الرئيسية / بحوث اسلامية / الأذان بين الأصالة والتحريف – للسّيّد علي الشهرستاني

الأذان بين الأصالة والتحريف – للسّيّد علي الشهرستاني

الأذان بين الأصالة والتحريف / الصفحات: ٤٢١ – ٤٤٠

عن النوايا والتوجّهات الحكومية التي أرادت أن تطمس أنَّ خير العمل هو: ” بر فاطمة وولدها “.وبعد أن بينا تعاريف ” خير العمل ” في روايات أهل البيت: سابقاً، وانها تعني: ” الولاية ” و” بر فاطمة وولدها “، نصل إلى أنّ نهي الخليفة يمثّل إعلاناً عن عدم الاعتناء ببر فاطمة، وهو ما يعود بالنتيجة إلى الولاية والخلافة وأن عمر بن الخطاب لا يريد الإشارة إلى خلافة غيره، بل إنه لا يريد الإشارة إلى كلّ ما يتعلق بها.

وممّا يدعم هذا المعنى ما تنطوي عليه العقوبة التي فرضها عمر بن الخطاب على القائل بها، فقوله (أنهى عنها) أو (أُعاقِبُ عليها) بمثابة اعتراف مبدئيّ منه بشرعيّة ” حيّ على خير العمل “، واعتراف ضمني على ما يجول في دواخله، ولذلك فقد ربط نهيه عن ” حيّ على خير العمل ” بنهييه عن متعتَي النساء والحجّ، اللَّذَيْنِ أكد الإمام عليّ وابن عبّاس ورعيل من الصحابة على شرعيتها، بخلاف عمر والنهج الحاكم اللذين دعيا إلى تركها، فترك هذه الثلاث عُمَرِيٌّ، وأمّا لزوم الإتيان بها أو جوازه فهو علوي، إذاً الأمر لم يكن اعتباطاً، بل جاء لوجود رابطة وعلاقة متينة بين كلّ الأمور المنهيّ عنها.

لقد، بلغ النزاع حول المسألة المبحوثة أوجه في القرنين الرابع والخامس الهجريّين، حيث إنّ الصراع الفكريّ والاعتقاديّ في تلك الفترة الزمنيّة قد اشتدّ كثيراً، فسيطر على الشارع العامّ جوٌّ من الخلاف الحادّ بين الشيعة والسنّة، كلٌّ يدّعي أنَّ الحقّ في جانبه، ولم يصلا لقاسم مشترك يرضي الطرفين في محاولة للعودة إلى حالة الألفة وعدم التنازع، فكلٌّ منهما متمسِّك بصلابة بما توصّل إليه ; هؤلاء بأئمتهم، وأولئك بحكوماتهم.

 

٤٢١
ولو ألقينا نظرة فاحصة على النصوص التي مرت في حوادث سنة ٣٥٠ ـ ٤٤٣ هـ، ودرسنا وضع شدّة النعرة الطائفية واستفحالها، لشاهدنا بوضوح دور مسألة ” حيّ على خير العمل ” الذي تزامن طرحها مع مسائل اعتقاديّة أُخرى بشكل لا يمكنك التفكيك بينها، مثل مسألة الغدير، ولبس السواد وما إلى ذلك. فلماذا يمنع أهل الكرخ وباب الطاق من النوح يوم عاشوراء ومن تعليق المسوح؟ ولماذا تقع الفتنة يوم الغدير؟قال الذهبيّ في أحداث سنة ٣٨٩ هـ: (كانت قد جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطاق بنصب القباب وإظهار الزينة يوم الغدير، والوقيد(١) في ليلته، فأرادت السنّة أن تعمل في مقابلة هذا أشياء، فادّعت أنَّ اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الذي حصل فيه النبيّ وأبو بكر في الغـار، فعـملت فـيه ما تعـمل الشـيعة في يوم الغـدير، وجعلت بإزاء يوم عاشـوراء يوماً بعده بثمانية أيّام إلى مقتل مصـعب…)(٢).

فانظر إلى الأصالة والتحر يف معاً، وكيف تُغيّر الوقائع والأحداث عن مجرياتها وتحرّف عن أصالتها وتوضع باسم الآخرين!

