ناصر قنديل
– لا نقاش حول كفاءة الكاتب أمين معلوف كمؤلف روايات تاريخية ذات بعد اجتماعي تاريخي، لكن هل تكفي المعارف والمهارات التي تؤهل صاحبها للنجاح في الطب أو الهندسة او كتابة الرواية وحصد الجوائز، لاعتباره مثقفاً، هو السؤال الذي طرحه الفيلسوف انطونيو غرامشي وخلص منه إلى تعريف المثقف العضويّ، او بلغة باسل الأعرج ونزار بنات وأنيس نقاش المثقف المشتبك، انطلاقاً من أن الثقافة ليست مجموعة مهارات ولا مجموعة معارف ولا إتقان علم الكلام، والقدرة السجاليّة التي تميّز بها السفسطائيون، بقدر ما أن الثقافة هي فعل فرديّ شخصيّ لا صلة له بما يراه او يعرفه الآخرون عنك، لتصل بك الى حالة اليقين والوضوح في فهم الإشكاليات الوجودية فتمنحك السكينة، وكثيراً ما كنت أقول أن المهن التي تتداخل مع مفهوم الرسالة كالكتابة والطبابة تنتج طبيباً وسمكري طبابة، الطبيب هو الإنسان أولاً ثم الذي يتقن مهنة الطب، وسمكري الطب هو التقني الذي يملك مهارات طبية، ومثله الصحافي او الكاتب، فهو الانسان أولاً والذي يملك ثانياً كفاءات ومهارات الكتابة والصحافة، أما من يتقن المهارات ويمتلك الكفاءات فقط فهو سنكري كتابة وسمكري صحافة، تأتي بالسمكري لا ليطمئن على حالك بل ليستخدم مهاراته لا لتطمئن إلى إنسانيته في استخدامها.
– السؤال ليس عن نجاح أمين معلوف في امتحان المهارات والكفاءات، بل عن أمرين، إنسانيته أولاً، وثانياً مدى السكينة التي منحته إياها المعارف والمهارات الكلامية والكتابية، ليحل الإشكاليات الوجودية التي يتحدث عنها في رواياته وفي مقدمتها إشكالية الهوية، وقد سمعنا أمين معلوف يتحدث أمس، عبر قناة فرانس 24 عن مشهد المذبحة المفتوحة في غزة، بصفته رئيس الأكاديمية الفرنسية، أعلى مركز ثقافي في فرنسا، فتلعثم وتأتأ، وهو القدير واللاعب المحترف في ميدان الخطابة والكتابة، فقال «أه، أه، الموازنات الدولية الجديدة. أهوا. ومواجهة بين الغرب من جهة، وبين تحالف يدخل فيه أأ تدخل فيه روسيا وتدخل في إيران، وتدخل في. دول أخرى، ولكن. كما أ تعلم، ال أ أساس هذه المواجهة هي ال المسألة ال للحديث المسألة الفلسطينية بالصراع العربي الإسرائيلي، الذي هو يتخطى هذه الحروب الباردة، بدأ قبلها ويستمر.
ب وله منطقه الخاص؟ الذي لا لا يخضع فقط لا يخضع فقط للتوازنات الدولية، في صباي كنت دائما أقول أن ال منطقتنا، أي الشرق الأوسط. أه، أن؟ أه، تسير في طريق أوروبا، أي أن يلتقي الأخصام. وي يقررون يوما بأن يبنوا شيئاً. مشتركة. كما فعلت فرنسا وألمانيا ودول أخرى، وكان هاجسي أن نصل إلى وقت. أه. أه، نتخطى فيه الصراعات. ويحصل كل شعب من شعوب المنطقة على مكانة معينة يرتاح إليها، تؤمن له الأساس. هذا كان حلم شبابي، لسوء الحظ لم ت ت تسر الأمور أبداً في هذا الاتجاه، وهل أن أكاد أقول أن العكس هو الذي حصل؟ أي أن ليس فقط منطقتنا، لم تتجه إلى أي حل، ولا هي. ولا هي متجهة اليوم إلى أي نوع من الحل؟ بل بالعكس، إن مشكلات منطقتنا. انتشرت في العالم كله، وهي الآن أه، أه ت تؤثر عن الحياة السياسية والاجتماعية والاجتماعية في مناطق أخرى من العالم، بما فيها أوروبا، مسألة أولويات، تقرير الآن ب. بدلا من أن يكون المثال الأوروبي قدوة. ليه الشرق الأوسط بدأ آ الشرق الأوسط، آ مشكلة آ يومية للمجتمعات الأوروبية».
