ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٤١ – ٦٠
ذريته ثم نما وطال حتى بلغ ستين ذراعاً، بل جعله يوم خلقه طويلاً على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعاً.
والثاني: أن الضمير في قوله (على صورته) يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة (على صورة الرحمن) وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه، فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه، ولم يلزم من ذلك التشبيه، وكذا الصورة، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه، لأن الإشتراك في الإسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلا منهما لقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير). انتهى.
الأسئلة
١ ـ أنتم تقولون إن العقيدة لايصح أن تبنى على أخبار الآحاد، فكيف تبنون عقيدتكم في الذات الإلهية على حديث مختلف في نصه وفي تفسيره؟
٢ ـ لماذا أخذتم بتفسير هذا الحديث بالمتشابه، ولم تأخذوا بالمحكم، وقد رأيتم كلام أئمة المذاهب في تفسيره!
٣ ـ مادام ابن باز يقول إن آدم على صورة الله، والله تعالى على صورة آدم وأن هذا ليس تشبيهاً أبداً! فهل تقبلون أن نقول: إن فلاناً منكم على صورة آدم، وآدم على صورته، ولكنه لا يشبه آدم
أبداً، فننفيه من ولد آدم؟!
وهل يقبل قاضيكم من شخص أن يخلص مجرماً بهذه الفتوى فيقول: هذه الصورة صورته، ولكنها لا تشبهه أبداً؟!
المســألة: ١٢
أحاديثهم المزعومة عن أطيط العرش وأزيزه وصريره!
فقد رووا عن عمر وغيره، أن الله تعالى يجلس على عرشه، وأن العرش له أطيط، وصرير، وأزيز، من ثقل الله! (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ).
ففي مجمع الزوائد: ١/٨٣: (عن عمر أن امرأة أتت النبي (ص) فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة، فَعَظَّمَ الرب تبارك وتعالى وقال:إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرَّحْل الجديد إذا رُكب، من ثقله)!! وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح)!!
الأسئلة
١ ـ إذا روى الثقاة حديثاً وكان يخالف العقل والقرآن، فهل يجوز الأخذ به؟
٢ ـ مادام معبودكم وجوداً مادياً له وزن، فكم كيلو وزنه؟!
٣ ـ ما رأيكم فيما رويناه في الكافي:١/١٣٠: (عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فأستأذنته فأذن لي فدخل فسأله عن الحلال والحرام، ثم قال له: أفتقر أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): كل محمول مفعول به مضاف إلى غيره محتاج، والمحمول اسم نقص في اللفظ، والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة، وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلى وأسفل، وقد قال الله: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، ولم يقل في كتبه، إنه المحمول،بل قال: إنه الحامل في البر والبحر، والممسك السماوات والأرض أن تزولا، والمحمول ما سوى الله! ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول!!
قال أبو قرة: فإنه قال: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) وقال: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ)؟
فقال أبو الحسن (عليه السلام): العرش ليس هو الله، والعرش اسم علم وقدرة، وعرشه فيه كل شئ، ثم أضاف الحمل إلى غيره: خلق من خلقه، لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه، وهم حملة علمه، وخلقاً يسبحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه، وملائكة يكتبون أعمال
عباده؟ واستعبد أهل الأرض بالطواف حول بيته، والله (عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كما قال، والعرش ومن يحمله ومن حول العرش الله الحامل لهم، الحافظ لهم، الممسك القائم على كل نفس، وفوق كل شئ، وعلى كل شئ، ولا يقال: محمول ولا أسفل، قولاً مفرداً لايوصل بشئ فيفسد اللفظ والمعنى.