ومن الحوادث التاريخيّة التي برزت فيها شعاريّة ” حيّ على خير العمل ” كرمز للشيعة والتشيّع ما أورده ابن الجوزيّ في ” المنتظم ” في أحداث سنة ٤١٧ هـ، وما جاء في ” مرآة الجنان ” في أحداث سنة ٤٢٠ هـ، حيث ذكرا بإنّ الصراع والصدامات بين الشيعة والسنّة في بغداد كانت على أشدّها، وقد حاول السنّة بشتّى الأساليب التجرُّؤ على مكانة الإمام عليّ (عليه السلام) الرفيعة السامية، وبذلوا كلّ ما

 

١- أي إيقاد الشموع والقناديل والإضاءة.٢- تاريخ الاسلام: ٢٥ حوادث سنة ٣٨١ـ ٤٠٠ هـ.

 

٤٢٢
باستطاعتهم من النيل منه ومحاولة إسقاط مقامه الشامخ أمام أنظار العوامّ، وعلى هذا الغرار فقد بعث القادر العبّاسيّ ظاهراً ـ أحد وعّاظه ـ إلى مسجد براثا(١) ـ مسجد الشيعة ـ في أحد أيّام الجُمَع، وراح ينال من شخصيّة الإمام عليّ (عليه السلام) بكلّ ما لا يليق به لا من قريب ولا من بعيد، الأمر الذي أثار الشيعة من الذين كانوا حاضرين في ذلك المسجد، فلم يسكتوا على قباحة ذلك الخطيب، وحدث لغط وثارت الحميّة الدينيّة، فلم يكتفوا بالاعتراض اللفظيّ، بل رموا ذلك الخطيب بكلّ ما كان قريباً من أيديهم فأصابوه وكسروا له أنفه(٢)، فكانت هذه الحادثة بمثابة الشرارة الأُولى التي ألهـبت حالـة الصـدامات فيما بين السـنّة والشـيعة في بغـداد في تلك السـنة، وعلى أثـر ذلك فقد كتـب الشـيعة على أبواب دورهـم هذه العـبارة: (محمّـد وعليّ خـير البشـر، فَـمَن رضـى فقـد شكـر، ومَن أبى فقـد كفـر).ومن خلال هذه الحادثة ومثيلاتها التي حدثت في بغداد على مرّ الأيّام يظهر لنا أنَّ ” حيّ على خير العمل ” أصبحت تُمَثِّل شعاراً للشيعة، لأنَّ ديدن الجميع هو التأكيد والتركيز عليها، وعدم التنازل عنها وذلك للاعتقاد الجازم بجزئيّتها، بخلاف الحكومات التي خافت منها ومن معناها ومغزاها فدأبت على حذفها،

 

١- ومسجد براثا من المساجد العريقة والقديمة جدّاً، وكان يومذاك بمثابة معقل الشيعة وحصنهم الحصين، وتخرّج منه الكثير من الرجال الذين دخلوا تاريخ عالَم التشيّع، حتّى قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية ١١: ٢٧١ حوادث سنة ٣٥٤ هـ، إنّه: (عشّ الرافضة)، وكان ابن عقدة يعطي دروسه فيه، ونقل عنه أنّه كان حافظاً لستمائة ألف حديث، ثلاثمائة ألف حديث منها كانت في فضائل أهل البيت(عليهم السلام)، هذا مضافاً إلى إيواء المسجد لعدد كبير من علماء الشيعة، وكانوا على درجة عالية من الوعي والصلابة في الدين، جعلت من أحد النواصب لأن يسمّيه بغضاً وتعنتاً بـ (مسجد ضرار) انظر البداية والنهاية ١١: ١٧٣.٢- البداية والنهاية ١٢: ٢٨ ـ ٢٩ حوادث سنة ٤٢٠ هـ.

 

٤٢٣
ولهذا يقول صاحب السيرة الحلبيّة: (إنَّ الرافضة لم يتركوا ” حيّ على خير العمل ” أيّام البويهيّين إلى أن تملّك السلجوقيّين سنة ٤٤٨ هـ، فألزموهم بالترك وإبدالها بالصلاة خير من النـوم)(١).وقد مرّ عليك تحت عنوان (مكّة / حلب ٤٦٢ هـ) كيف أن نقيب النقباء أبو الفوارس لمّا أبلغ القائم بأمر الله بأن محمود بن صالح [ والي حلب ] لبس الخلع القائمية وخطب للقائم.

