الرئيسية / زاد الاخرة / كتاب معرفة الله – السيّد محمّد حسين‌ الحسيني الطهراني قدّس سرّه

كتاب معرفة الله – السيّد محمّد حسين‌ الحسيني الطهراني قدّس سرّه

إمكانيّة‌ رؤية‌ الله‌ تعالي‌ ولقائه‌ من‌ قبل‌ المؤمنين‌ الصالحين‌

أَعُوذُ بِاللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمَ

بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحيم‌

وَصَلَّي‌ اللَهُ عَلَی سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ

وَلَعْنَةُ اللَهِ عَلَی أعْدَائِهِمْ أجْمَعينَ مِنَ الآنَ إلَی قِيامِ يَوْمِ الدِّينِ

وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ العَلي‌ِّ العَظِيمِ

التفسير الوارد في‌ «الميزان‌» لآية‌: فَمَن‌ كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ
قَالَ اللَهُ الحَكِيمُ فِي‌ كِتَابِهِ الكَرِيمِ:

قُلْ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَي‌’´ إلَی أَنـَّمَآ إِلَـ’هُكُمْ إِلَـ’هٌ وَ حِدٌ فَمَن‌ كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـ’لِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.

( الآية‌ 110، من‌ السورة‌ 18: الكهف‌ ).

قال‌ حضرة‌ أُستاذنا الاكرم‌ آية‌ الحقّ والعرفان‌ وسند العلم‌ والإيقان‌: آية‌ الله‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ تغمده‌ الله‌ بأعلي‌ رضوانه‌، ورفع‌ درجته‌ بما لا يدرك‌ به‌ عقل‌ بشر ولا مَلَك‌ ولا جنّ ولا أحد سوي‌ ذاته‌ الاقدس‌، في‌ تفسيره‌ لهذه‌ الآية‌ الكريمة‌:

« الآية‌ خاتمة‌ السورة‌ وتلخّص‌ غرض‌ البيان‌ فيها وقد جمعت‌ أُصول‌ الدين‌ الثلاثة‌ وهي‌ التوحيد والنبوّة‌ والمعاد فالتوحيد ما في‌ قوله‌: أَ نَّمَآ إِلَـ’هُكُمْ إِلَـ’هٌ وَ حِدٌ. والنبوّة‌ ما في‌ قوله‌: إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَي‌’´ إلَی، وقوله‌: فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـ’لِحًا إلی آخره‌. والمعاد ما في‌ قوله‌: فَمَن‌ كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ.

قوله‌ تعالي‌: قُلْ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَي‌’´ إلَی أَنَّمَآ إِلَـ’هُكُمْ إلَـ’هٌ وَ حِدٌ. القصر الاوّل‌ قصره‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ في‌ البشريّة‌ المماثلة‌ لبشريّة‌ الناس‌ لا يزيد عليهم‌ بشي‌ء ولا يدّعيه‌ لنفسه‌ قبال‌ ما كانوا يزعمون‌ أ نّه‌ إذا ادّعي‌ النبوّة‌ فقد ادّعي‌ كينونة‌ إلهيّة‌ وقدرة‌ غيبيّة‌، ولذا كانوا يقترحون‌ عليه‌ بما لا يعلمه‌ إلاّ الله‌ ولا يقدر عليه‌ إلاّ الله‌، لكنّه‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ نفي‌ ذلك‌ كلّه‌ بأمر الله‌ عن‌ نفسه‌ ولم‌ يثبت‌ لنفسه‌ إلاّ أ نّه‌ يوحي‌ إليه‌.

والقصر الثاني‌ قصر الإله‌ الذي‌ هو إلههم‌ في‌ إله‌ واحد وهو التوحيد الناطق‌ بأنّ إله‌ الكلّ إله‌ واحد.