قال أبو قرة: فتكذب بالرواية التي جاءت أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه أن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم، فيخرون سجداً، فإذا ذهب الغضب خف ورجعوا إلى مواقفهم؟
فقال أبو الحسن (عليه السلام): أخبرني عن الله تبارك وتعالى منذ لعن إبليس إلى يومك هذا هو غضبان عليه، فمتى رضي؟ وهو في صفتك لم يزل غضبان عليه وعلى أوليائه وعلى أتباعه، كيف تجترئ أن تصف ربك بالتغيير من حال إلى حال وأنه يجري عليه ما يجري على المخلوقين؟!
سبحانه وتعالى، لم يزُل مع الزائلين، ولم يتغير مع المتغيرين، ولم يتبدل مع المتبدلين، ومن دونه يده وتدبيره، وكلهم إليه محتاج، وهو غني عمن سواه)؟
المســألة: ١٣
هل تعرفون أقدم من روى أحاديث التشبيه والتجسيم؟!
إنهم: عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وأبو موسى الأشعري، وابنه أبو بكرة، وابن عمرو بن العاص، وأبو هريرة…ومصدرها جميعاً كعب الأحبار!
ثم واصل خلفاء بني أمية سياسة عمر في تقريب الأحبار والقساوسة وتلاميذهم، وأمروا المسلمين أن يأخذوا من علمهم، حتى امتلأت مصادرهم برواياتهم، ونقلوا الى ثقافة المسلمين عقائد التوراة وثقافتها!
وهم كثيرون، أمثال: مقاتل بن سليمان وتلامذته، وووهب بن منبه وإخوته.. والحسن البصري وتلامذته.. وحماد بن سلمة وتلامذته.. ومقاتل بن سليمان البلخي، وتلامذته…
ثم واصل العباسيون نفس الخط، خاصة المتوكل العباسي فتبنوا أئمة مجسمين مثل أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبي يعلى الموصلي، والسمناني، والدارمي، وأبي العباس السراج، وإسحاق الحنظلي.. وغيرهم من المشبهين والمجسمين، الذين نشروا في المسلمين ثقافة اليهود بتشجيع من السلطة الأموية، ثم الخلفاء العباسيين، ما عدا قلة منهم!
وسنعقد فصلاً خاصاً بتبني الخلفاء القرشيين لأحبار اليهود، والثقافة اليهودية!
الأسئلة
١ ـ إذا حذفتم روايات كعب الأحبار وتلاميذه، وروايات عمر وابنه، وأبي موسى الأشعري وابنه، فماذا يبقى عندكم من روايات الصفات التي يعتبرها المسلمون تجسيماً وتشبيهاً؟
٢ ـ ماذا تقولون فيما نقله الذهبي عن الإمام مالك من أن أحاديث التجسيم إنما رواها من التابعين موظف عند بني أمية وليس عالماً؟!
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:٨/١٠٣: (أبو أحمد بن عدي: حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر، حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر قال ابن القاسم سألت مالكاً عمن حدث بالحديث الذي قالوا: إن الله خلق آدم على صورته، والحديث الذي جاء: إن الله يكشف عن ساقه، وأنه يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد، فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا ونهى أن يحدث بها أحد! فقيل له إن ناساً من أهل العلم يتحدثون به فقال: من هو؟ قيل ابن عجلان عن أبي الزناد، قال لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء ولم يكن عالماً، وذكر أبا الزناد فقال: لم يزل عاملاً لهؤلاء حتى مات). انتهى. وقصده بهؤلاء بني أمية!
٣ ـ لو كانت هذه الأحاديث صحيحة، وهي في ذات الله تعالى وصفاته أهم عقيدة إسلامية، لكانت معروفة جيداً في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من كل الصحابة أو من غالبهم؟
فلماذا لم يروها بقية الصحابة، بل استنكروها؟!!
المســألة: ١٤
من تكفير المجسمين لمن خالفهم.. وإرهابهم لهم!
شملت فتواهم بالتكفير أمهم عائشة لأنها كذبت ما رووه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه رأى ربه، وقالت إن ذلك فرية عظيمة على الله تعالى!
