201
ومتاعه فان كانت المرأة لتنازع ثوبها عن ظهرها حتى تغلب عليه فيذهب به منها . قال ابومخنف – حدثني زهير بن عبدالرحمان الخثعمى ان سويد بن عمرو بن أبي المطاع كان صرع فاثخن فوقع بين القتلى مثخنا فسمعهم يقولون : قتل الحسين . فوجد فاقة فاذا معه سكين وقد أخذ سيفه ، فقاتلهم بسكينه ساعة ، ثم انه قتل : قتله عروة بن بطار التغلبي ، وزيد بن . رقاد الجنبى وكان آخر قتيل . قال أبومخنف – حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال انتهيت إلى علي بن الحسين بن علي الاصغر وهو منبسط على فراش له وهو مريض ، واذا شمر بن ذي الجوشن في رجالة معه يقولون : الا نقتل هذا . قال : فقلت : سبحان الله أنقتل الصبيان انما هذا صبي ؟ قال : فما زال ذلك دأبى أدفع عنه كل من جاء حتى جاء عمر بن سعد فقال : الا لا يدخلن بيت هؤلاء النسوة أحد ، ولا يعرضن لهذا الغلام المريض ، ومن أخذ من متاعهم شيئا فليرده عليهم ، قال : فوالله ما رد احد شيئا قال : فقال علي بن الحسين : جزيت من رجل خيرا فوالله لقد دفع الله عني بمقالتك شرا قال : فقال الناس لسنان بن أنس : قتلت حسين بن علي وابن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، قتلت أعظم العرب خطرا جاء إلى هؤلاء يريد أن يزيلهم عن ملكهم ، فأت امرائك ، فاطلب ثوابهم ، وانهم لو اعطوك بيوت اموالهم في قتل الحسين كان قليلا ، فاقبل على فرسه وكان شجاعا شاعرا وكانت به لوثة فاقبل حتى وقف على باب فسطاط عمر بن سعد ثم نادى
باعلى صوته :
202
او قرر كابي فضة وذهبا * انا قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس اما وأبا * وخيرهم اذ ينسبون نسبا فقال عمر بن سعد : أشهد انك لمجنون ، ما صحوت قط، ادخلوه على فلما ادخل حذفه بالقضيب ثم قال : يا مجنون اتتكلم بهذا الكلام ؟ اما والله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك . قال : وأخذ عمر بن سعد عقبة بن سمعان وكان مولى للرباب بنت امرئ القيس الكلبية وهي ام سكينة بنت الحسين فقال له : ما أنت ؟ قال : انا عبد مملوك ، فخلى سبيله فلم ينج منهم أحد غيره الا ان المرقع بن ثمامة الاسدى كان قد نثر نبله وجثى على ركبتيه فقاتل ، فجاءه نفر من قومه فقالوا له أنت آمن اخرج الينا ، فخرج اليهم . فلما قدم بهم عمر بن سعد على ابن زياد وأخبره خبره سيره إلى الزارة ، قال : ثم ان عمر بن سعد نادى في اصحابه من ينتدب للحسين ويوطئه فرسه ؟ فانتدب عشرة منهم اسحاق بن حيوة الحضرمى وهو الذي سلب قميص الحسين فبرص بعد ، وأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمى فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتىرضواظهره وصدره ، فبلغني أن أحبش بن مرثد بعد ذلك بزمان أتاه سهم غرب وهو واقف في قتال ففلق قلبه فمات ، قال : فقتل من اصحاب الحسين ( ع ) اثنان وسبعون رجلا ، ودفن الحسين واصحابه أهل الغاضرية من بني اسد بعد ما قتلوا بيوم ، وقتل من اصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلا سوى الجرحى ، فصلى عليهم عمر بن سعد ودفنهم . قال : وما هو الا ان قتل الحسين فسرح برأسه من يومه ذلك مع خولى بن يزيد وحميد بن مسلم الازدى إلى عبيدالله بن زياد ، فاقبل به خولى فأراد
203
القصر فوجد باب القصر مغلقا ، فأتى منزله فوضعه تحت أجانة في منزله وله امرأتان : امرأة من بني اسد ، والاخرى من الحضرميين يقال له النوار ابنة مالك بن عقرب ، وكانت تلك الليلة ليلة الحضرمية . قال هشام : فحدثني أبي عن النوار بنت مالك قالت : أقبل خولى برأس الحسين فوضعه تحت اجانة في الدار ثم دخل البيت فأوى إلى فراشه فقلت له : ما الخبر ما عندك ؟ قال : جئتك بغنى الدهر ، هذا رأس الحسين معك في الدار ، قالت : فقلت ويلك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ، لا والله لا يجمع رأسى ورأسك بيت أبدا ، قالت : فقمت من فراشى فخرجت إلى الدار ، فدعا الاسدية فأدخلها اليه ، وجلست انظر قالت فوالله ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الاجانة ، ورامت طيرا بيضا ترفرف حولها ، قال : فلما أصبح غدا بالرأس إلى عبيدالله بن زياد ، واقام عمر بن سعد يومه ذلك والغد ، ثم امر حميد بن بكير الاحمرى ، فاذن في الناس بالرحيل إلى الكوفة ، وحمل معه بنات الحسين واخواته ومن كان معه من الصبيان وعلي بن الحسين مريض . قال ابومخنف – فحدثني ابوزهير العبسى عن قرة بن قيس التميمى قال : نظرت إلى تلك النسوة لما مررت بحسين واهله وولده صحن ولطمن وجوههن ، قال : فاعترضتهن على فرس فما رايت منظرا من نسوة قط كان احسن من منظر رأيته منهن ذلك ، والله لهن احسن من مهى يبرين قال فما نسيت من الاشياء لا أنسى
قول زينب ابنة فاطمة حين مرت باخيها الحسين صريعا وهي تقول :