الرئيسية / أخبار وتقارير / الصواريخ والأقمار الصناعية ضمنت لنا الأمن 80 بالمائة من أفضل خبراء “ناسا” هم إيرانيون

الصواريخ والأقمار الصناعية ضمنت لنا الأمن 80 بالمائة من أفضل خبراء “ناسا” هم إيرانيون

الجمهورية الإسلامية ستصبح حليفاً استراتيجياً مع بلدان عدم الانحياز ونحن نسير بخطوات راسخة نحو تحقيق إنجازات فضائية مذهلة. 80 بالمائة من أفضل خبراء وكالة ناسا الفضائية الأمريكية هم إيرانيون والتقنية الفضائية لا تقتصر على القضايا والشؤون العسكرية فقط، فهناك الكثير من الموارد التي قد لا يمكن للبعض تصورها بحيث تعتمد على هذه التقنية.

نشرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ستة تقارير اختصاصية حول التطور النوعي في التقنية الفضائية في شتى المجالات وبما فيها صناعة أول مكوك إيراني مأهول ونشرت بعض الصور والمعلومات حول ميزات هذا المكوك المأهول والتصميم النهائي له وصاروخ الدفع الملحق به وبعض التفاصيل الأخرى التي يتم نشرها سابقاً وبما فيها استقرار رواد الفضاء على ارتفاع 175 كم من سطح الأرض، وفي هذا الجزء سوف نذكر تفاصيل أخرى لم يتم تداولها في وسائل الإعلام حتى الآن.

وقد تمكن الباحثون في مركز أبحاث المنظومات الفضائية في الجمهورية الإسلامية من تحقيق نجاحات باهرة خلال فترة قصيرة نسبياً لا تتجاوز العشر سنوات وبما في ذلك إرسال كائن حي إلى الفضاء وعودته سالماً إلى سطح الأرض وكذلك عودة الصواريخ الفضائية سالمة بعد إرسالها إلى الفضاء الأمر الذي حفزهم على المبادرة إلى صناعة مركبة فضائية مأهولة، وذلك بعد دراسات وبحوث مضنية دامت عدة سنوات.

هذا التقرير هو عبارة لقاء أجرته وكالة تسنيم الدولية للأنباء مع الدكتور رضا روستا آزاد الذي تولى مسؤولية رئاسة جامعة “شريف” سابقاً وهو اليوم عضو في الهيئة التعليمية بهذه الجامعة، وقد تضمنت التقارير السابقة لقاءات مع شخصيتين بارزتين في مجال التقنية الفضائية وهما المساعد الأسبق لوزير العلوم وعضو الهيئة التعليمية في جامعة مالك الأشتر الدكتور محمد مهدي نجاد نوري، وعضو الهيئة التعليمية في جامعة مالك الأشتر الدكتور مهران نصرت اللهي.

وفيما يلي نذكر أبرز النقاط التي تم تسليط الضوء عليها في هذا الحوار الهام:

– تسنيم: ما هي ضرورة امتلاكنا لتقنية فضائية متطورة؟

 

 

* الدكتور روستا آزاد: التواجد في الفضاء يعد أمراً حياتياً بالنسبة لنا لكوننا بحاجة ماسة إلى التقنية والخدمات الفضائية بغية تحقيق أهدافنا المرجوة والنهوض بواقع الشؤون العصرية المتطورة كمنظومات تعيين الاتجاه وأجهزة التحكم عن بعد كالطائرات بدون طيار وما شاكلها وكذلك التقاط الصور الجغرافية الدقيقة التي تستخدم لمختلف الأغراض العسكرية وغيرها، وكذلك نحن بحاجة إلى تقنية فضائية متطورة على صعيد الأرصاد الجوية وتعيين جهة حركة السحب ومستوى الرطوبة في الجو وتقديم الخدمات الأساسية للنشاطات الزراعية ومراقبة الغابات للسيطرة على الحرائق والكوارث الطبيعية فما لو حدثت.

