ب – في زيارة قبر النبي ( ص ) وقبور الأنبياء والصالحين :
قال ما نصه : ليس عن النبي ( ص ) في زيارة قبره ولا قبر
الخليل حديثا ثابتا أصلا . ( كتاب الزيارة 12 – 13 )
وقال : ” والأحاديث الكثيرة المروية في زيارة قبره كلها
ضعيفة بل موضوعة لم يرو الأئمة ولا أصحاب السنن
المتبعة منها شيئا ” . ( كتاب الزيارة : 22 ، 38 )
ومع قوله هذا فهو ينقل بين الموضعين الحديث
الصحيح الذي رواه ابن ماجة والدارقطني في سننه أيضا عن
رسول الله ( ص ) أنه قال : ” من زارني بعد مماتي كأنما زارني
في حياتي ” ! ! لكنه يعود فيتنكر له ويقول : لم يرو أحد من
الأئمة في ذلك شئ ولا جاء فيه حديث في السنن ! !
ج – في التفسير وأسباب النزول :
قال : حديث علي في تصدقه بخاتمه في الصلاة موضوع
باتفاق أهل العلم . ( مقدمة في أصول التفسير : 31 ، 36 )
ثم تكلم عن التفاسير فقال : أما التفاسير التي في أيدي
الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري فإنه يذكر
مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل
عن المتهمين .
ونحو هذا قاله في تفسير البغوي أيضا .
( مقدمة في أصول
التفسير : 51 )
لكن الطبري روى هذا الحديث من خمسة طرق
بأسانيدها الثابتة عند تفسير الآية : * ( إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * .
( المائدة : 55 )
ورواها البغوي أيضا بل أجمع على روايتها أصحاب
التفاسير قاطبة ، فانظر هذه الآية في تفسير الطبري والبغوي
والزمخشري والرازي وأبي السعود والنسفي والبيضاوي
والقرطبي والسيوطي والشوكاني والآلوسي وأسباب النزول
للواحدي .
د – في جواز لعن يزيد بن معاوية أو عدم جوازه :
ينقل حديث الإمام أحمد بن حنبل فيقول : قيل للإمام
أحمد : أتكتب حديث يزيد ؟
فقال : لا ، ولا كرامة ، أوليس هو الذي فعل بأهل الحرة ما
فعل ؟ !
وقيل له : إن قوما يقولون : إنا نحب يزيد .
فقال : وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ !
فقال له ابنه صالح : لم لا تلعنه ؟
فقال الإمام أحمد : ومتى رأيت أباك يلعن أحدا .
انتهى .
( رأس الحسين : 205 )
لكن الحق أن حديث الإمام أحمد لم ينته بعد ، وإنما له
تتمة صرح فيها بلعن يزيد . . والحديث بتمامه رواه أبو الفرج
ابن الجوزي وغيره ، فيه :
فقال أحمد : ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه ؟ !
فقيل له : وأين لعن الله يزيد في كتابه ؟
فقرأ أحمد قوله تعالى : * ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا
في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم
وأعمى أبصارهم ) * ثم قال : فهل يكون فساد أعظم من
القتل ؟ ! ( الرد على المتعصب العنيد لابن الجوزي : 16 ، الإتحاف بحب
الأشراف للشبراوي 63 ، 64 )
وعلى هذه الطريقة مضى مع أحاديث الرسول والسلف
وتكذيبا وتزويرا كلما جاء الحديث بخلاف رأيه وهواه . وفي
الفقرات اللاحقة شواهد أخرى من كلامه وتعامله مع
الحديث .
فهذا هو الموقع الحقيقي للحديث عند ابن تيمية .