صحيفة “الأخبار” لفتت إلى أن “المؤشرات الخاصة بكيفية تنفيذ الجريمة، تقود كلها إلى إسرائيل” وأن الاحتمالات ضئيلة جداً بأن تكون جهة أخرى من قام بالعمل.
وفي مقالته في الصحيفة قال ابراهيم الأمين “إن حزب الله، بحكم خبرته الطويلة في المواجهة مع العدو، لم يكن بحاجة إلى وقت وإلى جهد قبل تحميل إسرائيل مسؤولية الجريمة، وإنذارها بضرورة تحمل تبعات مثل هذه الأعمال”.
وتوقف الكاتب عند معلومات وردت مساء أمس عبر قنوات دبلوماسية تشير إلى “قلق غربي من أن تكون العملية خطوة إسرائيلية تستهدف ما هو أبعد من اغتيال أحد أعدائها”، على اعتبار أن “إسرائيل غاضبة فعلاً من الاتفاق القائم بين الغرب وإيران. وإسرائيل غاضبة أكثر من كون الإتفاق وضعها جانباً، وأهمل ـــ من وجهة نظرها ـــ مصالحها الاستراتيجية التي لطالما كانت مقدسة عند الغرب. وإسرائيل غاضبة، لأن الاتفاق قيّدها إزاء ما تراه حقاً في التصرف ضد المشروع النووي الإيراني. وإسرائيل غاضبة، لأن الغرب قدم للمرة الأولى صورة عن تناقض ممكن بين مصالحه ومصالح إسرائيل، وأن ما حصل هو سابقة قابلة للتكرار في أمور أخرى وفي ملفات أخرى”.
ورأى الكاتب أن إسرائيل وجدت نفسها أمام خيارات الضيقة في الردّ على الاتفاق. فقامت بجريمة اغتيال قيادي بارز في المقاومة الإسلامية. وهي قالت لحزب الله عملياً إن يدها الأمنية لا تزال طويلة، وإنها قادرة على توجيه ضربات “جريئة”، و”من دون وسيط” إذا لزم الأمر.
وتحت سؤال “كيف قدرت إسرائيل موقف حزب الله وردّ فعله إزاء جريمة بهذا الحجم؟” قال إبراهيم الأمين إن “الأجوبة محدودة على هذا السؤال. فإما أن إسرائيل تسعى فعلياً إلى مغامرة تستدرج من خلالها المنطقة، ومحور المقاومة على وجه الخصوص، إلى مواجهة تتدحرج صوب حرب تعتقد إسرائيل أنها مناسبة لها الآن، لأن سوريا منهكة بأزمتها، وإيران منشغلة باحتفالات الاتفاق مع الغرب، وحزب الله منشغل في مساندة الرئيس بشار الأسد، وبالتالي فإن معركتها ستكون أسهل، وربما هي تأمل أن يكون لديها الغطاء الذي بشرنا به ولَيد آل سعود، وأن يكون لديها من يساعدها على الأرض أيضاً في مواجهة حزب الله وسوريا وربما إيران” على حدّ تعبيره.
أما الجواب الآخر، أضاف “فهو أن تكون إسرائيل معنية بتوجيه الرسالة فقط، وهي تعتبر أن القيود التي تمنع الحكم في سوريا من الردّ على غاراتها، موجودة أيضاً عند حزب الله، وأنه لن يكون بمقدوره الردّ موضعياً، ولا أكثر من ذلك”.
لكن واقع الحال يقود إلى نتيجة أخرى وهي بحسب الكاتب أن “من راقب أمس طريقة إعلان استشهاد القائد البطل حسان اللقيس، والمسارعة إلى دفنه دون مواقف استثنائية، وخصوصاً على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وعدم نشر أي معلومات من جانب الحزب عن الشهيد، بما في ذلك عدم نشر نبذة شخصية أو جهادية عنه، كل ذلك يقود من يعرف عقل المقاومة إلى نتيجة واحدة: ثمة رائحة دماء تفوح من خلف الحدود الجنوبية… ولننتظر!”.