– نقلت كلام أمين معلوف عبر برنامج الإملاء الذي يزوّد به ميكروسوفت برنامج الوورد، لأظهر للقارئ التلعثم مرفقاً بالمضمون، والمضمون واضح، ليس هناك اغتصاب حق وأرض، ولا قضية اسمها فلسطين، ولا مذبحة مفتوحة في غزة، فقط قلق من انتقال قضية فلسطين إلى الشارع الفرنسي، وفشل أمنية معلوف في صباه بأن نبني شيئاً معاً، نحن ومن اغتصب الأرض وشرّد شعبها. ومن سوء حظ معلوف اننا سمعنا على قناة ليست بشهرة وانتشار فرانس 24، هي قناة المنار، حديثاً لسيدة لم تؤلف كتباً لكنها أستاذة في التعليم، قرأت وناقشت مع نفسها إشكاليات الوجود والفلسفة والحياة والموت والقضايا، هي السيدة هدى حجازي، ليست لديها مؤلفات ولا حازت جوائز مثل أمين معلوف، لكنها خاضت اختباراً إنسانياً شديد القسوة، لا يتمنى المرء لأحد أن يجرّبه، ويمنحها هذا الاختبار مصداقية لا يملكها أمين معلوف، ولا يحق له ادعاء امتلاكها، هي السيدة هدى حجازي ابنة الشهيدة سميرة أيوب ووالدة الشهيدات ريماس وإيناس وتالين، فتحدّثت بطلاقة أبلغ الخطباء، وبنقاء سريرة افتقده معلوف، وتدفق وثبات ووضوح وابتسامة غابت عن وجه معلوف، وقالت: عدو أنت، أنت قتلتني بأرضي؟
أنا بدي أقتلك بأرضي كمان بأرض ال إنت مغتصبها بأرض فلسطين، أولى القبلتين بأرض القدس ونصلي هناك، وإنت يا غاشم اسمع، أنا بطلع على بيتي متطمنة لأن ببيتي. إنت حتى لو كنت بأكبر الملاجئ، ومهما كان تحت الأرض ومصفح إنت خايف لأنك عارف حالك مغتصب لأنك عارف حرامي؟ إنت سراق؟ إنت مرتزقة. تنام بتشوف الرعب؟ بنومك؟ بدك تشوفنا، بس إحنا لا إحنا بنطمن. في شباب بتحمينا، في الله بيحمينا، في أرض نحن أصحابها ومنعرف قيمة الكرامة، الإنسان لما بيخسر كرامة شو بتعني الحياة؟ الجنة إذا كانت بلا عز بلا الكرامة، بلاها، أنا بعيش بلا ولادي بعيش بلا أخواتي بعيش بلا أمي وبلا كل شيء بس كون مع كرامتي، أنا هلق بفتخر لأن كان لساني يلفظ أشياء، بس هلق قلبي عامل أشياء، هل أنا قدمت شيء، ما عندي عندي أغلى منه؟ ما في شيء أغلى من الولد.
– هدى حجازي أجمل الأمهات بسكينة وجودية يحتاجها أمين معلوف، وبعمق ثقافي للهوية والوطن والموت والحياة والكرامة، يفتقدها أمين معلوف، لهذا كان متلعثماً وهو يبحث عن كيف يقيم بيننا وبين مغتصب الحق وقاتل الأطفال شيئاً مشتركاً، وكان قلقاً لأن فلسطين تحوّلت الى همّ يشغل الشارع الفرنسي والأوروبي، وهو رئيس الأكاديمية الفرنسية. وأجمل الأمهات تبتسم واثقة يقينها لا شك فيه، لأن الكرامة أغلى ما في الدنيا تملأ قلبها، والثقة بصواب إيمانها وخيارها ليس مهنة تخاف عليها، ولا جائزة تسعى لنيلها.
– سنبقى نقرأ لأمين معلوف فهو بارع في الكتابة، وهذا هو النجاح المهنيّ، لكننا سنبقى نصدق هدى حجازي لأنها تملك يقين قلوبنا وعقولنا، وتلك هي مهمة الثقافة وتلك هي وظيفة الفلسفة.
.
أقرأ ايضا:
أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي
وإذا أراد الأميركي وقف العمليات ضده عليه وقف العدوان على غزة
#إِنّ_إِسْرائيلَ_تَجْنِي_فِي_جُنُونْ
ترويج الهدنة لشراء الوقت للعملية البرية وتنفيذها رهن بالفشل
الاحتلال الاستيطاني لفلسطين: طوفان الأقصى ليس من فراغ
مسؤول يمني كبير يكشف الأسلحة المستخدمة بقصف ‘إسرائيل’
المنهج الجديد في تربية الطفل
الشيعة وفلسطين _ الحلقة الاولى_ قراءة في عملية طوفان الاقصى
بناء المجتمع في دولة أمير المؤمنين عليه السلام
الثورة الإسلامية والغزو الثقافي
رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk
رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU
رابط الدعوة ايتا :
الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah
#طوفان_الأقصى
#חרבות_הברזל
#أوهن_من_بيت_العنكبوت
#יותר_חלשה_מקורי_עכביש
#حـان_وقـت_رحيـلكـم
#הגיע_הזמן_שתעזוב