إذن، هذه الأمور وما شاكلها توجب علينا ضرورة السعي الحثيث لامتلاك تقنية فضائية متطورة، وما دمنا أقدمنا على الخطوة الأولى والأساسية في هذا المضمار فلا بد لنا من مواصلة الطريق والسير جنباً إلى جنب مع البلدان المتطورة خدمة لبلدنا وباحثينا بغية تمكنهم من إجراء بحوثهم العلمية بأفضل وجه ودون الحاجة لمعونة البلدان الأجنبية التي تقوم أحياناً بالاستئثار بالعلوم الفضائية دون أن تسمح لأي بلد آخر الاستفادة منها، لذا نحن سنكون في غنى عنها عبر تحقيق الاكتفاء الذاتي بفضل خبرائنا المحليين.

– تسنيم: هل كنا نشعر بأمان اليوم في حال عدم امتلاكنا أقماراً صناعية وصورايخ متطورة؟ وكذلك هل أن هذه المسائل ضرورية إلى هذا الحد الذي نراه اليوم؟

* الدكتور روستا آزاد: أنظروا إلى بعض البلدان، مثل العراق وأفغانستان وباكستان وسوريا وأوكرانيا وبنما والجزائر، وتأملوا بما يحدث في هذه البلدان، فلولا تطورنا التقني لأمسينا نمر بظروف قاسية كما هو الحال فيها والحقيقة أن امتلاك أقمار صناعية وصورايخ متطورة يجعلنا نشعر بأمان وعزة نفس أمام سائر البلدان، فالعالم اليوم تسيطر عليه القوى الاستكبارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والهدف الذي تروم هذه القوى تحقيقه هو التسلط على خيرات البلدان الضعيفة وإخضاع شعوبها لها وحرمانها من أهم أسس التطور والتقنية، لذا أمامنا خياران فإما أن نكون خاضعين وأذلاء أو أن نعتمد على أنفسنا ونكون أحراراً وأعزاء الأمر الذي يفرض علينا امتلاك تقنية فضائية متطورة نتمكن على أساسها من إطلاق الصواريخ إلى الفضاء وتوجيهها أينما كانت وهذا الأمر بطبيعة الحال يقتضي تسيير أقمار صناعية ذات كفاءة عالية، وهذا الأمر لا يروق للقوى المستبدة بكل تاكيد.

إن الغربيين في أحسن الأحوال قد يبيعون لنا بعض التقنيات الفضائية المتواضعة جداً وبأبهض الأثمان مما يعني بقائنا متخلفين على هذا الصعيد فيما لو اعتمدنا عليهم، فشركة جوجل على سبيل المثال فيها برنامج خاص لتصوير الأرض من الفضاء مجاناً ويمكن لكل مستخدم الاستفادة منه، ناهيك عن سائر خدمات الاتصالات ومنظومات تعيين الاتجاهات، ولكن هذه القضايا كلها تخضع لمراقبة الأجهزة الاستخبارية والتجسسية وهي ليست أمينة من الناحية الاستراتيجية مطلقاً، وبالتالي لا مناص لنا من البحث عن سبيل آمن نتمكن من خلاله صيانة معلوماتنا الوطنية الخاصة بنا وعدم إفشائها للآخرين وهو حق مشروع لجميع البلدان في العالم.

نعم، لا بد لنا من امتلاك تقنية فضائية آمنة ومتطورة لكي تكون لنا كلمتنا في العالم، وبالفعل فقد توصلنا إلى نتائج عظيمة في هذا المضمار بشكل أذهل العالم والدليل على ذلك أن البلدان المتطورة في العالم تقدمت بطلبات للتعاون معنا وعلى رأسها أمريكا وروسيا وفرنسا، وهذا الأمر بطبيعة الحال يعد نصراً استراتيجياً للجمهورية الإسلامية، ومن المؤكد أن الغربيين لا يمكن الاعتماد عليهم نظراً لتجاربنا السابقة معهم والمواقف غير المنصفة والمتلونة التي بدرت منهم، لذا فإن شراكتنا الاستراتيجية الفضائية معهم مؤقتة بطبيعة الحال، كما أن البلدان الإسلامية للأسف الشديد تحكم بعضها حكومات عميلة أو هزيلة بحيث لا يمكن التعامل معها أو الاعتماد عليها في المشاربع الفضائية، إلا أننا نطمح إلى إيجاد علاقات وطيدة مع بلدان عدم الانحياز في هذا المضمار حيث أثبتت التجربة أن هذه البلدان عادة ما تتخذ مواقف منصفة، وابرز مثال على ذلك القضية الفلسطينية، حيث نجد البلدان الأعضاء في منظمة عدم الانحياز عادة ما تتخذ مواقف مساندة للشعب الفلسطيني المضطهد ولا تجامل الكيان الصهيوني رغم الإغراءات التي تقدم لها، ومن أبرز هذه البلدان هي فنزويلا والإكوادور والأرجنتين والبرازيل، وكذا هو الحال لبعض البلدان الأوروبية التي ليس لها أصداء واسعة في هذه القارة مثل بولندا التي كانت لنا مشاريع تقنية مشتركة معها مؤخراً وتم إنجازها بنجاح كبير.