قال له القائم: أيّ شيء تساوي خطبتهم وهم يؤذنون «حيّ على خير العمل»(٢)؟!

 

كما وقفـت على المناظـرة الطـويلة التي ناظـرها أبي هاشم أمير مكّـة وقوله لهم:

هذا أذان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(٣).

 

وجاء في الايضاح للقاضي النعمان بن محمد بن حيون المتوفى ٣٦٣ هـ عن ابي سليم قال اخبرنا عبدالرحمن بن القاسم القطان قال اخبرنا إسماعيل بن إسحاق عن حسن بن حسين عن علي بن القاسم عن بن الربيع عن منصور عن هلال بن سنان عن علقمة بن قيس قال: امر علي بن الصباح أن يلحق في اذانه: حي على خير العمل(٤).

إذَنْ، فقد قيّد التاريخ بين صفحاته بأنّ ” حيّ على خير العمل ” كانت شعاراً للشيعة على مرّ العصور، ومؤشِّراً على تشيِّع حكومات وحركات ثورية عديدة،

 

١- انظر السيرة الحلبيّة ٢: ٣٠٥.٢- الكامل ١٠: ٦٤.

٣- النجوم الزاهرة ٥: ٩٢.

٤- الايضاح: ١٠٩ المطبوع في (ميراث حديث شيعه) دفتر دهم.

 

٤٢٤
مضافاً إلى الإجماع القاطع عليها من قَبِل أهل البيت، وقد مرّ عليك أنّ حجّة شرعيّتها هو إجماع أهل البيت على الإتيان بها، وقد نوه الشوكانيّ والأمير الصنعانيّ وغيرهما إلى حجية إجماع أهل البيت.ومن المؤثّرات الأُخرى التي يمكن لنا أن نجعلها دليلاً شاخصاً على شعاريّة ” حيّ على خير العمل ” للشيعة هو ما كُتِب على المساجد والحسينيّات والتكايا القديمة، التي هي اليوم من المعالَم الأثريّة والحضاريّة للمسلمين في مختلف بقاع العالَم، وحتّى حديثاً فقد ذكر مؤلف كتاب تاريخ مسجد الكوفة، بأنَّ أمجد عليّ شاه أمر بكتابة ” محمّد وعليّ خير البشر، فمَن رضى فقد شكر، ومَن أبى فقد كفر ” على مأذنه مسجد الكوفة، وكذا الحال في روضة مسلم بن عقيل(١)، كما يمكننا ملاحظة شعاريّة ” حيّ على خير العمل ” في آثار شمال أفريقيّا التاريخيّة في المغرب والجزائر وتونس، إذ انتشر التشيّع هناك بعد شهادة محمّد بن عبدالله بن الحسن ذي النفس الزكيّة، وذلك بعد أن تفرّق الشيعة في مختلف أرجاء المعمورة، وراحوا يتنفسون الصعداء بعيداً عن سطوة الحكومات الجائرة.

وبهذا فقد ثبت لك مما سبق وجود اتجاهين عند المسلمين:

أحدهما: يتبع الخلفاء ويتّخذ الاجتهاد والرأي حتّى على حساب القرآن والسنة في استنباطه.

 

 

١- قال الشيخ محمد رضا المظفر في ترجمته لصاحب جواهر الكلام الشيخ محمد حسن النجفي: ومن آثار الشيخ بناء مأذنة مسجد الكوفة وروضة مسلم بن عقيل… وكان ذلك ببذل ملك الهند أمجد علي شاه وقد أرخ الشيخ ابراهيم صادق ذلك من قصيدة مدح بها الشيخ والملك هذا، فقال مؤرخاً للمأذنة في آخرها:

واستنار الافق من مأذنه أذن الله بأن ترقى زحل
لهج الذاكر في تأريخها علناً حيّ على خير العمل

جواهر الكلام ١:٢١.

 

٤٢٥
والآخر: يأخذ بكـلام أهل البـيت والنص القـرآني والنبـوي ولا يرتضي الرأي.وكان الاتجاهان على تضاد فيما بينهما، فالذي لا يرتضي خلافة الإمام عليّ ابن أبي طالب وولده لا يحبذ شعارية (حيّ على خير العمل).

