الرئيسية / اخبار العلماء / الإمام الخامنئي: أحد أهداف العدو هو التغلغل في اوساط الشباب والناشئين

الإمام الخامنئي: أحد أهداف العدو هو التغلغل في اوساط الشباب والناشئين

كلمة الإمام الخامنئي في حفل تكلّف عدد من طلاب المدارس

١٣/١٢/٢٠١٦

بسم الله الرحمن الرحیم
والحمد لله ربّ العالمین، والصلاة والسلام علی سیدنا ونبینا أبي القاسم المصطفی محمد، وعلی آله الطیبین الطاهرین المعصومین، سیما بقیّة الله في الأرضین.

قدمتم خير مقدم أيها الفتية الأعزاء.. إنكم اليوم أبناء هذا الشعب المتسمون بالسلامة والذكاء، وبإذان الله رجال مستقبل البلد ومدراؤه. أباركم لكم أيها الأبناء الأعزاء والفتية الأحباء دخولكم في دائرة التكليف الإلهي وحفل التكلّف.

أوّل ما ينبغي لنا الالتفات إليه، هو التساؤل عن معنى حفل التكلّف.. إنه يعني بلوغ الفتى المراهق مرحلة تؤهّله لأن يكلّمه الله سبحانه وتعالى.. التكلّف يعني تلك المهمة التي يوكلها الله عزّوجلّ إليكم، فإن نهضتم بها على أتم وجه، ستقتربون في حياتكم الشخصية والعائلية والاجتماعية من السعادة.. هذا هو المراد من التكلّف. إنه يعني المسؤولية الإلهية. فالإنسان ما لم يبلغ مرحلة التكلّف، لا يكون مؤهّلاً لأن يحدّث الله سبحانه أو أن يحدّثه الله ويكلّفه بمهمة. ولكنكم حين تبلغون مرحلة التكلّف، يعني أنكم قد اكتسبتم هذه الأهلية وهذه القابلية وهذه الشخصية لأن يخاطبكم الله العظيم، بارئ الكون والبشر، وأن يضع مسؤولية على عواتقكم، وأن يكرمكم. وإن حفل التكلّف في الحقيقة هو حفل تشرف الإنسان والفتى إلى ساحة لطف الله وتوجهه، فاعرفوا قدر ذلك.

إنّ فترة حياة الإنسان، هي فترة أحداث لا تعدّ ولا تحصى. وإنكم بإذن الله سوف تعيشون في هذه الحياة الدنيا لعشرات السنين، وستشهدون أحداثاً، وترون الكثير من القضايا في حياتكم، وتجرّبونها، فإن توطّدت فيكم دعائم البنية المعنوية، ستواجهون هذه الأحداث بشجاعة وشهامة، وتخرجون منها بشموخ وفخر واعتزاز، وتكتسبون العزة الدنيوية والمعنوية والإلهية أيضاً، وهذا ما يبدأ من لحظة التكلّف. فإن هذه اللحظة التي تتكلّفون فيها وتدخلون فترة البلوغ المعنوي، تعتبر فترة بالغة الأهمية.

يا أعزائي ويا أبنائي! إنني أوصيكم من هذه اللحظة ومن هذه الأيام والأشهر التي تشرّفتم فيها لبلوغ مرحلة التكلّف أن تعزّزوا علاقتكم بالله سبحانه وتعالى. فإن النقيصة الكبرى التي مني بها العالم الغربي المادي، هي قطع علاقة الإنسان بالله، ولهذا تجدهم يعانون من انحطاط معنوي ومزالق أخلاقية جمة، ويشعرون باليأس والإحباط، ويعيش شبابهم في تيه وحيرة، وباتت الحضارة الغربية تقترب من الزوال والاضمحلال يوماً بعد آخر؛ لأنهم قطعوا علاقتهم بالله. فإن السرّ في تكامل الإنسان شخصياً وتكامل المجتمع اجتماعياً، هو أن يتمكّن من الحفاظ على علاقته بالله، فاحفظوا علاقتكم مع بارئكم.

والطريق الأمثل لإيجاد العلاقة بالله في الدرجة الأولى هي هذه الصلاة التي تؤدونها. فحاولوا من هذه اللحظة ومن هذه المرحلة التي دخلتم فيها سنّ التكلّف أن تؤدوا الصلاة بحضور قلب، ولكن ما معنى حضور القلب؟ يعني أن تشعروا، وأنتم في أثناء الصلاة، بأنكم تخاطبون ربكم العظيم وتتحدثون مع الله، فاجعلوا هذا الشعور يتولّد في نفوسكم. فإن المرء حين يتحدث مع الله سبحانه وتعالى، يعني أنه يستند إليه ويتوكل عليه، ويسأله ويطلب منه، وهذا الاعتماد والتوكل على الله، يمنح الإنسان شجاعة وقوة. وعليكم أن تسيروا في حياتكم بشجاعة وثقة بالذات. وحالة الشجاعة والثقة بالذات تُكتسَب من خلال الارتباط بالله. فحاولوا أن تؤدوا الصلاة في أول وقتها وبحضور قلب.

