت عدوا وينبغي ان تبني الاستراتيجيات في الاشتباك معها على اساس تلك العداوة والتي تؤثر على المصالح الحيوية الاردنية.
ومن المرجح ان وزير البلاط الاسبق والخبير الكبير في ملف الصراع الدكتور مروان المعشر يقف على رأس السياسيين او المفاوضين السابقين الذين ينشغلون في المنابر وورش العمل والمؤتمرات ونشاط الاجتماع السياسي في التأكيد على ضرورة بناء استراتيجيات اشتباك تعتبر إسرائيل اليوم بنخبتها الحاكمة الحالية عدواً للاردن دولة وشعبا.
والتصرف على هذا الأساس وهو رأي يدلي به الدكتور المعشر في الكثير من الاجتماعات المغلقة والمفتوحة ويكتب عنه حتى عبر وسائل الاعلام و منصات التواصل.
ويستند راي المعشر على القناعة بان إسرائيل التي اقيم معها السلام عام 1994 انقلبت على الاردن و على السلام معا لا بل انقلبت على نفسها ايضا.
وكان سياسيون كبار قد انضموا الى كل تلك الحلقة التي تشكك بنوايا إسرائيل اليمينية المستجدة تجاه الاردن والذي بنى استراتيجيته السياسية والدبلوماسية طوال وقت طويل وأسابيع و سنوات على أساس الشراكة في عملية سلام إقليمي مع الاردن.
ويعتبر المعشر حصرا بان النخبة التي تحكم اسرائيل وتسيطر عليها اليوم لا تعترف اصلا بوجود الاردن لا قيادة و لا شعبا.
ويحذر من ان النخبة التي تدير الأمور في عمان ينبغي ان تقرأ تطورات المشهد على هذا الاساس.
وكان رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري قد حذر علنا وعدة مرات مما اسماه ”مخاطر مسار التكيف” لا بل حذر ايضا من مخاطر إنكار المخاطر الجديدة والمستجدة معتبرا بان اسرائيل التلمودية المتشددة اليوم لديها اطماع واضحة وملموسة وتاريخية كانت مؤجلة عمليا بالمملكة الاردنية الهاشمية.
وتبني سياسيون كبار طوال الوقت دعوات الى إعادة مفهوم الخدمة العسكرية وتسليح الشعب الاردني ومن بين هؤلاء وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة والوزير السابق الدكتور ممدوح العبادي وكلاهما ظهر في ندوات ونشاطات عامة داعيا الى الاستعداد لمرحلة الصدام الحتمية كأردنيين هذه المرة مع اطماع اليمين الاسرائيلي.
وناشد الحباشنة إحياء مفهوم الخدمة الوطنية العامة ويقصد الخدمة العسكرية كما تحدث عن وعي وطني افقي يحاول الاستعداد للنوايا السيئة التي يحتفظ بها اليمين الاسرائيلي تجاه الاردن شعبا وحكومة هذه الايام فيما طالب العبادي بدوره بالانتباه الى نصوص ميثاق حزب الليكود الذي يعتبر اليوم يمينيا معتدلا قياسا بشركائه في الحكومة حاليا حيث تنص هذه المبادئ والنصوص في الميثاق الليكودي على ان الاردن جزء من دولة فلسطين.
وزاد معدل التحذيرات وعقدت ورشات عمل ونقاشات من هنا وهناك وصدرت بيانات من بينها بيان شهير 219 شخصية يحذر من التعايش مع سيناريوهات التنمية الاقتصادية وآخر وقعه 212 شخصية محذرا من نفس السياق.
كما عقدت لاحقا ورشة عمل متخصصة لخبراء وسياسيين ودبلوماسيين ووزراء سابقون ناقشت السيناريو الأفضل للاستعداد لأي تحولات يفرضها على الاردن اليمين الاسرائيلي الجديد وأطماعه اما بضم الأغوار والبحر الميت والضفة الغربية او أطماعه بالحيلولة دون ولادة دولة فلسطينية حقيقية مقابل أطماع سياسية في توقيت اقتصادي ومعيشي حساس يطال ضفة شرقي الاردن.
وتحفل الساحة المحلية بخطابات تحذيرية من هذا الصنف فيما يعود الاردنيون في الكثير من اجتماعاتهم ومجالسهم هذه الايام الى اللهجة التي تعتبر اسرائيل حجة ضد السلام هذه المرة لا بل عنوانا للخصومة والعداء السياسي.