الرئيسية / المرأة في الإسلام / احسن الأفعال في تربية الاطفال

احسن الأفعال في تربية الاطفال

الطُرُقُ المؤدية إلى إخماد غريزة حُبِّ الآخرين

ومن خلال سلوك الوالدين والاستفادة من بعض القضايا والحوادث التي يَمُرُّ بها الطفل وأخرى غيرها ، يمكن إنماء غريزة حُبِّ الناس الوليدة في كل طفل.
كما نُحذِّر في الوقت نفسه من وَأدِ هذه الغريزة التي تؤدي بالطفل مستقبلاً إلى الشَّقَاءِ ، فلا يمكن العيش براحة واستقرار والقلب لا يمتلك حُبَّاً للآخرين .
أما السُبُل المؤدية إلى إماتَةِ هذه الغريزة عند أطفالنا فتكون بالشكل الآتي :
أولاً ـ التعلُّم من الوالدين :
سلوك الوالدين مرةً أخرى يفرض وجوده في التعليم ، ولكنه في هذه المرة ذو بُعدٍ سلبي ، حيث يقتل الغريزة الإنسانية بَدَلَ أن يرعاها .
فالأم مثلاً حين ترفض من طفلها الذي يصرُّ على ارتداء سروال الصوف في فصل الصيف بقولها له : إن الناس تضحك عليك حين يشاهدونك وأنت بهذا الشكل .
وحين تخشى عليه من الذهاب وحده لشراء حاجة ، فتقول له : إن ذهبت وحدك فسوف يختطفونك ويسرقون ما عندك.
فإن هذه الأقاويل وغيرها مع فرض صحتها تُميتُ علاقته مع الناس وتُثبِتُ في نفسه حقداً عليهم لأنهم يقفون حائلاً دون تحقيق رغباته ، والأجدر بالآباء أن يمنعوا أبناءهم بأعذار أخرى ليس لها آثار سلبية على الطفل وبالخصوص في المرحلة الأولى من عمره .
كذلك حين تُبدي الأمُّ ضَجَرَهَا من الضيوف الزائرين ، أو تُجهِدَ نفسها وأفراد عائلتها بترتيب وتنظيم البيت لاستقبال الضيوفِ اتِّقَاءاً لكلام الناس مع أحاديثها المتواصلة عن الشرور التي تتلقاها من الناس ، وصمتها عن كثير من المعروف الذي أُسدِي إليها ، كلُّ هذه التصرفات تعكسُ للطفل أن الناسَ مصدرٌ للشرِّ والأذى دوماً .
ثانياً ـ أثر القصص الهَدَّامة :
إن للقصة أثراً بالغاً على نفسية الطفل في مرحلة حياته الأولى ، فحينما يستمع الطفل إلى القصة تكون مثل البذر الذي يستقر في التربة ليثمر بعد حين .
وينبغي على الوالدين التفكر بهدف القصة قبل سردها للطفل ، وقراءة بسيطة لقصة ( ليلى والذئب ) التي يعرفها أكثر أطفالنا مثلما يعرفون أسماءهم .
فتجد أنها تصور الناس بأنهم يظهرون لك الحُبَّ والولاء ويضمرون لك الشرَّ والعِداء ، وهذا من خلال شخصية الذئب ، الذي يمثل بصورة الجدَّة المُحبَّة للأطفال .
كذلك قصة ( جُحا والحِمار ) التي تصور الناس بأنهم يتصيدون حركات الأفراد للحديث عنهم بسوء ، ولا بُدّ من اتقاء شرورهم التي تلاحقُكَ في كل حركةٍ صحيحةٍ أو خاطئةٍ .
وقصة ( قَطر النَّدَى ) التي يتمركز محورها حول شخصية ( زوجة الأب ) المؤذية الحقودة ، التي تجعل الطفل قلقاً من أمثال هذه الشخصيات التي قد يُبتَلى بها .
والأجدرُ بالأدبِ القَصَصِي أن يَعكسَ صورة زوجة الأب بالمربية الحنونة التي تحب الأطفال وترعاهم .
ثالثاً : الإكراه في الكرم :
كثير من الآباء يفرضون حالة الكرم على أطفالهم الصغار ، فالصغير حين يحمل قطعاً من الحلوى أو يلهو بلعبته المفضلة ، تُبادرُ الأم حين مرورها بصديقة مع طفلِها أو تزورَها إحدى الصديقات ، بأن يعطيَ الطفلُ جزءاً من قطعة الحلوى أو يشاركه في اللَّعِب ، ويرفضُ طِفلُها فتُلِحُّ عليه كثيراً حتى يخشى غضبها فيعطيه الحلوى أو يشاركه في اللَّعِب .
فَفَرضُ الكرمِ على الطفل لا يخلقُ عنده خُلُق الكَرَم كما يتصور الوالدان ، بل تبعث في نفسه كراهية وحقداً للناس .

شاهد أيضاً

كامل الزيارات

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله أهل الحمد ووليه، والدال عليه والمجازي به، والمثيب عنه، ...