أمّا الذي يعتقد بشرعية خلافة الأوصياء، ويفهم من الحيعلة الثالثة أنّها دعوة إلى بر فاطـمة وولدها الذين هم خير البرية بصريح الكتاب العزيز ـ أي محـمّد وعلـيّ والزهـراء والحسن والحسـين ـ فيصر على شعاريتها وإن كلفه ذلك الغالي النفيس.

وليس من الاعتباط أن نجد ارتباطاً تاريخياً بين القول بإمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب والقول بشرعية الحيعلة الثالثة، وبين رفض إمامة أمير المؤمنين والقول برفع الحيعلة الثالثة، فهي إذن تمثّل أهمّ المسائل الفارقة بين نهج التعبد المحض، وبين نهج الاجتهاد والرأي.

إنّ ما تنطوي عليه الحيعلة الثالثة من حقيقة الإمامة حينما دخلت الصراع يكشف بلا ريب عن أنّ حلبة هذا الصراع أكبر من كونها نزاعاً حول فصل من فصول الأذان، وما (حيّ على خير العمل) إلاّ نافذة من تلك النوافذ الكثيرة المعبرة عن أصالة نهج التعبد المحض، شأنها في ذلك شأن التكبير على الجنائز خمساً أو أربعاً، وحكم الأرجل في الوضوء هل هو المسح أو الغسل، والقول بمشروعية المتعة وعدمه، والإرسال أو القبض في الصلاة، والتختم في اليمين أو الشمال، والجهر بالبسملة أو إخفاتها، وعدم شرعية صلاة التراويح والضحى أو شرعيتها، وحرمة شرب الفقاع وأكل السمك الذي لا قشر له أو حليتهما، وجواز لبس السواد في محرم والاحتفال بيوم الغدير أو بدعيتهما وإجراء أحكام

٤٢٦
المواريث والمناكح طبق هذا المذهب أو ذاك و…فكل هذه المفردات تشير إلى وجود نهج يخالف الحكام وما سنوه من سنن تخالف سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فندرة وجود ما يؤيد هذا النهج في مدرسة الخلفاء لا يخدش في شرعيتها، بل يؤكّد أصالتها، وأنّ ثبوتها وبعد أربعة عشر قرناً ـ رغم كلّ الظروف التي مرت بها ـ ليؤكّد ارتباطها واستقاءها من أهل البيت، وهو الآخر قد وضح لك سر الاختلاف في الوضوء والأذان وغيرها من عشرات المسائل التي اختلف فيها المسلمون والتي لم يذكرها ابن حزم وغيره بل قبلوها على أنّها ثابتة لا لبس ولا تنازع فيها.

ومما يجب التأكيد عليه هنا هو: أننا حينما نتخذ بعض الحكّام فاطميين كانوا أم عباسيين كنماذج للنهجين لا نريد أن نعتبرهم القدوة والأسـوة، مادحين هذا أو ماسّين بذاك، فلا يحق لنا أن نسقط تصوّراتنا على هذا المذهب أو ذاك طبق ما عرفناه من أعمال هذا الحاكم أو ذاك، فهؤلاء أناس لهم سلوكـياتهم وتصـرفاتهم، وكلّ ما في الأمر أنهم يلتزمون نهجاً خاصاً، فقد يكونون متعـبدين بما عرفوه من ذلك النهج، وقد يكونون متجاوزين على أصـوله غير عاملـين بأوامره، فلا يمكن القول بأنّ كلّ حكام هذا الفريق كذا، وحكام ذاك الفريق كذا، لأن بعض هؤلاء تخطَّـوا المـوازين، كما تخطى الطـرف الآخر كذلك، لكنّ ما نريد بيانه في هذا الفصـل هو وجود اتجاهـين عند المسـلمين دون النظر إلى سلوكـيات الأفراد والحكومات.

 

٤٢٧

الخلاصة

تلخص ممّا سبق عدة اُمور:

أحدها: شرعية ” حيّ على خير العمل ” ; وذلك لاتفاق الفريقين على أصل مشروعيتها، وانفراد أهل السنة والجماعة بدعوى النسخ، وقد أثبتنا عدم وقوع النسخ، ناقلين كلامَ السيد المرتضى:

وقد روت العامة أنّ ذلك ممّا كان يقال في بعض أيام النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وإنّما ادّعي أنّ ذلك نسخ ورفع، وعلى من ادّعى النسخ الدلالة له، وما يجدها(١).