وقوله‌: فَمَن‌ كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ إلی آخره‌، مشتمل‌ علی إجمال‌ الدعوة‌ الدينيّة‌ وهو العمل‌ الصالح‌ لوجه‌ الله‌ وحده‌ لا شريك‌ له‌ وقد فرّعه‌ علی رجاء لقاء الربّ تعالي‌ وهو الرجوع‌ إليه‌ إذ لولا الحساب‌ والجزاء لم‌ يكن‌ للاخذ بالدين‌ والتلبّس‌ بالاعتقاد والعمل‌ موجب‌ يدعو إليه‌، كما قال‌ تعالي‌: إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن‌ سَبِيلِ اللَهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ. [1]

وقد رتّب‌ علی الاعتقاد بالمعاد العمل‌ الصالح‌ وعدم‌ الإشراك‌ بعبادة‌ الربّ، لانّ الاعتقاد بالوحدانيّة‌ مع‌ الاشتراك‌ في‌ العمل‌ متناقضان‌ لا يجتمعان‌ فالإله‌ تعالي‌ لو كان‌ واحداً فهو واحد في‌ جميع‌ صفاته‌ ومنها المعبوديّة‌ لا شريك‌ له‌ فيها.

وقد رتّب‌ الاخذ بالدين‌ علی رجاء المعاد دون‌ القطع‌ به‌، لانّ احتماله‌ كاف‌ في‌ وجوب‌ التحذّر منه‌ لوجوب‌ دفع‌ الضرر المحتمل‌، وربّما قيل‌: إنّ المراد باللقاء لقاء الكرامة‌ وهو مرجو لا مقطوع‌ به‌.

وقد فرّع‌ رجاء لقاء الله‌ علی قوله‌: أَ نَّمَآ إِلَـ’هُكُمْ إِلَـ’هٌ وَ حِدٌ، لانّ رجوع‌ العباد إلی الله‌ سبحانه‌ من‌ تمام‌ معني‌ الاُلوهيّة‌، فله‌ تعالي‌ كلّ كمال‌ مطلوب‌ وكلّ وصف‌ جميل‌ ومنها فعل‌ الحقّ والحكم‌ بالعدل‌ وهما يقتضيان‌ رجوع‌ عباده‌ إليه‌ والقضاء بينهم‌، قال‌ تعالي‌:

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَآءَ وَالاْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَـ’طِلاً ذَ لِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـ’لِحَـ’تِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي‌ الاْرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ. [2]

في‌ « الدرّ المنثور » أخرج‌ ابن‌ مندة‌ وأبو نعيم‌ في‌ الصحابة‌ وابن‌ عساكر من‌ طريق‌ السدي‌ّ الصغير عن‌ الكلبي‌ّ، عن‌ أبي‌ صالح‌، عن‌ ابن‌ عبّاس‌ قال‌: كان‌ جندب‌ بن‌ زهير إذا صلّي‌ أو صام‌ أو تصدّق‌ فذكر بخير ارتاح‌ له‌ فزاد في‌ ذلك‌ لمقالة‌ الناس‌ فلامه‌ الله‌ فنزل‌ في‌ ذلك‌: فَمَن‌ كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـ’لِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا».

وورد نحو منه‌ في‌ عدّة‌ روايات‌ أُخر من‌ غير ذكر الاسم‌ وينبغي‌ أن‌ يحمل‌ علی انطباق‌ الآية‌ علی المورد، فمن‌ المستبعد أن‌ يُنزل‌ خاتمة‌ سورة‌ من‌ السور لسبب‌ خاصّ بنفسها.

وفيه‌ عن‌ أبي‌ حاتم‌، عن‌ سعيد بن‌ جبير في‌ الآية‌ قال‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌: إنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ؛ فَمَنْ أَشْرَكَ مَعِي‌ فِي‌ عَمَلِهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِي‌ تَرَكْتُ العَمَلَ كُلَّهُ لَهُ، وَلَمْ أَقْبَلْ إلاَّ مَا كَانَ لِي‌ خَالِصاً. ثُمَّ قَرَأَ النَّبِي‌ُّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ: «فَمَن‌ كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـ’لِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا».

وفي‌ « تفسير العيّاشي‌ّ » عن‌ علی بن‌ سالم‌، عن‌ أبي‌ عبدّالله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: قال‌ الله‌ تبارك‌ وتعالي‌: أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ؛ مَنْ أَشْرَكَ بِي‌ فِي‌ عَمَلِهِ لَمْ أَقْبَلْهُ، إلاَّ مَا كَانَ لِي‌ خَالِصاً!

قال‌ العيّاشي‌ّ: وفي‌ رواية‌ أُخري‌ عنه‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: إنَّ اللَهَ يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ؛ مَنْ عَمِلَ لِي‌ وَلِغَيْرِي‌ فَهُوَ لِمَنْ عَمِلَ لَهُ دُونِي‌.

وفي‌ « الدرّ المنثور » أخرج‌ أحمد وابن‌ أبي‌ الدنيا وابن‌ مردويه‌ والحاكم‌ وصحّحه‌، والبيهقي‌ّ عن‌ شدّاد بن‌ أوس‌ قال‌: سمعت‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ يقول‌:

مَنْ صَلَّي‌ يُرَائِي‌ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرَائِي‌ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرَائِي‌ فَقَدْ أَشْرَكَ؛ ثُمَّ قَرَأَ: «فَمَن‌ كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ» الآية‌.

وفي‌ « تفسير العيّاشي‌ّ » عن‌ زرارة‌ وحمران‌، عن‌ أبي‌ جعفر وأبي‌ عبد الله‌ عليهما السلام‌ قالا:

لَوْ أَنَّ عَبْداً عَمِلَ عَمَلاً يَطْلُبُ بِهِ رَحْمَةَ اللَهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، ثُمَّ أَدْخَلَ فِيهِ رِضَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ كَانَ مُشْرِكاً.

والروايات‌ في‌ هذا الباب‌ من‌ طرق‌ الشيعة‌ وأهل‌ السنّة‌ فوق‌ حدّ الإحصاء، والمراد بالشرك‌ فيها الشرك‌ الخفي‌ّ غير المنافي‌ لاصل‌ الإيمان‌، بل‌ لكماله‌، قال‌ تعالي‌: وَمَا يُوْمِنُ أَكْثَرُهُم‌ بِاللَهِ إِلاَّ وَهُم‌ مُّشْرِكُونَ.[3] فالآية‌ تشمله‌ بباطنها لا بتنزيلها.

وفي‌ « الدرّ المنثور » أخرج‌ الطبراني‌ّ وابن‌ مردويه‌ عن‌ أبي‌ حكيم‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌:

لَوْ لَمْ يَنْزِلْ عَلَی أُمَّتِي‌ إلاَّ خَاتِمَةُ سُورَةِ الكَهْفِ لَكَفَتْهُمْ.

أقول‌: تقدّم‌ وجهه‌ في‌ البيان‌ السابق‌. تَمَّ وَالحَمْدُ لِلَّهِ».[4]

إمكان‌ لقاء الله‌ منحصر في‌ التوحيد الخالي‌ من‌ شوائب‌ الشرك‌
ومحصّل‌ الكلام‌، أنّ هذه‌ الآية‌ الكريمة‌ والروايات‌ الواردة‌ في‌ تفسيرها تُفهمنا أنّ لقاء الله‌ وزيارته‌ تكون‌ ممكنة‌ فقط‌، للذين‌ آمنوا بالله‌ ولم‌ يُشركوا به‌ أحداً بأي‌ّ وجه‌ من‌ الوجوه‌، سواء أكان‌ ذلك‌ ظاهراً أم‌ باطناً، ولا في‌ مقام‌ الوجود والذات‌، ولا في‌ مقام‌ الاسم‌ والصفة‌، ولا في‌ مقام‌ الفعل‌ والعمل‌، بل‌ أن‌ يُؤْثِروا الله‌ وحده‌، ويعتبرونه‌ المؤثّر الوحيد، إذ: لا مُوَثِّرَ في‌ الوُجودِ إلاّ اللَهُ[5]، لا في‌ منهاج‌ الشرك‌ الظاهر، ولا الباطن‌.

ومعني‌ الشرك‌، إعطاء صفة‌ التدخّل‌ لعمل‌ الغير في‌ عمل‌ الله‌. فمثلاً، اعتبار الذهاب‌ إلی الطبيب‌ واستعمال‌ الدواء والتعافي‌، يعتبر شركاً، إذا لوحظ‌ ذلك‌ من‌ منظار التأثير الاستقلالي‌ّ، وإن‌ كان‌ ذلك‌ بمعيّة‌ الله‌. وإذا لوحظ‌ ذلك‌ من‌ منظار أنّ الطبيب‌ محكوم‌ بأمر وإرادة‌ الله‌، وأنّ الدواء أيضاً محكوم‌ بتأثير وأمر الله‌، وأنّ الحصول‌ علی الشفاء، هو بأمر الله‌ ومشيئته‌، فإنّ ذلك‌ هو ما يسمّي‌ بالتوحيد، إذ لا توجد فيه‌ شائبة‌ شرك‌ أبداً.

وعلي‌ المؤمن‌ أن‌ ينفي‌ جميع‌ المؤثّرات‌ الاستقلاليّة‌ التي‌ كان‌ يعتبرها من‌ قبل‌ فاعلة‌، ويطرد ذلك‌ عن‌ نفسه‌ وداخله‌ في‌ سبيل‌ الوصول‌ إلی الله‌، حتّي‌ يتسنّي‌ له‌ زيارة‌ الله‌ كما ينبغي‌ له‌، وإلاّ فإنّ ذلك‌ ليس‌ الله‌ حتّي‌ وإن‌ رآه‌ من‌ وراء حجاب‌ الخيال‌ والوهم‌.

والآن‌، فهل‌ كانت‌ تلك‌ العجوز تعلم‌ حقّاً، أنّ الله‌ موجود أم‌ لا؟ نعم‌، كانت‌ تعلم‌ ومن‌ خلال‌ مغزلها، بل‌ كانت‌ علی يقين‌ من‌ ذلك‌، ولكن‌ من‌ وراء ألف‌ حجاب‌. إنّ دين‌ العجائز ذلك‌، ينفع‌ العجائز أنفسهنّ، لا السالكين‌، فرُبّ شخص‌ جالس‌ وراء بوّابة‌ المدينة‌ العالي‌ وسورها، وهو يعلم‌ أنّ ما يصدر من‌ المدينة‌ من‌ أصوات‌ وضوضاء، دليل‌ علی وجود سكنة‌ فيها، إلاّ أنّ ذلك‌ يختلف‌ كثيراً عمّن‌ تسوّر ذلك‌ الجدار ونظر إلی المدينة‌ بمنظار قوي‌ّ، وأفضل‌ من‌ هذا وذاك‌، من‌ فتح‌ بوّابة‌ المدينة‌، وسار في‌ شوارعها وأزقّتها وأسواقها ومساجدها، ثمّ دخل‌ المساجد والمدارس‌، وتعرّف‌ علی أفرادها، واستعلم‌ من‌ العلماء والمدرّسين‌ والطلاّب‌ عن‌ مناهجهم‌ الدراسيّة‌، وتعرّف‌ علی معابدها ومدارسها والمستوي‌ العلمي‌ّ لعلماء العرفان‌ فيها، ومساحة‌ مصلاّهم‌، وهل‌ يتبع‌ سكنتها النصائح‌ الإسلاميّة‌ في‌ الطبّ، أم‌ أ نّهم‌ بحاجة‌ إلی مستشفي‌ ومستوصف‌ وطبيب‌ ودواء؟

فما الفرق‌ إذاً بين‌ الشخص‌ الواقف‌ وراء الجدار، وذلك‌ الذي‌ دخل‌ المدينة‌ وتعرّف‌ علی أهلها واستأنس‌ إلی أصحابها؟ الحقّ، إنّ الفرق‌ بينهما، كالبعد بين‌ المشرق‌ والمغرب‌، وإن‌ كان‌ هذان‌ الشخصان‌ أخوين‌ جلسا في‌ مكان‌ واحد، وكانا يعيشان‌ في‌ زمان‌ واحد، وينحدران‌ من‌ أصل‌ واحد، ونسب‌ وسبب‌ مشتركين‌.

فلنخرج‌ الآن‌ من‌ دين‌ العجائز ومن‌ التعرّف‌ علی البعير بالبعرة‌ وبها كذلك‌ علی الحيوان‌ الحي‌ّ، وعلينا الاستزادة‌ من‌ المعلومات‌، وذلك‌ أنّ هذا النوع‌ من‌ المعارف‌، خاصّ بالضعفاء، وبالمعرفة‌ الإجماليّة‌ دون‌ التفصيليّة‌. فعلينا الحصول‌ علی المعرفة‌ التفصيليّة‌، وأن‌ نتأسّي‌ بأمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، وعلينا البحث‌ في‌ « نهج‌ البلاغة‌ » و « التوحيد » للصدوق‌.

شاهد أيضاً

قائد الثورة الاسلامية: أهم مهمة الحوزة العلمية هو توفير الارضية للحضارة الاسلامية الجديدة

 أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة الامام السيد علي الخامنئي، في رسالة إلى المؤتمر الدولي بمناسبة ...