بما أن الاتحاد الأوروبي يتجه اليوم نحو الأفول فهذا الأمر قد يفسح المجال لنا لخيارات أكثر وأفضل الأمر الذي بدأ يقلق البلدان الاستكبارية المعادية للجمهورية الإسلامية، كما أن انهيار أوروبا يقلق البيت الأبيض فوزير الخارجية الأمريكية جون كيري على سبيل المثال اتخذ قضية بريكسيت “Brexit” ذريعة لادعاء أن واشنطن تدعم مشروع أوروبا الموحدة والمنسجمة لتقف معنا في مكافحة العديد من الظواهر السيئة كتلوث الجو وارتفاع حرارة الكرة الأرضية ومواجهة الإرهاب.

– تسنيم: كيف يمكن تقييم تقنيتنا الفضائية اليوم؟

* الدكتور روستا آزاد:أؤكد لكم أننا نسير نحو الأمام بأقدام ثابتة ونحن بخير على هذا الصعيد فخبراؤنا يمتلكون ذكاء خارقاً ويبذلون جهوداً حثيثةً للنهوض بواقع تقنيتنا الفضائية دون ان يتوقفوا عن ذلك لحظة واحدة، كما أنوه على أن 80 بالمائة من أفضل خبراء وكالة ناسا الفضائية الأمريكية هم إيرانيون، وهذا الأمر سمتعه مراراً، وقد كان من ضمنهم الدكتور شمران أيضاً وهذا الأمر ينم عن تراثنا العريق وثقافتنا الواسعة، وكذلك فإن تعاليمنا الدينية تؤكد على ضرورة السعي للرقي والتنمية.

التقنية الفضائية لا تقتصر على القضايا والشؤون العسكرية فحسب، إذ هناك الكثير من الموارد التي قد لا يمكن للبعض تصورها بحيث تعتمد في الحقيقة على هذه التقنية، فأحد المعاهد في الولايات المتحدة الأمريكية فيه قسم خاص يحتفظ برؤوس بعض الأثرياء الراغبين بالحياة مرة أخرى، حيث يتم قطع رؤوسهم بعد وفاتهم والاحتفاظ بها في عبوات مشحونة بغاز النيتروجين على أمل أن تتطور التقنية بشكل ملحوظ بحيث يمكن تركيبها على أبدان أخرى وإعادة الحياة لها، حيث يتصورون أنهم مستقبلاً قادرون على زرعها في أبدان شبان يموتون إثر حوادث سير وما شاكلها، أي أنهم يتوقعون أن البشرية ستتمكن مستقبلاً من زرع رأس عجوز يبلغ من العمر 90 عاماً مثلاً على بدن شاب لا يتجاوز الـ 18 من عمره، وهذا المعهد يزاول نشاطاته منذ سنوات عديدة ناهيك عن أن هناك نشاطات حثيثة للبحث عن كواكب أخرى تتوفر فيها الظروف المعيشية المناسبة للبشرية لكي تتكرر التجربة الإنسانية بعد اكتشاف أمريكا من قبل كرستوفر كولومبوس الذي جاب المحيطات وفتح للمهاجرين أفقاً جديدة للتمتع بحياة أفضل، فبعض الخبراء يأملون بأن تحدث هجرة من هذا القبيل خارج نطاق الكرة الأرضية مستقبلاً وخصوصاً بعد الانفجار السكاني الهائل الذي تشهده المجتمعات في الوقت الراهن.

لذا نحن نسير بخطوات ثابتة بغية تحقيق إنجازات فضائية مذهلة وفي المستقبل ستصبح هذه التقنية ضرورة ماسة لا يمكن لأي بلد الاستغناء عنها في شتى المجالات الخدمية والعلمية والعسكرية، بل وحتى السياسية والاستراتيجية.