أعلن أمين عام «الاتحاد الدولي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود ، في أول حديث صحفي له بعد انتخابه أمينًا عامًا ، أن مقاومة العدو الصهيوني والتصدي للجماعات الإرهابيةالتكفيرية ومواجهة الفتنة هي علي رأس أولويات الاتحاد ، معربًا عن ثقته بأن الفتنة ستبوء بالفشل، واصفًا ما يسمي بـ«التحالف الدولي ضد داعش» بأنه «كذبة كبيرة».
و أوضح الشیخ حمود أن تشکیل هذا الاتحاد هو خطوة أولی من الخطوات الواجبة فی مواجهة الفتنة المذهبیة التی تعمل علی إثارتها وتنفق علیها مواقع القرار الدولیة من خلال التنظیم الإرهابی التکفیری «داعش» وأمثاله،
ومن خلال الصد عن المقاومة ومحاولات تشویه صورتها فی لبنان وفلسطین من خلال وصفها بالمذهبیة وما إلی ذلك . وقال: ‘صحیح أن قدراتنا وإمکانیاتنا أقل بکثیر، فی مقابل هذه المؤامرة الکبیرة والواسعة الانتشار لکننا علی ثقة بأننا نقوم بالواجب الشرعی الملقی علی عاتقنا ونعلم أن هذه الفتنة هی من عمل ونتیجة عمل الشیاطین ونعلم بأن الحق بإذن الله معنا فلا بد أن ینتصر الحق’ (مستشهدًا بقوله تعالی: «إن کید الشیطان کان ضعیفًا» .
وأضاف الشیخ حمود: ‘نحن نری أنه رغم تضافر کل قوی الشر علینا إلا أن هذا الشر وهذا الشیطان وهذا العمل الشیطانی المتمثل بالفتنة المذهبیة سیبوء بالفشل إن شاء الله تعالی،ونأمل أن یکون لهذا الاتحاد دور فی إحقاق الحق وإبطال الباطل’ .
وردًا عن سؤال أشار الشیخ حمود إلی أن «الاتحاد الدولی لعلماء المقاومة» سیعمل لدعم المقاومة فی اتجاهین الأول فی مواجهة العدو الصهیونی والثانی فی مواجهة العابات الإرهابیة التکفیریة ، و قال فی هذا السیاق : ‘لا شک أن مقاومة العدو الصهیونی والتصدی للجماعات الإرهابیة التکفیریة ومواجهة الفتنة علی رأس أولویات «الاتحاد».
وإذ أشاد بالانتصار العظیم والممیز والتاریخی الذی حققته المقاومة الفلسطینیة فی غزة أخیرًا أکد أن أحدًا لا یستطیع ولا یجرؤ علی أن ینکر دعم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وحزب الله ودورهما فی هذا الانتصار،
وقال: ‘نحن هنا لیس هدفنا المن لا سمح الله علی المجاهدین، فما قدموه من تضحیات من دمائهم وأبنائهم وبیوتهم هو أکبر بکثیر من المال والسلاح، لکن عدم ذکر دور السلاح الإیرانی والدعم الإیرانی أبدًا وبالمطلق تقریبًا خلال الحدیث عن النصر إنما یدل علی خلل کبیر فی عقلیة الأمة،
ومعنی ذلك أن المتحدث عن هذا الدعم إما یخشی من الجمهور وإما لا یعترف به وعلی الحالین الأمر فیه مشکلة حقیقیة وهذه المشکلة دعت وتستدعی للتفکر فی حال الأمة’. و أضاف الشیخ حمود: ‘إذا کان هناک خلاف حول توصیف ما یحصل فی سوریا أو أین یجب أن تکون المقاومة،
مع المسلحین المتمردین أو مع السلطة التی دعمت المقاومة وإذا کان هناک خلاف هل هناک خلاف علی أن هذا الانتصار ما کان لیتحقق أو یحصل لولا هذا الدعم الممیز، حیث أن الجمیع أغلق خزائنه وأبوابه أمام هذه المقاومة إلا إیران وسوریا، هذا الأمر أتصور کان فی خلفیة المؤتمر (الـتأسیسی الذی عقد فی بیروت نتج عنه ولادة «الاتحاد الدولی لعلماء المقاومة») وفی خلفیة الکلمات التی ألقیت فیه’ .
و رأی أن إغفال الدور الإیرانی والسوری فی دعم المقاومة والانتصار فی غزة ‘یدلنا علی أن المشکلة کبیرة، وعسی أن تساعدنا الظروف فی تبیان الأمور ووضعها فی نصابها، وفصل الخلاف المذهبی الذی مضی علیه قرون من الزمن عن الخلاف السیاسی الذی یجب ألا یمنعنا من التعاون فی وجه إسرائیل خاصة والقوی الاستکباریة عامة’.
وحول ما یسمی بـ«التحالف الدولی ضد داعش» قال : ‘معلوم لدی أی مراقب وحتی المراقب البسیط أن «داعش» وهذه المظاهر قد مُدت بکل أنواع الدعم ومن أمیرکا والمعسکر التابع لها، وبالتالی فإننا نعلم تمامًا أن ما قالوا إنه «حلف بوجه داعش» هو کذبة کبیرة’، لافتًا إلی أن الطیران الحربی التابع لهذا «التحالف» یقصف فی یوم ما مصفاة نفط سوریة، بزعم أنها مرکز لـ«داعش»،
وفی یوم آخر یلقی مساعدات عسکریة للأکراد یستلمها «الدواعش» بزعم أن ذلک حصل خطأً وفی یوم آخر یضربون المدنیین ویعتذرون. وقال الشیخ ماهر حمود: ‘واضح أن الأمر یشبه موضوع العراق کیف قدموا إلی هذا البلد وکیف ضربوا المدنیین وقالوا أخطأنا، وقبل ذلك نذکر تمامًا طائرة الرکاب المدنیة الإیرانیة التی أسقطتها البحریة الأمیرکیة فی العام 1988 أثناء رحلتها من الإمارات إلی إیران،
وأدی ذلك إلی مقتل حوالی 200 راکب کانوا علی متنها، ثم قالوا إن الأمر کان خطأ، وضربوا ملجأ المدنیین فی العامریة فی بغداد وقالوا کان خطأ… هذه الطریقة الأمیرکیة فی إرسال الرسائل باتت واضحة’ .
و أضاف ایضا : ‘المؤامرة التی حصلت علی إیران والعراق وعلی لبنان تتکرر الیوم (فی سوریا) دائمًا کانوا یرتکبون أمورًا ویدعون إنها تحت عنوان الخطأ.. هذا دلیل علی أن موضوع «التحالف» لن یکون صحیحًا.. نحن لا نصدق الأمیرکی ونعلم تمامًا أن هدفه الرئیسی هو أمن «إسرائیل» وفرص الأمن الإسرائیلی تزداد طالما هناک خصومة بین أطراف معینین فی الساحة الإسلامیة والعربیة وهو ما یریدونه،
وبالتالی طبعًا یریدون إشغال المقاومة بالفتن وتوجیه الاتهامات لها، وقد قال (السفیر الأمیرکی السابق فی لبنان جیفری) فیلتمان فی یوم قریب «إننا دفعنا المبلغ المرقوم من أجل تشویه صورة المقاومة فی لبنان» ولولا الـ«ویکیلیکس» ما علمنا هذه المعلومة الخطیرة’.