 

وتأذينَ أكثر من ثلاثين رجل من أهل البيت والصحابة بها، بل وضّحنا إجماع العترة على ذلك، حاكين في البين ما نقل عن الشافعي وبعض أئمّة المذاهب الأربعة من القول بجزئيتها.

ثمّ عرجنا في الفصل الثاني لبيان سقوطها على عهد عمر بن الخطّاب، متسائلين عن موقف بلال الحبشي في الحيعلة الثالثة والصلاة خير من النوم، وهل أنّه أذن للشيخين أم لا؟ بل ما هو موقفه اتجاه أهل البيت، وما موقف أهل البيت اتجاهه؟ وقد توصلنا إلى كونه لم يؤذن إلاّ للزهراء والحسنين، وأنّ خروجه إلى

 

١- الانتصار: ٣٩. 

٤٢٨
الشام كان اعتراضاً على السياسة الحاكمة.هذا وقد تكلمنا في الفصل الثالث عن معنى ” حيّ على خير العمل ” وأنّها دعوة إلى الولاية، مبينين الأسباب التي دعت عمر بن الخطاب لحذفها، مشيرين إلى بعض العلل الخفية في هذا الأمر، موضحين ذلك من خلال القرآن المجيد والسنة المطهرة وكلام الإمام الكاظم (عليه السلام).

أ مّا الكلام في الفصل الرابع فكان عن تاريخها العقائدي والسياسي وما حدث في بغداد وغيرها من الفتن، مشيرين إلى التأذين بها في حلب، وبغداد، ومصر، وحمص، والاندلس، والهند، وإيران، ومكّة، والمدينة، واليمامة، والقطيف، و… على مر العصور والأيّام.

كلّ ذلك ضمن بياننا للسير التاريخي للأحداث، والدول التي حكمت البلدان، فاطمية كانت أم عباسية، بويهية كانت أم سلجوقية و.. مؤكدين بأن الحيعلة الثالثة ما هي إلاّ نافذة من النوافذ الكثيرة في التاريخ والشريعة كالجهر بالبسملة والجمع بين الصلاتين وعدم جواز المسح على الخفين و… والمشيرة إلى وجود اتجاهين بعد رسول الله: أحدهما أتباع أهل البيت، والآخر أتباع الخلفاء، وأن ” حيّ على خير العمل ” كانت شعار الشيعة والطالبيين على مر الدهور، وكان حذفها وإبدالها بـ ” الصلاة خير من النوم ” شعار أهل السنة والجماعة.

وبهذا فقد انتهينا من بيان الباب الأول من هذه الدراسة على أمل أن نلتقي بالقارئ الكريم عند البابين الآخرين منها:

الباب الثاني: ” الصلاة خير من النوم، شرعة أم بدعة “.

والباب الثالث: ” أشهد أن عليّاً ولي الله، بين الشرعية والابتداع “.

نسأل الله أن يوفقنا لإكمالهما وإتمامهما بفضله ومنّه، آمين رب العالمين.

 

٤٢٩

وفي الختام

لابد لي أن أشكر كلّ من سايرني في هذه الرحلة الفكرية العقائدية المضنية، سواء قرأ لي، أو أشار عليّ بنكتة علمية، أو لفتة أدبية، أو ملاحظة فنية، أو تخريجة ما، وأخص بالذكر الباحثين الجليلين: الاستاذ الشاعر الشيخ قيس العطار، والاخ الفاضل إبراهيم رفاعة لإبدائهما بعض الملاحظات القيمة.

وكذلك اشكر الأخ الفاضل سمير الكرماني الذي ضبط لي النصوص ووحّد المصادر وطبعاتها، ثمّ اعداده الفهرس النهائي للكتاب. فللله درهم وعليه أجرهم.

