الشهيد عبد الأمير مهدي عبد الكۣريمٛ من مواليد بغداد — مدينة الحرية يوم2/1/1965م، نشأ في أسرة عُرفت بحبها وولائها لأهل بيت العصمة والطهارةعليهمالسلام وبتضحيتها في سبيل الله فقد قدمت قبله أخيه الأڪبر الشهيد عباس — أبوفاضل الحيدري ( ).
اعتقلت أسرته (وكان لايزال طالبا في الصف الأول المتوسط) ثم هجرت إلى إيران، حالها حال آلاف الأسر التي طالها التهجير القسري للنظام العفلقي الجائر، وذلك في يوم الجمعة المصادف17/5/1979م.
التحق بالدورة الأولى لقوات بدر ضمن أول مجموعة من المجاهدين توجهت إلى مشارف مدينة البصرة بتاريخ6/8/1983م، لمقارعة البعثيين الأذلاء، ولعله كان أصغر الموجودين سنّا في تلك الدورة، غير أنه كان من أشد المتلهفين لأن يكون دائما النموذج الصادق للمؤمن المجاهد، ولقد عاش مدة طويلة مع إخوته المجاهدين الذين لمسوا من خلالها العديد من الصفات التي عكست أخلاقه العالية، فلم يكن يترك حتى المستحبات من الصلاة والصيام والدعاء وقراءة القرآن.
نال أول وسام عندما جرح أثناء تصدي المجاهدين للتعرض البعثي عليهم، عاد من العلاج للمشاركة مرة أخرى في صد الهجوم بعد أن رفض المكوث طويلا في الخطوط الخلفية مقدما بذلك أروع الأمثلة في البطولة والتضحية ونكران الذات.
شارك في كل العمليات التي خاضها المجاهدون في هور الحويزة ونال وسامه الثاني بعد إصابته بشظية في رأسه خلال عملية حرر فيها المجاهدون مناطق كبيرة من هورالحويزة.
عندما سمع بخبر شهادة أخيه عباس، أبدى من قوة العزيمة ورباطة الجأش ما دلّ على قوة إيمانه وعمق تعلقه بأهل البيتعليهمالسلام، وتأسيه بمصابهم سيما مصاب أبي عبدالله الحسين عليهالسلام.
كان أخوه الشهيد لايبرح عن خياله أبدا، ويتمنى اللحاق به والوصول إلى درجته، وكان يراه دائما في رؤياه ويلتقي به كما لو كان حيا يعيش معه تفاصيل حياته اليومية.
لقد حباه الله سبحانه بكرامة الرؤيا الصادقة، وكان لايعرف خصلته تلك إلا القليل من أصدقائه المقربين، حيث قال له بعض المجاهدين قبل إحدى العمليات: إنك سوف تستشهد قريبا، فقال لهم (أنني واثق من عدم شهادتي، فقالوا له وكيف عرفت ذلك؟ فأجابهم بأنني قد شاهدت رؤيا:
وهي أني قد دخلت الجنة وشاهدت أمامي أبامؤيد اللبناني مع مجاهد آخر لن أخبركم باسمه، وهذا يعني أني لم استشهد حتى يستشهد هو)، وفعلا استشهد أبومؤيد اللبناني في عمليات عاشوراء، ولعل المجاهد الآخر الذي رفض التصريح باسمه قد استشهد في تلك العمليات أيضا.
من أبرز سماته الهدوء، والتواضع والخلق الرفيع فأثر بكل من أحاط واحتك به؛ الابتسامة لم تفارق شفتيه وكان يحرص على إدخال السرور على قلوب إخوانه المجاهدين.
وتأتي عمليات حاج عمران فكان كله شوقا ولهفة للاشتراك فيها، ويداخله شعور غامض بأن الشهادة التي طالما حلم بها وسعى إليها قد صارت قاب قوسين أو أدنى، فقد كان في ساعاته الأخيرة مشغولا بالصلاة والتوجه العميق إلى الله،
وبدأ التقدم فكان من الطلائع الأولى للمجاهدين الذين هاجموا القوات البعثية، فقد صعد إلى العدو يقتحم عليهم مواضعهم ويوزع عليهم المنايا من سلاحه حتى جاء أمر الله وسقط مضرجا بدمه وهو يردد (الله أڪبر) بتاريخ1/9/1986م. وهكذا مضى على ما مضى عليه أخاه وعلى ما مضى عليه أصحاب أبي عبدالله عليهالسلام.
ومن وصيته رحمةاللهعليه (إن هذا الطريق هو طريق ذات الشوكة فيه مصاعب ومشاق، علينا أن نصبّر النفس والجسد عليها… وعلينا أن نترك هذا الجسد الفاني يُفنى بخدمة الإسلام الغالي الذي جاء به خاتم الأنبياء والرسل محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم).
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا