الرئيسية / من / طرائف الحكم / مأساة الزهراء عليها السلام

مأساة الزهراء عليها السلام

ونقول:
إننا لسنا بحاجة إلى التأكيد على أن ما يلزمنا من التراث هو ما ثبت لدينا بالأدلة العلمية الصحيحة، والقاطعة للعذر، على نحو يفرض علينا التمسك به، والدفاع عنه، وعدم السماح لأي كان بالمساس به، من حيث أنه يمثل حقيقة دينية وإسلامية.
وأما بالنسبة لكتاب سليم، فقد قلنا: إن وثاقة مضمونه عندنا – وهو عند غيرنا من العلماء كذلك – لا تعني أن ذلك لأجل كونه تراثيا، بل لأجل ثبوت ذلك بالدليل.
وقد غاب عن هؤلاء: أننا في نفس الوقت الذي أكدنا فيه على قبولنا كتاب سليم بن قيس على أساس الدليل، فإننا ناقشنا كتاب ” مؤتمر علماء بغداد ” وكان لنا رأي تجاهه. وقد سجلناه في نفس كتابنا مأساة الزهراء (ع).
وأن منهجنا العلمي في ” كتاب مأساة الزهراء (ع) ” كما هو في سائر كتبنا يثبت حقيقة أننا أبناء الدليل كيفما مال نميل..
ونحن نقول لكل من يدعي علينا أمرا:
لا يكفي إطلاق التهم، بل لا بد من إقامة الدليل القاطع عليها، وإلا فإن من يطلقها سيكون هو المتهم الذي قد لا يستطيع إثبات براءته مما أوقع نفسه فيه.

إشارة:
هذا ونود أن نشير هنا إلى أننا حين تحدثنا عن كتاب ” مؤتمر علماء بغداد “، فإن محط نظرنا كان نفس الكتاب، من حيث أنه تأليف من؟!
وفي أي زمان ألف؟! مع إلماحة إلى بعض المطالب الواردة فيه. واعتمدنا في ذلك على النسخ المطبوعة والمنتشرة، ولعل أفضلها هي النسخة التي علق عليها الأخ العلامة الشيخ محمد جميل حمود، وطبعت تعليقاته في هوامشها، وهي – والحق يقال – تعليقات نافعة ومفيدة، وقد أتعب نفسه في جمع مصادرها والإشارة إلى الشواهد الدالة على وجود كثير من مضامين ذلك الكتاب في غيره من الكتب المعتبرة، فشكر الله سعيه، وسدد الله خطاه.
التازع في جنس الملائكة:
وقد يقال أو يشاع:
أن موضوع الكتاب هو من الأمور الهامشية التي لا أهمية لها، فلماذا نشتغل بها؟ مع أن البعض مشغول فيما هو أهم، ونفعه أعم. وهل هذا إذا من قبيل التنازع في جنس الملائكة، في حين أن الآخرين قد وصلوا إلى المريخ؟!
أليس ذلك دليل ضيق الأفق، والتحجر، والتخلف الفكري؟

ونقول:
1 – ليت شعري من الذي طرح هذا الأمر وسواه من أمور كثيرة، ولم يزل يصر عليها في وسائل إعلامه، ويصرف الجهد ويجند الطاقات المادية، والبشرية، والمعنوية للتأكيد عليها، وتكريسها؟!!
ثم هو لم يزل يتهجم على علماء الأمة ومراجعها، ويوجه إليهم شتى أنواع التهم من أجل خصوص هذه الأمور. وقد شغل الناس والعلماء بها طيلة هذه الأشهر والسنين العديدة والمديدة.
2 – إن النزاع مع هذا البعض ليس في جنس الملائكة، ولا هو من قبيله، وإنما هو في أمور حساسة وهامة، وبعضها له مساس بالإمامة، والعصمة، وبمواصفات الأنبياء (ع)، والأئمة (ع) وبدورهم، وبغير ذلك من أمور دينية..
أما قضية الزهراء (ع)، فإن هذا البعض ينكر حصول أي عنف ضدها وفي بيتها سوى التهديد الصوري بالإحراق.
وهذا على خلاف ما كان قد أعلنه في مدينة قم المشرفة، في خطبة له في حسينية الشهيد الصدر، حيث يقول فيها بالحرف الواحد: “… حفل التاريخ والحديث، وتضافرت الروايات، من أنها ضربت، وأنها أسقطت جنينها.. وأنها.. وأنها.. ” (1).

(1) هذا النص للمحاضرة نشر في مجلة: قضايا إسلامية (قم) العدد الأول:
ص 13، وهو في محاضرة مسجلة بصوته على شريط كاسيت، موجود لدى الكثيرين، وهذه الخطبة كان قد ألقاها في حسينية الشهيد الصدر في قم المقدسة بتاريخ 21 شعبان سنة 1414 أي حوالي سنة 1993 م.
ولكن مجلة رؤى ومواقف في العدد رقم: 3 ص 22 ونشرة بينات: تاريخ 16 – 5 – 1997 م قد أعادت نشر هذه الخطبة بالذات ولكن مع تغييرين، هما:
1 – جعل تاريخ المحاضرة هو سنة 1995 م بدلا من التاريخ الحقيقي خصوصا أنه لم يذهب إلى قم في تلك السنة.
2 – التغيير في العبارة والزيادة عليها بما يزيل التناقض في مواقف قائلها، ويغطي على التراجع – الذي عاد ليتراجع عنه أيضا في هذه المدة المتأخرة، فأصبحت العبارة هكذا:
” حفل التاريخ بأحاديث تنوعت (!!)، من أنها ضربت، وأسقط جنينها، وأنها، وأنها.. لكنها لا تنفي الإساءة إلى حرمتها، وحرمة بيت النبوة، بالهجوم عليه، والتهديد بإحراقه، حتى ولو كانت فاطمة (ع) في داخله ” فتبديل كلمة: ” تضافرت ” بكلمة: ” تنوعت ” واضح الهدف، فإن التضافر يفيد:
أن الروايات كلها منصبة على معنى واحد تثبته وتؤكده وهو الأمر الذي أردنا إثباته في كتاب ” مأساة الزهراء (ع)، أما كلمة: ” تنوعت ” فتفيد أن كل رواية تحكي أمرا يختلف عن غيره، فليس فيها تأكيد على أمر واحد..
وقد جاءت الزيادة في العبارة لأجل تأكيد ذلك أيضا فلاحظ وقارن فهذا التصرف والتزوير يعطينا ويؤكد لنا عدم إمكان الاعتماد على ما ينقلونه لنا. وليس هذا هو الشاهد الوحيد على ذلك. فلدينا من أمثاله الكثير..).
ولكنه قد عاد إلى الإنكار من جديد.. وأعلن ذلك في مرات عديدة، قائلا عبر إذاعة صوت الإيمان، إنه لم يعتذر ولم يتراجع، بل تكلم بما يوافق نظر الآخرين خوفا من الفتنة، مع أنه عاد بعد هدوء هذه ” الفتنة ” إلى قم وخطب خطبته هذه، والتي تضمنت ما عرفت!
الأمر الذي اضطرنا بعد تردد طويل، وبعد محاولات فتح حوار معه، ثم محاولات لحصر الموضوع في نطاق خاص، باءت كلها بالفشل – اضطرنا – إلى كتابة كتابنا: ” مأساة الزهراء (ع) شبهات وردود “.
فواجه البعض هذا الكتاب بطريقة انفعالية، وتحريضية..
ثم لم يزل ينفق الأموال، ويشجع على نشر ردود فيها الكثير من الأباطيل والأضاليل، ويعمل على تركيز مقولته تلك وترسيخها، وإبطال الظلم الذي حاق بالزهراء (ع)، وتبرئة الظالمين.
وقد أثبتنا في كتاب ” مأساة الزهراء ” (ع) ” أن هناك أزيد من هذا التهديد بالإضافة إلى أمور إيمانية أخرى تعرضنا لها إجمالا تارة وتفصيلا أخرى. كما يظهر لمن راجع الكتاب المذكور، ونظر فيه بتجرد وإنصاف.
لماذا تأخر الرد؟!
ومن المؤاخذات التي طولبنا بها قولهم: إذا كان ذلك البعض قد لهج بهذه الأمور، وسجلها في مؤلفاته منذ سنوات طويلة، فلماذا تأخرت الاعتراضات إلى هذه المدة الأخيرة..
ونجيب:
1 – إن كتابات ذلك البعض لم تكن موضع اهتمام العلماء في بحوثهم وتحقيقاتهم، لأنهم يعتبرونها مجرد كتب مطالعة لجيل
(

شاهد أيضاً

أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كتب أهل السنّة

أئمة أهل البيت (ع) في كتب أهل السنّة / الصفحات: ٢٨١ – ٣٠٠ المجد فاختار ...