الوقت-ِ بدأت القوات الجوية الإيرانية، منذ يوم الإثنين، مناورات أطلقت عليها اسم “فدائيو حريم الولاية” في مناطق وسط البلاد، لتحذير الأعداء مرةً أخرى من مستوى جاهزية القوات المسلحة للدفاع عن أجواء البلاد.
العميد علي رضا رودباري المتحدث باسم مناورات “فدائيو حريم الولاية” الحادية عشرة، أعرب عن ارتياحه لأداء الطيارين الشباب والكادر الفني بالقوات الجوية الإيرانية، وقال: “دخلت مناورات “فدائيو حريم الولاية” الحادية عشرة 2023 مع رمز “يا حسين (عليه السلام)” في منطقة أنارك العامة بأصفهان، المرحلة الرئيسية ومرحلة التشغيل، مع وجود قواعد جوية تابعة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحضور 92 نوعاً من الطائرات المقاتلة والقاذفات والنقل الثقيل وشبه الثقيل والتزود بالوقود والاعتراض والاستطلاع، والدوريات الجوية والطائرات دون طيار، وقد حققنا الأهداف المحددة سلفاً لهذه المناورات، وانتهت المناورات بنجاح مساء الثلاثاء“.
وأضاف العميد رودباري عن العمليات العسكرية المخطط لها خلال هذه المناورات التي استمرت يومين: “تکللت المناورات بنجاح حيث تم تدمير الأهداف المهمة والحيوية للقوات المتضمنة في دور العدو بواسطة طائرات F4 وقاذفات سوخوي 24 بصواريخ محسنة ودقيقة، وصواريخ محلية الصنع ليلاً، وتدمير أهداف أرضية بواسطة طائرة “أرش” دون طيار المزودة برأس حربي، وتمت عملية التزود الجوي بالوقود من قبل مقاتلات F14 من ناقلة وقود بوينج 707، وعمليات الحرب الإلكترونية واختبار مختلف أنظمة الاتصالات المتقدمة“.
وأوضح أنه “خلال المراحل العملياتية لهذه التدريبات على القاذفات المقاتلة، أصابت قاذفات F-4 الأهداف البرية بإطلاق صواريخ “قاصد” المطورة والدقيقة من إنتاج القوات الجوية، ونفذت طائرات أرش دون طيار والمجهزة برؤوس حربية عمليات تدميرية ضد تحصينات العدو، ودمرت هذه الأهداف بنجاح“.
وأشار المتحدث الرسمي باسم مناورات “فدائيو حريم الولاية” الحادية عشرة: “ومن الأهداف الأخرى للمراحل العملياتية للمناورات، کان القصف الجوي المكثف بواسطة قاذفات فانتوم على علو منخفض، واستخدام القنابل المضيئة من قبل طائرات F4 لإلقاء الضوء على ساحة المعركة، وتدمير الأهداف الأرضية والجوية بواسطة مقاتلات F 4 وطائرات ميغ 29 الاعتراضية بصواريخ محسنة ومحدثة في بيئة حقيقية للحرب الإلكترونية“.
وصرح العميد رودباري أن طائرات “كرار” القاذفة نجحت في تدمير أهداف أرضية بإطلاق قنابل وزنها 500 رطل، والتي كانت تحملها وتستخدمها مقاتلات F4 و F5 في السابق، وقال: “نجحت طائرة “مهاجر 6” دون طيار في إصابة الأهداف المقصودة في هذه المناورات باستخدام قنابل ذكية ودقيقة ومحدثة“.
وأضاف رودباري: “رسالة هذه المناورات هي الأمن والاستقرار والصداقة والسلام الدائم لدول المنطقة، ورسالة اطمئنان وثقة للمواطنين، ورسالة استعداد للدفاع ورد ساحق على الأعداء“.
من جهة أخرى، حضر المناورات اللواء محمد باقري رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، وقال: “رفاقنا في سلاح الجو أجروا مناورات، إضافة إلى ذلك، في الخليج الفارسي ومضيق هرمز والمناطق الشمالية الشرقية والشمالية الغربية وأجزاء أخرى من بلادنا، وتمت بنجاح مناورات اقتدار “فدائيو حريم الولاية”، وبفضل الله حققت المناورات أهدافها المحددة، ومورست فيها جميع أنواع عمليات الطائرات دون طيار والطائرات المقاتلة، وكذلك طائرات النقل والدعم والتزود بالوقود والإسعاف الجوي، والتي تمكنت من أداء المهمة الموكلة إليها على أكمل وجه“.
وأكد اللواء باقري: “نشكر الله أن القوة الجوية تعتمد على القدرات المحلية والتدريب النوعي والمهارات الممتازة، كما وفرت بجهودها وتحركاتها الجهادية أمنًا مناسبًا ومقبولًا جدًا للبلاد، من الشمال إلى مضيق هرمز والجزر الثلاث أي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وبهذا المستوى من الاستعداد، لا يملك أي عدو القدرة على اختراق المجال الجوي لجمهورية إيران الإسلامية وانتهاكه“.
الرد على التحرکات العسكرية الأمريكية
تجري التدريبات الأخيرة للقوات الجوية الإيرانية، بينما زادت الولايات المتحدة من تحركاتها العسكرية في الخليج الفارسي في الأسابيع الأخيرة.
وفيما قال مسؤولو البيت الأبيض في وقت سابق إنهم يعتزمون تقليص جزء من التزاماتهم في المنطقة وترك الأمر لحلفائهم، لكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرت تغييرات في مواقفها، من أجل الاستمرار في أن يكون لها وجود بارز في الخليج الفارسي.
وفي هذا الصدد، زعمت القيادة المرکزية للجيش الأمريكي(سنتکوم) مؤخرًا أنه لضمان أمن الشحن في الخليج الفارسي، ستنشر سفينتين حربيتين برمائيتين هما “يو إس إس باتان” و”يو إس إس كارتر”، جنبًا إلى جنب مع المدمرة “توماس هودنر” ومقاتلات إف -16 وإف -35. وأعلن البنتاغون الغرض من إرسال هذه السفن الحربية إلى الخليج الفارسي، بحجة حماية السفن من تصرفات إيران.
وزعمت سنتكوم أن هذه القوات المضافة لديها قدرات فريدة يمكنها حماية التدفق الحر للتجارة الدولية والنظام القائم على القانون الدولي، جنبًا إلى جنب مع شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وجاءت التحركات العسكرية الأمريكية بعد أن زعمت البحرية الأمريكية قبل أسبوعين، أن إيران حاولت الاستيلاء على ناقلتين نفطيتين قرب مضيق هرمز.
ويأتي اتهام الولايات المتحدة لإيران دون تقديم أي وثائق أو أدلة، فيما قامت سلطات واشنطن مرارًا باحتجاز شحنات النفط لسفن إيرانية في المياه الدولية، بحجة فرض عقوبات أحادية غير مشروعة ضد القواعد الدولية للتجارة البحرية الحرة.
من ناحية أخرى، يأتي عذر واشنطن الجديد لإثارة التوتر في مياه المنطقة وتعزيز الوجود العسكري في الخليج الفارسي، بينما إيران، التي تمتلك أكبر خط ساحلي وحدود بحرية في الخليج الفارسي، هي المسؤولة عن ضمان أمن الشحن في مياه هذه المنطقة، والنظر في الانتهاكات البحرية للسفن، وكذلك مراقبة التنفيذ الصحيح لقوانين الشحن الدولية، هو جزء من التشغيل المنتظم لوحدات الأمن البحري الإيرانية.
وقد صرح المسؤولون الإيرانيون مرارًا وتكرارًا أن أمن الخليج الفارسي يجب أن يكون من مسؤولية دول المنطقة، وأعلنوا استعدادهم لتعزيز التعاون الدفاعي، ومن الأمثلة على ذلك توقيع اتفاقيات عسكرية مع سلطنة عمان.
وفي هذا الصدد، قال ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عن الأنباء التي نُشرت عن نشر طائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-16 في الخليج الفارسي، “إن دور الحكومة الأمريكية في القضايا الإقليمية، وخاصةً أمن المنطقة، لم يكن أبدًا سلميًا وبناءً، وإيران تراقب بحساسية وعناية أي عمل غير قانوني وغير بناء يؤثر على أمن المنطقة، وتحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات الرادعة المناسبة وفقًا للقواعد والأنظمة الدولية، وتستخدم حقوقها غير القابلة للتصرف في هذا الصدد“.
من جهة أخرى، يمكن تقييم تصرفات واشنطن الاستفزازية من زاوية أخرى تشير إلى علاقاتها مع الدول العربية. لأنه بعد الاتفاق بين إيران والسعودية، سلكت مشيخات الخليج الفارسي طريق التفاعل مع إيران، وحتى تم نشر الأخبار التي تفيد بأن الجانبين يحاولان تشكيل قوة بحرية مشتركة، الأمر الذي أثار قلق السلطات الأمريكية بشدة.
ولذلك، من خلال تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، تريد الولايات المتحدة أن تؤکد للدول العربية على أنها ستستمر في حماية أمنها ومصالحها، وأنه لا ينبغي لها أن تتجه نحو إيران.
من خلال تعزيز تعاونها الأمني مع الدول الخليجية، تحاول واشنطن منع تشكيل قوة بحرية عربية إيرانية مشتركة هدفها النهائي هو قطع أقدام أمريكا في المنطقة. وسيتحدى هذا البرنامج الهيمنة الأمريكية، في وقت تعزز فيه الصين موطئ قدمها في الخليج الفارسي يومًا بعد يوم.
.
.
.