وأشد من تجرأ عليها شيخ البخاري ابن خزيمة، الذي يلقبونه إمام الأئمة فقد بالغ في التهجم عليها في كتابه المسمى التوحيد!
روى البخاري في صحيحه:٦/٥٠: (عن مسروق قال: قلت لعائشة: يا أُمَّتَاه هل رأى محمد (ص) ربه؟ فقالت: لقد قَفَّ شعري مما قلت! أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب، ومن حدثك أنه يعلم ما في غدٍ فقد كذب، ثم قرأت: وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، ومن حدثك أنه كتم فقد كذب ثم قرأت: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، الآية، ولكنه رأى جبرئيل (عليه السلام) في صورته مرتين).
وفي صحيح مسلم:١/١١٠: (عن عائشة: من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية). انتهى.
وقد هاجمها ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص٢٢٥ فقال: (هذه لفظة أحسب عائشة تكلمت بها في وقت غضب، ولو كانت لفظة أحسن منها يكون فيها درك لبغيتها كان أجمل بها، ليس يحسن في اللفظ أن يقول قائل أو قائلة: قد أعظم ابن عباس الفرية، وأبو ذر، وأنس بن مالك، وجماعات من الناس الفرية على ربهم! ولكن قديتكلم المرء عند الغضب باللفظة التي يكون غيرها أحسن وأجمل منها… نقول كما قال معمر بن راشد لما ذكر اختلاف عائشة وابن عباس في هذه المسألة: ما عائشة عندنا أعلم من ابن عباس… وإذا اختلفا فمحال أن يقال قد أعظم ابن عباس الفرية على الله، لأنه قد أثبت شيئاً نفته عائشة… الخ.). انتهى.
وقد قوي أمر الحنابلة المجسمة في بغداد في عصر المتوكل وبعده، وكان لهم أتباع سوقة يهاجمون من يخالفهم، وهجومهم على الطبري مشهور عندما سألوه عن قعود الله على العرش، فنفى أن الله تعالى يقعد على العرش ويقعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جنبه! فأرادوا قتله! وعندما توفي هجموا على جنازته ومنعوا دفنه في مقابر المسلمين!
وكذلك هاجموا ابن حبان المحدث المعروف شبيهاً بما فعلوا بالطبري!
قال الحموي في معجم الأدباء:٩/جزء١٨/٥٧ في ترجمة الطبري:
(فلما قدم إلى بغداد من طبرستان بعد رجوعه إليها تعصب عليه أبو عبد الله
الجصاص وجعفر بن عرفة والبياضي. وقصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل في الجامع يوم الجمعة، وعن حديث الجلوس على العرش، فقال أبو جعفر:أما أحمد بن حنبل فلا يعد خلافه. فقالوا له:فقد ذكره العلماء في الاختلاف، فقال:ما رأيته روي عنه ولا رأيت له أصحاباً يعول عليهم. وأما حديث الجلوس على العرش فمحال، ثم أنشد:
سبحان من ليس له أنيسُ | ولا له في عرشه جليسُ |
فلما سمع ذلك الحنابلة منه وأصحاب الحديث وثبوا ورموه بمحابرهم وقيل كانت ألوفاً، فقام أبو جعفر بنفسه ودخل داره فرموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتل العظيم! وركب نازوك صاحب الشرطة في ألوف من الجند يمنع عنه العامة، ووقف على بابه يوماً إلى الليل وأمر برفع الحجارة عنه.وكان قد كتب على بابه:سبحان من ليس له أنيس ولا له في عرشه جليس، فأمر نازوك بمحو ذلك، وكتب مكانه بعض أصحاب الحديث:
لأحمدَ منزلٌ لا شكَّ عالٍ | إذا وافى إلى الرحمن وافد |
فيدنيه ويقعده كريماً | على رغم لهم في أنف حاسد |
على عرش يغلفه بطيب | على الأكباد من باغ وعاند |
له هذا المقام الفرد حقاً | كذاك رواه ليثٌ عن مجاهد |
فخلا في داره وعمل كتابه المشهور في الإعتذار إليهم، وذكر مذهبه واعتقاده،
وجرح من ظن فيه غير ذلك، وقرأ الكتاب عليهم وفضل أحمد بن حنبل، وذكر مذهبه وتصويب اعتقاده!
