من أبرز الأسباب التي تدفع الناس إلى التحول نحو استخدام الطاقة الشمسية هو زيادة أسعار الطاقة التقليدية، وارتفاع فواتير الكهرباء وعدم انقطاع التيار الكهربائي، وهو أمر يحدث كثيرا في دول العالم الثالث، فضلا عن تقليل انبعاثات الكربون.
لكن ثمة جوانب مظلمة لألواح الطاقة الشمسية في منازلنا، إذ يبلغ متوسط عمر الألواح من 25 إلى 30 عاما فقط. وهذا يعني أن هناك جبالا من الخردة تلوح في الأفق، ما ينذر بكارثة بيئية حقيقية مقبلة، إذ يقول خبراء إننا سنحتاج قريبا لخطة للتعامل مع مليارات الألواح التي ستخرج من الخدمة.
وفي بعض البلدان مثل بريطانيا ووفقا للحكومة البريطانية، هناك عشرات ملايين الألواح الشمسية. ولكن البنية التحتية المخصصة للتخلص منها وإعادة تدويرها غير متوافرة. فما بالك بالدول الأقل تقدما، ما يعني أن هناك حاجة إلى حل سريع للمشكلة.
ويقال انه إذا استمرت اتجاهات النمو الحالية، فقد يكون حجم الخردة من الألواح الشمسية ضخما بكل المقاييس، وبحلول عام 2030، سيكون لدينا 4 ملايين طن [من الخردة]، ولكن بحلول عام 2050، سيكون لدينا أكثر من 200 مليون طن على مستوى العالم“
وهناك جانب آخر للمشكلة، وهو أن كثيرا من أرباب المنازل والمستهلكين لا ينتظرون انتهاء العمر التشغيلي لهذه الألواح، بل يقومون بتحديث شبكاتهم من الألواح الشمسية بسبب زيادة كفاءة الأنواع الجديدة المستحدثة .كل ذلك يعني أن أعدادا متزايدة من المستهلكين سيقومون بالتخلص من شبكاتهم وألواحهم القديمة، واستبدال نماذج وأنواع أحدث وأرخص وأكثر كفاءة بها، ما يُراكم مزيدا من النفايات وجبال الخردة التي تنتظر التخلص منها.
الحل يكمن في إعادة التدوير
من أهم طرق التخلص من النفايات بأنواعها، بما فيها الألواح الشمسية، “إعادة التدوير” (recycling)، إذ يتم التعامل مع النفايات واستخراج المفيد منها لإعادة استخدامه في الصناعة مرة أخرى، ولكن في حالة الألواح الشمسية الأمر ليس سهلا، إذ يتم تفكيك الألواح الشمسية بصعوبة لاستعادة المواد الثمينة الموجودة داخلها، كالنحاس والسيليكون والفضة. ويحتوي كل لوح شمسي على شظايا صغيرة فقط من هذه المواد الثمينة التي تتشابك مع مكوّنات أخرى لدرجة أنه حتى الآن لم يكن فصلها مجديا اقتصاديا.
ولأنها ذات قيمة عالية، فإن استخراج تلك المواد الثمينة بكفاءة يمكن أن يغيّر قواعد اللعبة، فلا يوجد حاليا ما يكفي من الفضة لبناء ملايين الألواح الشمسية المطلوبة في كل البلدان. وفي نهاية يونيو/حزيران الجاري، ستُتخذ خطوة كبرى للتعامل مع المشكلة من خلال افتتاح أول مصنع في العالم مخصص لإعادة تدوير الألواح الشمسية بالكامل في فرنسا، بحسب “بي بي سي“.
وتأمل شركة “روزي” (ROSI) المتخصصة في إعادة تدوير الطاقة الشمسية، والتي تمتلك المصنع الفرنسي، بأن تتمكن في النهاية من استخراج وإعادة استخدام 99% من مكوّنات الألواح الشمسية، بما فيها الزجاج وجميع المواد الثمينة الموجودة داخلها، على أن تتم إعادة استخدام هذه المواد النادرة لصنع وحدات شمسية جديدة أكثر قوة.