وأخيراً آمل من إخواني العلماء ومن يعنيه أمر الفكر والعقيدة أن يتحفوني بآرائهم حول الكتاب سلباً أو إيجاباً وصحّة أو سقماً، ولهم منّا الشكر في كلتي الحالتين، فإن وافقونا فسنستمد العزم لمواصلة الطريق، وإن خالفونا فسنستفيد من آرائهم ونجعلها نصب أعيننا في بحوثنا المقبلة إن شاء الله تعالى.

اللّهم أرنا الحقَّ حقًّا فنتّبعه، والباطل باطلاً فنجتنبه، واجعل هوانا في طاعتك وطاعة نبيك وأوليائك المخلَصين، واهدنا لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

اللّهم عرّفنا ما نجهل من كتابك، وعلّمنا ما لا نعلم من سنّة نبيّك، وبصّرنا بما لا نبصر من أسرار حكمك، واجعلنا أبراراً أتقياء برحمتك يا أرحم الراحمين، آمين ربَّ العالمين.

 

 

٤٣٠
كتاب الأذان بين الأصالة والتحريف للسّيّد علي الشهرستاني (ص ٤٣١ – ص ٤٥٠) 

٤٣١

ثبت المصادر

 

١ ـ القرآن الكريم

 

٢ ـ اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمّة الفاطميين الخلفاء ١/٣ (رحلي)

للمقريزي، أحمد بن عليّ، تقي الدين أبي العبّاس (ت ٨٤٥ هـ)

تحقيق: الدكتور محمّد حلمي محمّد أحمد، والدكتور جمال الدين الشيال

نشر: لجنة إحياء التراث الإسلامي، المجلس الاعلى للشئون الامية / مصر

 

٣ ـ الآثار ١/٢

للشيباني، محمّد بن الحسن، أبي عبدالله (ت ١٨٩ هـ)

صحّحه وعلق عليه: أبو الوفاء الافغاني

نشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت

الطبعة الثانية ١٤١٣ هـ ـ ١٩٩٣ م

 

٤ ـ الآحاد والمثاني

لابن أبي عاصم (ت ٢٨٧ هـ)

تحقيق: باسم فيصل أحمد الجوابرة

نشر: دار الدراية

الطبعة الأولى ١٤١١ هـ ـ ١٩٩١ م

 

٤٣٢

٥ ـ الاحاديث المختارة

للمقدسي الحنبلي، محمّـد بن عبدالواحـد بن أحمـد، أبي عبـدالله (ت ٦٤٣هـ)

تحقيق: عبدالملك بن عبدالله بن دهيش

نشر: مكتبة النهضة الحديثة ـ مكّة المكرمة

الطبعة الأولى ١٤١٠ هـ

 

٦ ـ الاحتجاج ١/٢ (في مجلد)

للطبرسي، أحمد بن عليّ بن أبي طالب، أبي منصور (من اعلام القرن السادس الهجري)

تعليق وملاحظات: السيّد محمّد باقر الموسوي الخرسان

منشورات: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت

الطبعة الثانية ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م

 

٧ ـ أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم

للمقدسي، محمد بن أحمد بن أبي بكر، شمس الدين، أبي عبد الله (ت ٤١٤ ه)

طبع في مدينة ليدن بمطبعة بريل سنة ١٩٠٤ م

اُوفسيت دار صادر ـ بيروت

 

٨ ـ احقاق الحق وازهاق الباطل ١/٣٢

للتستري، القاضي نور الله الحسيني المرعشي (ت ١٠١٩ هـ)

مع ملحقات السيّد المرعشي النجفي

نشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم ـ إيران

 

٤٣٣

٩ ـ الإحكام في أصول الأحكام ١/٨ (في مجلدين)

لابن حزم الاندلسي الظاهري، عليّ بن أحمد بن سعيد، أبي محمّد (ت ٤٥٦ هـ)

تحقيق: لجنة من العلماء

نشر: دار الجيل، بيروت ـ لبنان

الطبعة الثانية ١٤٠٧ هـ ـ ١٩٨٧ م

 

١٠ ـ الاحكام في الحلال والحرام

للإمام الهادي إلى الحق، يحيى بن الحسين الحسيني الحسني (ت ٥٦٦ هـ)

نشر: دار التراث اليمني

الطبعة الأولى

 

١١ ـ الأخبار الموفقيات

للزبير بن بكار (ت ٢٥٦ هـ)

