أحيا “تجمع العلماء المسلمين” الذكرى السابعة عشرة لانتصار تموز 2006 باحتفال في مركزه بحارة حريك، حضرته شخصيات سياسية وعلمائية واجتماعية، وتخللته كلمات أكدت على أن هذا النّصر ما كان ليتحقّق لولا الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة، وأن المقاومة تسير من نصرٍ إلى نصر، ولن يُثنيها عن القيام بواجبها أية محاولةٍ من أعداءِ الداخلِ أو الخارج.
رئيس “لقاء علماء صور” الشيخ علي ياسين، قال في كلمة له، إنّ: “مشروع المقاومة قضى على الحلم الصهيوأميركي وكان ختامه 2006، فلم يعد اليهودي يأمل بـ”إسرائيل” الكبرى، بل صار كل همه الحفاظ على هذا الكيان الذي سيسقط إن شاء الله قريبًا ما دام منا “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه…”.
بدوره، حيّا رئيس “اللقاء التضامني الوطني” الشيخ مصطفى ملص “أبطال نصر تموز، قيادة المقاومة الإسلامية، المقاومين في فلسطين، سورية قيادة وجيشًا، الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائد الأمة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي دام ظله”.
من جهته، قال عضو الهيئة العامة في “تجمع العلماء المسلمين” الشيخ حسين الخشن: “أمام نعمة الانتصار، ثمة سؤال يفرض نفسه، ما وظيفتنا إزاء الانتصارات؟، الوظيفة الأولى هي أن نشكر الله ونحمده على أن وفقنا ووفق هذه الأمة لصنع هذا الانتصار بعد سلسلة من الهزائم المرة، أن نشكر الله لأن كل ما عندنا فهو من عند الله”.
وأضاف: “الوظيفة الثانية أن نعي دلالات هذا الانتصار، هناك دلالات سياسية وعسكرية، لكني أريد الإشارة السريعة إلى دلالة بنيوية حضارية نفسية، ألا وهي أن هذا الانتصار أسهم إلى حد كبير في إعادة ثقة الأمة بنفسها”.
وتابع: “الوظيفة الثالثة، أن نعمل على استكمال النصر، أن نستكمل النصر أولاً بحفظه لأنه من السهل أن تصنع الانتصارات رغم ثقل الدماء التي تُنزف، لكن من الصعب بمكان أن تحفظ الانتصار، وربما يكون الأصعب هو أن تستكمل هذا الانتصار، استكمال هذا الانتصار بأن نؤكد على ثقافة العزة والكرامة وإعادة ثقة المسلم بنفسه ودينه وحضارته”.
من جانبه، قال منسق “جبهة العمل الإسلامي” الشيخ زهير الجعيد “أولئك الذين راهنوا على أميركا ومال الخليج هم الخاسرون في المنطقة، لا بد أن نجتمع لنحصل أجر انتصارنا، وحدة إسلامية حقيقية”.
أما رئيس حركة “الأمة” الشيخ عبد الله جبري، فقال: “في هذه الذكرى العظيمة، نؤكد ثوابتنا النابعة من وطنية المقاومة التي لا يحق لأحد أن يزايد عليها في لبنانيتها ووطنيتها، وجِديتها وإخلاصها، وصلابتها وتفانيها، وتضحياتها وسموها وتعاليها، فخيار المقاومة لا بديل عنه، وقد أثبتت جدواها في معادلة الردع في كل حسابات العدو الصهيوني، والتكفيري، وما صنعتْه بدماء الشهداء، وعزم الإرادة، ثابت كرسوخ الجبال، والزمن “الإسرائيلي” ومَن يحلُمُ به قد ولّيا، وأماني التطبيع مع العدو لن تتحقق ما دامت هذه المسيرة محتضَنة من أهلها، ومن كل الأوفياء والأحرار، في هذا البلد، وفي العالم العربي والإسلامي”.
واختتم الحفل بالبيان الختامي الذي تلاه رئيس الهيئة الإدارية في “تجمع العلماء المسلمين” الشيخ الدكتور حسان عبد الله، وجاء فيه: “في الذكرى السابعةَ عشرَة لانتصارِ المقاومة في حربِ تموز، يعلنُ المجتمعون أن هذا النّصرَ ما كان ليتحقّق لولا الثلاثيةُ الماسيةُ، الجيشُ والشعبُ والمقاومةُ، وبالتالي فإن مقياسَ النجاحِ والاستمرارِ في النجاحِ هو بقاءُ هذه الثلاثيةُ فاعلةً وفعّالةً، ويجب أن لا يُعملَ على ضربِ أحدِ أضلاعِها كما يحاولُ بعضُهم، تارةً من خلال توتيرٍ بين المقاومةِ والشعب، وأخرى من خلال توتيرٍ بين المقاومةِ والجيش، ولكنّ هذه المحاولاتِ ستبوء بالفشلِ بإذن الله تعالى، وستبقى الثلاثيةُ، الجيشُ والشعبُ والمقاومةُ هي طريقُ الحفاظِ على لبنانَ وثرواتِهِ وأرضهِ وسمائه ومياهه”.