أعزائي! ينبغي لكم الأنس بالقرآن، وتلاوة ما تيسّر من القرآن – ولو بضعة آيات – في كل يوم، والالتفات إلى المعاني والمفاهيم القرآنية. فإن القرآن هو الذي يهدي الإنسان إلى الصراط المستقيم: ﴿إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾.
ويجب أن يكون لكم حضور مؤثر في بيئة المدرسة والبيت، بصفتكم فتيان تتسمون بالحيوية والنشاط والمثابرة والصفات الحسنة. فحاولوا أن تتركوا أثراً في من حولكم من أقرانكم وغيرهم، سواء في المدرسة أو البيت أو ساحة اللعب.

أعزائي! ثمة أعداء يصطفون أمام شعبنا وبلدنا في الوقت الراهن، ويحاولون جاهدين أن يستثمروا كل طريق لبسط نفوذهم وهيمنتهم على البلد، بما في ذلك الهيمنة الاقتصادية والسياسية والثقافية. ومن الطرق التي يسلكونها هي النفوذ والتغلغل في أوساط الشباب والناشئين، فالتفتوا إلى هذا النفوذ، وحاولوا أن تحصّنوا أنفسكم، ومن له صلة بكم من زملائكم في الصف وفي الدراسة في اللعب، أمام الأعداء.

وتسلّحوا بالعلم والمعرفة، فإني أوصيكم جميعاً أيها الشباب الأعزاء بأن تحملوا الدراسة واكتساب العلم على محمل الجدّ. وتوصيتي الأخرى هي أن تجدّوا في ممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة الجسدية. فلابد أن يتمتع شبابنا اليوم بالسلامة الجسدية والسلامة المعنوية والسلامة الفكرية معاً، وأن يحافظوا عليها. فتزوّدوا بالسلامة الجسدية عبر الرياضة والتغذية المناسبة، وبالسلامة المعنوية والقلبية عن طريق التوجه إلى الله والصلاة والدعاء والتوسل وذكر الشهداء، وبالسلامة الفكرية من خلال مطالعة الكتب؛ فاستفيدوا من الكتب الجيدة والنافعة والمرشدة التي كتبت بواسطة المفكرين والمؤلفين الجيدين ووضعت بين أيدينا. فإنّ هذا سيؤدي إلى أن يتمتع جيلنا المراهق بسلامة جسدية وسلامة معنوية وروحية وسلامة فكرية وعقلانية أيضاً، وهذا هو الذي سيؤمّن مستقبل البلد.

أحبائي! لقد خرجتم اليوم من فترة الطفولية والصِبا، ودخلتم في مرحلة المراهقة وبداية فترة الشباب والازدهار، وتحملون اليوم استعداداً كبيراً جداً للتعلّم وتزكية النفس، فاغتنموا هذه الفرصة، وقوموا بتزكية أنفسكم، سواء التزكية البدنية، أو التزكية المعنوية والروحية، أو التزكية الفكرية، عن طريق التربية التي ذكرتها. وبعد أن تخوضون أنتم الفتيان الأعزاء هذه الساحة العظيمة وتجتازون هذا الربيع العَطِر بحركة صحيحة، عندئذ يستطيع الإنسان أن يكون واثقاً بأن مستقبل البلد سيكون أفضل من حاضره، وستكونون أنتم رجال المستقبل ومدراء المستقبل ونشطاء المستقبل وشخصيات المستقبل. فإن مستقبل هذا البلد لكم أنتم الجيل المراهق، وأنتم من سيتولى إدارة هذا البلد وهذا الشعب وهذه الحركة وهذا التأريخ، فأعدوا أنفسكم لذلك اليوم.

أعزائي! لا تغفلوا عن التوسل والدعاء وذكر الشهداء. فإن شهداءنا الأعزاء قد وطّنوا أنفسهم في فترة الشباب والبعض منهم في فترة المراهقة، دفاعاً عن خيرات البلد ومصالحه وحفظ استقلاله ودفع أعدائه، على أن يبذلوا أرواحهم في هذا الطريق، وهذا أمرٌ ذو قيمة بالغة. فإن أسمى ما يمتلكه الإنسان هو عمره وروحه، ويحتاج إلى همة عالية وشجاعة كبيرة لأن يضحي بها في سبيل الله. إنني أوصيكم بقراءة الكتب التي أُلّفت حول الشهداء وكتبت بشأن المضحين في فترة الدفاع المقدس وشرحت شخصياتهم، فإنها من جانب كتب عذبة وجذابة، ومن جانب آخر تعرّفكم على الكثير من المسائل.