تحقيق: الدكتور سامي مكي العاني

نشر: منشورات الشريف الرضي

طبع: مطبعة أمير ـ قم ـ إيران

الطبعة الاولى ١٤١٦ هـ

 

١٢ ـ أخبار بني عبيد = أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم

لابن حماد، محمّد بن عليّ بن حماد، أبي عبدالله (ت ٦٢٨ هـ)

تحقيق: التهامي نقرة ـ عبدالحليم عويس

نشر: دار الصحوة ـ القاهرة

 

٤٣٤
الطبعة الاولى ١٤٠١ هـ 

١٣ ـ الاختصاص

للمفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، أبي عبدالله (ت ٤١٣ هـ)

تحقيق: الأستاذ عليّ أكبر غفاري

نشر جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم ـ إيران

 

١٤ ـ الأذان بحي على خير العمل

للعلوي، محمّد بن عليّ بن الحسن، أبي عبدالله (ت ٤٤٥ هـ)

تحقيق: محمّد يحيى سالم عزان

نشر: مركز النور للدراسات والبحوث والتحقيق ـ صعدة ـ اليمن

الطبعة الثانية ١٤١٦هـ ـ ١٩٩٥ م

وطبعة ثانية:

بتحقيق: يحيى عبدالكريم الفضيل

نشر: المكتبة الوطنية

الطبعة الأولى ١٣٩٩ هـ ـ ١٩٧٩ م

 

١٥ ـ الاربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين

للبحراني، سليمان بن عبدالله الماحوزي (ت ١١٢١ هـ)

تحقيق: السيّد مهدي الرجائي

نشر: المحقق ـ قم ـ إيران

الطبعة الاولى ١٤١٧ هـ

 

٤٣٥

١٦ ـ ارشاد الساري لشرح صحيح البخاري

للقسطلاني، أحمد بن محمّد، شهاب الدين، أبي العبّاس (ت ٩٢٣ هـ)

اوفسيت دار إحياء التراث العربي ـ بيروت

 

١٧ ـ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١/٢

للمفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، أبي عبدالله (ت ٤١٣ هـ)

تحقيق: مؤسسة آل البيت

الطبعة الثانية ١٤١٦ هـ قم ـ إيران

 

١٨ ـ إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل

للألباني، محمّد ناصر (معاصر)

تحقيق: زهير الشاو يش

نشر: المكتب الإسلامي ـ بيروت

الطبعة الثانية ١٤٠٥هـ ـ ١٩٨٥ م

 

١٩ ـ الاستبصار ١/٤

للطوسي: محمّد بن الحسن، أبي جعفر (ت ٤٦٠ هـ)

تحقيق: السيّد حسن الموسوي

نشر: دار الكتب الإسلاميّة ـ طهران

الطبعة الرابعة

 

٢٠ ـ الاستيعاب في معرفة الاصحاب ١/٤

لابن عبدالبر، يوسف بن عبدالله بن محمّد بن عبدالبر، أبي عمر

 

٤٣٦
(ت ٣٦٨ ـ ٤٦٣ هـ)تحقيق: عليّ محمّد البجاوي

نشر: دار نهضة مصر للطبع والنشر ـ القاهرة ـ مصر

 

٢١ ـ أُسد الغابة في معرفة الصحابة ١/٥

لابن الأثير الجزري، عليّ بن محمّد، أبي الحسن (ت ٦٣٠ هـ)

دار احياء التراث العربي ـ بيروت

 

٢٢ ـ الأشعثيات المعروف بالجعفريات

للاشعث الكوفي، محمّد بن محمّد الأشعث، أبي عليّ (من اعلام القرن

الرابع الهجري)

المطبوع مع قرب الإسناد للحميري القمي

نشر: مكتبة نينوى الحديثة

طهران ـ إيران

 

٢٣ ـ الإصابة في تمييز الصحابة ١/٤

للعسقلاني، أحمد بن عليّ بن حجر، شـهاب الديـن، أبـي الفضل (ت ٨٥٢ هـ)

طبع الكتبخانه الخديوية المصرية

أوفسيت دار إحياء التراث العربي ـ بيروت

الطبعة الأولى سنة ١٣٢٨ هـ

 