وشدَّد البيان على أنَّ “سلاحَ المقاومةِ هو سلاحٌ شرعيٌّ ومقدّسٌ، وللمقاومةِ حريةُ نقلِه إلى الأماكنِ التي يجبُ أن يكون فيها، وأن أي اعتراضٍ لهذا السلاحِ أو محاولةٍ لكشفِهِ نوعًا أو كمًّا أو في مكان تخزينهِ هو خدمةٌ للعدوِّ الصهيونيِّ، وأن الذي يعملُ ويسعى لذلك هو جزءٌ من المشروعِ الصهيونيِّ لضربِ وحدةِ وسيادةِ واستقرارِ واستقلالِ لبنان”.
وأوضح البيان أنَّ “المجتمعينَ في هذا اللقاءِ يعلنونَ أنه لا بدَّ من الإسراعِ في انتخابِ رئيسٍ للجمهورية، وعَلَّمتْنا التجاربُ أن الرئيسَ يجبُ أن يكونَ متبنّيًا للمقاومةِ ومؤمنًا بالثلاثيةِ الماسيةِ الجيش والشعب والمقاومة، وأنّ رئيسًا يتحدثُ عن أن هذه الثلاثيةَ هي معادلةٌ خشبية، هو رئيسٌ لا نريده. لذلك فإننا نعتبرُ أن الرئيسَ الذي يتحلى بالمواصفاتِ التي يحتاجها لبنان هو الوزيرُ السابق سليمان فرنجية”.
ودعا المجتمعونَ إلى أن تعملَ الدولةُ اللبنانيةُ على الإصرارِ على أن تكونَ قواعدُ الاشتباكِ التي تحكمُ علاقةَ اليونيفيل بالجيشِ اللبنانيِّ مبنيةً على أساسِ أنه لا يجوزُ لقواتِ اليونيفيل أن تقوم منفرِدةً بدورياتٍ في مناطقِ الجنوب، بل لا بدَّ من مواكبةِ الجيشِ لها، لأننا أولًا لا نُؤمِّنُ لعناصرِ هذه القواتِ في أن يكونَ بعضُها خادمًا أو مدسوسًا من أجلِ أن يفتعلَ المشاكلَ مع الأهالي أو يستكشفَ أماكنَ تموضعِ المقاومةِ ورجالِها وسلاحها. وثانيًا لأن هذا من مقتضياتِ السيادةِ اللبنانيةِ على أراضيها”.
وتوجه المجتمعونَ لحكومةِ تصريفِ الأعمالِ “بأن تعملَ وبقوةٍ وبكلِّ حزمٍ من أجلِ مكافحةِ الفسادِ سواءٌ في الإدارةِ أو من خلالِ الاحتكارِ في الأسواقِ وجشعِ التجار، ومحاولةِ تأمينِ كلِّ المستلزماتِ الضروريةِ للشعبِ اللبناني، خصوصاً على صعيد الاستشفاءِ والدّواءِ والأقساطِ المدرسية لاحقًا”.
كذلك، دعا المجتمعونَ حكومةَ تصريفِ الأعمالِ للعملِ على التنسيقِ مع الدولةِ السوريةِ من أجلِ عودةِ النازحينَ السوريين إلى بلدِهم، خصوصًا مع توفّرِ البيئةِ الآمنةِ لهم واستعدادِ الدولةِ السوريةِ لاستقبالهم، ونرفضُ الإذعانَ للإملاءاتِ الخارجيةِ في هذا السياق.
وأكدوا أنَّ “المقاومةَ تسيرُ إن شاءَ الله من نصرٍ إلى نصر، ولن يُثنيها عن القيامِ بواجِبِها أية محاولةٍ من أعداءِ الداخلِ أو الخارج، وإن محاولاتِ الإساءةِ للمقاومةِ لن تنفعَ لأن شعبَ المقاومةِ يؤمنُ بها ويؤمنُ بضرورتها، ويؤمنُ بأنها الطريقُ الوحيدُ للحفاظِ على سيادةِ واستقلال لبنان”.