يا أبنائي الأحباء ويا أيها الفتيان الأعزاء! إنكم تمثلون باقة وردٍ في بستان هذا البلد الكبير، فإن هناك الملايين من أمثالكم في جميع أرجاء البلد، وأنتم الحاضرون في هذا المجلس تشكلون نموذجاً منهم. فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يغمركم وجميع الناشئين الأعزاء في كافة أقطار البلد بلطفه وفضله المتواصل، وأن يوفّقكم لتحقيق حياة سعيدة لكم ولأبويكم ولمستقبل بلدكم. وبمناسبة ذكر الأبوين أقول لكم أنتم الناشئون والمراهقون: اعرفوا قدر آبائكم وأمهاتكم، وحافظوا على حرمتهم، وكافئوا ألطافهم، فإنهم يغمرونكم بالعطف والحنان، وعليكم بردّ هذا الجميل.
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

المصدر: موقع الإمام الخامنئي
الترجمة: صفحة راية الخامنئي

15541491_1327127814018076_3619721619107754821_n 15542406_1327127864018071_7775155407525150434_n 15109504_1327127870684737_72284672927816267_n

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة الإمام السيد على الخامنئي أن العدو يستهدف الشباب والناشئين ويحاول النفوذ والتغلغل في اوساطهم، مؤكدا أن شباب وطلاب إيران هم من سيرسمون مستقبل غد البلاد.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان مراسم الاحتفال ببلوع الفي تلميذ من تلامذة المدارس في طهران سن التكليف الشرعي، اقيمت اليوم الثلاثاء 13 ديسمبر في حسينية الامام الخميني(رض)، حيث اقام الناشئون صلاتي المغرب والعشاء بإمامة سماحة السيد على الخامنئي قائد الثورة الاسلامية.واعتبر سماحته في خطبته خلال هذه المراسم، هذا الاحتفال، أهلية تلقي المهمة الإلهية لبلوغ السعادة، مضيفا، ان الانسان يمر في مراحل الحياة المختلفة بحوادث كثيرة، حيث تستلزم المواجهة الشجاعة مع هذه الاحداث والحصول على الافتخار الدنيوي والعزة الإلهية، تمكين البنية المعنوية.واشار قائد الثورة الى اهمية “لحظة البلوغ الشرعي”، منوها الى معرفة قدر الدخول بمرحلة البلوغ المعنوي، قائلا، ان سر تقدم الفرد والمجتمع هو في الحفاظ على علاقته مع الخالق، واليوم ان اسباب انحطاط الغرب هي قطع العلاقة مع الله.واعتبر سماحته افضل سبيل للارتباط مع الخالق، الصلاة وقراءة القرآن، قائلا، الاهتمام بحقيقة ان الانسان يخاطب في الصلاة، الخالق القادر المتعال، تؤدي الى التوكل والشجاعة والاعتماد على الذات، لذلك ادوا الصلاة في موعدها وبعناية وكونوا على اتصال دائم بالقرآن ومعانيه النورانية والهادية.ونوه سماحة آية الله الخامنئي الى سعي الاعداء الى التغلغل والهيمنة الاقتصادية والسياسية والثقافية على البلاد، معتبرا احد اهداف العدو، التغلغل في الناشئين والشباب.وأضاف، ايها الناشئون الاعزاء، الذين هم ابناء الشعب الايراني ورجال ومديري غد البلاد، عليكم تأدية دور مؤثر عبر التواجد النشط في المجتمع وفي توفير الحماية في مواجهة خطة العدو هذه.واوصى قائد الثورة الاسلامية الناشئين بإعداد انفسهم بالعلم والقراءة والاهتمام بالصحة البدنية والفكرية والمعنوية، قائلا، ان الاهتمام بالصحة البدنية تأتي عن طريق الرياضة والتغذية المناسبة و تحقيق الصحة المعنوية يأتي عبر الاهتمام بالصلاة والخالق والدعاء والتضرع وذكر الشهداء، والسلامة الفكرية ينبغي تأمينها بقراءة الكتب والمطالعة التي سبيل المفكرين والكتاب.واكد سماحته على اهمية التعليم وبناء الذات كشرط لتحقيق غدٍ افضل، مضيفا، اعزائي ان غد هذه البلاد يرتبط بكم، وانتم ستكونون مديري هذا البلد وتاريخه، لذلك اعدّوا انفسكم لذلك اليوم عبر الاستفادة من الفرص.واوصى قائد الثورة الاسلامية الناشئين بالاقتداء بالشهداء، قائلا، قدم شهداؤنا الاعزاء ارواحهم في سبيل الله في ربيع شبابهم وبلوغهم دفاعا عن الاستقلال الوطني ومصالح البلاد ولابعاد شرور الاعداء، فإن مطالعة الكتب المليئة بالاندفاع حول مرحلة الدفاع المقدس ستعرفكم على تضحياتهم وشجاعاتهم.واوصى سماحته في ختام كلامه، الناشئين، بتقدير الوالدين والحفاظ على احترامهما وتعويض اهتمامهما ومحبتهما.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...