٢٤ ـ الاعتصام بحبل الله المتين ١/٥

للقاسم بن محمّد، الإمام الزيدي (ت / ١٠٢٩ هـ)

نشر: مطابع الجمعية، عمان ـ الأردن

 

٤٣٧
طبع سنة ١٤٠٣ هـ 

٢٥ ـ أعيان الشيعة ١/١١

للامين، السيّد محسن العاملي (ت ١٣٧١ هـ)

تحقيق: حسن الأمين

نشر: دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت

 

٢٦ ـ اغاثة الطالبين على حل الفاظ فتح المعين ١/٤ في مجلدين

للسيّد البكري، أبو بكر بن السيد محمد شطا الدمياطي (ت هـ)

نشر: دار احياء التراث العربي / بيروت

وطبعة اخرى: دار الفكر ـ بيروت في اربعة اجزاء

 

٢٧ ـ الاغاني ١/٢٤

للاصفهاني، أبي الفرج (ت ٣٥٦ هـ)

شرحه، كتب هوامشه: عبدعليّ مهنا

الطبعة الأولى ١٤٠٧ ـ ١٩٨٦

دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان

 

٢٨ ـ الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ٢/٣

أسد حيدر (ت)

الطبعة الثالثة ١٤١١ هـ

واعادت طباعته مكتبة الصدر ـ طهران ـ إيران

 

٢٩ ـ الإمامة والسياسة

للدينوري، عبدالله بن مسلم بن قتيبة، أبي محمّد (ت ٢٧٦ هـ)

 

٤٣٨
تحقيق: عليّ شيرينشر: منشورات الشريف الرضي

 

٣٠ ـ الأمالي الخميسية

للمرشد بالله، يحيى بن الحسين (ت ٤٧٩ هـ)

طبع مصر ـ أعادته مكتبة المثنى، بغداد

 

٣١ ـ أمالي الإمام أحمد بن عيسى

أحمد بن عيسى بن زيد بن عليّ (ت ٢٤٧ هـ)

تحقيق: عليّ بن إسماعيل بن عبدالله المؤيد

نشر: دار النفائس، بيروت

الطبعة الأولى

 

٣٢ ـ أمالي الشيخ الطوسي

للطوسي، محمّد بن الحسن، أبي جعفر (ت ٤٦٠ هـ)، وابنه أبو عليّ (ت بعد

سنة ٥١٥ هـ)

مؤسسة الوفاء ـ بيروت

الطبعة الثانية ١٤٠١ ـ ١٩٨١

 

٣٣ ـ أمالي الصدوق

لابن بابويه القمي، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، أبي جعفر (ت ٣٨١ هـ)

قدم له: الشيخ حسين الاعلمي

منشورات الأعلمي للمطبوعات

 

٤٣٩
الطبعة الخامسة ١٤٠٠ هـ ـ ١٩٨٠ م 

٣٤ ـ انساب الاشراف ١/١٣

للبلاذري، احمد بن يحيى بن جابر (ت ٢٧٩ هـ)

تحقيق: الدكتور سهيل زكار والدكتور رياض زركلى

باشراف مكتب البحوث والدراسات

نشر: دار الفكر / بيروت لبنان

الطبعة الاولى ١٤١٧ هـ ـ ١٩٩٦م

 

٣٥ ـ أنساب الاشراف

للبلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر (من أعلام القرن الثالث الهجري)

تحقيق: الشيخ محمّد باقر المحمودي

نشر: مؤسسة الأعلمي ـ بيروت

الطبعة الأولى ١٣٩٤ هـ

 

٣٦ ـ الإيضاح

لابن شاذان النيسابوري، الفضل بن شاذان الأزدي، أبي محمّد (ت ٢٦ هـ)

نشر: مؤسسة الاعلمي للمطبوعات ـ بيروت

الطبعة الاولى ١٤٠٢ هـ ـ ١٩٨٢ م

 

٣٧ ـ الإيضاح

للقاضي نعمان بن محمد بن حيون (ت ٣٦٣هـ) والمطبوع في المجلد العاشر من (ميراث حديث شيعة)

تحقيق: محمد كاظم رحمتي

 

شاهد أيضاً

تجدد الصمود في الضفة وغزة… أيام صعبة تنتظر الكيان الصهيوني

الوقت- مع التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، سيتم إطلاق ...