ولم يزل في ذكره إلى أن مات! ولم يخرج كتابه في الإختلاف حتى مات فوجدوه مدفوناً في التراب، فأخرجوه ونسخوه أعني اختلاف الفقهاء، هكذا سمعت من جماعة منهم أبي (قدس سره))!
الأسئلة
١ ـ ما رأيكم في عقيدة أمكم عائشة التي تحكم بكفر من زعم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى ربه، كابن تيمية ومقلديه! وهل هي موحدة لله تعالى أم مشركة أم ضالة؟!
٢- لم نجد حديثاً في مصادر السنة عن الرؤية في الإسراء إلا سؤال أبي ذر وسؤال عائشة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد نفى فيهما الرؤية بالعين! فالذين نسبوا إليه الرؤية لم يرووا عنه حديثاً واحداً بأنه رأى ربه بعينه، بل قالوا ذلك من اجتهادهم! فلا مقابل في الحقيقة لحديث أبي ذر وعائشة بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نفى الرؤية، إلا اجتهادات ليست بأحاديث!
أما روايتهم عن ابن عباس فهي متعارضة ومضطربة، فلابد لهم من القول بسقوطها والرجوع إلى الأصل الذي هو عدم ثبوت ذلك عنه إلا بدليل، وقد نقل ابن خزيمة نفسه قبل هجومه على عائشة أحاديث عن ابن عباس ينفي فيها الرؤية بالعين! فما قولكم؟!
٣- ما رايكم فيما قاله الشيخ محمد عبده في تفسير المنار: ٩/١٤٨:
(فعلم مما تقدم أن ما روي عن ابن عباس من الإثبات هو الذي يصح فيه ماقيل خطئاً في نفي عائشة إنه استنباط منه، لم يكن عنده حديث مرفوع فيه، وإنه على ما صح عنه من تقييده الرؤية القلبية معارض مرجوح بما صح من تفسير النبي (ص) لآيتي سورة
المســألة: ١٥
ما هو موقفكم من الحشوية؟
بعض الباحثين يرى أن الحشوية هم الحنابلة المجسمون، ولهم قصص في التجسيم، وفي جمع الإسرائيليات ونشرها، وقد وصلت مزاعمهم إلى أن بعضهم رأى الله تعالى في الدنيا، وأنه شاب أجعد الشعر، أو رآه راكباً على جمل أحمر!
قال أبو زهرة في المذاهب الإسلامية:١/٢٣٢: (قال ابن الجوزي في ذلك:
(رأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح… فصنفوا كتباً شانوا بها المذهب! ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام فحملوا الصفات على مقتضى الحس، فسمعوا أن الله خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة، ووجهاً زائداً على الذات، وفماً، ولهوات، وأضراساً، وأضواء لوجهه ويدين وإصبعين، وكفاً، وخنضراً، وإبهاماً، وصدراً، وفخذاً، وساقين، ورجلين، وقالوا ما سمعنا بذكر الرأس! وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات فسموها بالصفات تسمية مبتدعة، ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من صفات الحدث.
ولم يقنعوا أن يقولوا صفة فعل حتى قالوا صفة ذات، ثم لما أثبتوا أنها صفات
قالوا لانحملها على توجيه اللغة، مثل اليد على النعمة والقدرة، ولا المجئ والإتيان على معاني البر واللطف، ولا الساق على الشدة، بل قالوا نحملها على ظواهرها المتعارفة، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين! والشيء إنما يحمل على حقيقته إن أمكن، فإن صرف صارف حمل على المجاز.
ثم يتحرجون من التشبيه ويأنفون من إضافته إليهم ويقولون: نحن أهل السنة!! وكلامهم صريح في التشبيه).
الأسئلة
١ ـ ما رأيكم فيما قاله ابن الجوزي الذي هو من أئمة الحنابلة؟
٢- ما رأيكم فيما قاله ابن عساكر الذي تعتبرونه تلميذاً لابن تيمية، عن أجدادكم المجسمة الحشوية: قال في كتابه تبين كذب المفتري:١/٣١٠:
(إن جماعة من الحشوية والأوباش الرعاع المتوسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة والمخازي الشنيعة مالم يتسمح به ملحد فضلاً عن موحد، ولا تجوز به قادح في أصل الشريعة، ولا معطل، ونسبوا كل من ينزه الباري تعالى وجل عن النقائص والآفات، وينفي عنه الحدوث والتشبيهات، ويقدسه عن الحلول والزوال، ويعظمه عن التغير من حال إلى حال، وعن حلوله في الحوادث وحدوث الحوادث فيه، إلى الكفر والطغيان، ومنافاة أهل الحق والإيمان!!
وتناهوا في قذف الأئمة الماضين وثلب أهل الحق وعصابة الدين، ولعنهم في الجوامع والمشاهد، والمحافل والمساجد، والأسواق والطرقات، والخلوة والجماعات، ثم غرهم الطمع والإهمال ومدهم في طغيانهم الغي والضلال، إلى الطعن فيمن يعتضد به أئمة الهدى وهو للشريعة العروة الوثقى، وجعلوا أفعاله الدينية معاصي دنية، وترقوا من ذلك إلى القدح في الشافعي رحمة الله عليه وأصحابه، واتفق عود الشيخ الإمام الأوحد أبي نصر ابن الأستاذ الإمام زين الإسلام أبي القسم القشيري من مكة حرسها الله، فدعا الناس إلى التوحيد وقدس البري عن الحوادث والتحديد
، فاستجاب له أهل التحقيق من الصدور الأفاضل والسادة الأماثل.
وتمادت الحشوية في ضلالتها، والإصرار على جهالتها، وأبوا إلا التصريح بأن المعبود ذو قدم وأضراس ولهوات وأنامل، وإنه ينزل بذاته ويتردد على حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط، وعليه تاج يلمع، وفي رجليه نعلان من ذهب! وحفظ ذلك عنهم وعللوه، ودونوه في كتبهم وإلى العوام ألقوه، وأن هذه الأخبار لاتأويل لها، وأنها تجري على ظواهرها، وتُعتقد كما ورد لفظها، وإنه تعالى يتكلم بصوت كالرعد كصهيل الخيل! وينقمون على أهل الحق لقولهم إن الله تعالى موصوف بصفات الجلال، منعوت بالعلم والقدرة والسمع والبصر والحياة والإرادة والكلام، وهذه الصفات قديمة وإنه يتعالى عن قبول الحوادث، ولا يجوز تشبيه ذاته بذات المخلوقين، ولا تشبيه كلامه بكلام المخلوقين.
ومن المشهور المعلوم أن الأئمة الفقهاء على اختلاف مذاهبهم في الفروع كانوا يصرحون بهذا الإعتقاد ويدرسونه، ظاهراً مكشوفاً لأصحابهم ومن هاجر من البلاد إليهم، ولم يتجاسر أحد على إنكاره، ولا تجوز متجوز بالرد عليهم، دون القدح والطعن فيهم، وإن هذه عقيدة أصحاب الشافعي رحمة الله عليه، يدينون الله تعالى بها). انتهى.؟!
٣ ـ ما هو موقفكم من الحشوية أول من سموا أنفسهم (أهل السنة)، هل ترون أنهم أسلافكم من أهل السنة؟!
٤ ـ إذا كان اعتقادكم بالصفات الحسية لله تعالى اجتهاداً منكم، فلماذا تحرمون الإجتهاد على غيركم، وتحكمون بكفر أو ضلال من ينزه الله عن الصفات الحسية؟!