الرئيسية / القرآن الكريم / الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

14) الأمثال العربية – محمد رضا المظفة
يقول الإِمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) بشأن خلقة هذه الحشرة الصغيرة:
(اِنّما ضَرَبَ اللهُ الْمَثَلَ بِالْبِعُوضَةِ لاَنَّ الْبَعُوضَةَ عَلى صِغَر حَجْمِهَا خَلَقَ اللهُ فِيهَا جَمِيعَ مَا خَلَقَ فِي الْفَيلِ مَعَ كِبَرِهِ وَزِيَادَةَ عُضْوَيْنِ آخَرَيْنِ فَأَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُنَبِّهَ بِذَلِكَ الْمُؤْمِنينَ عَلى لُطْفِ (لَطِيفِ) خَلْقِهِ وَعَجيبِ صَنْعَتِهِ).يريد الله سبحانه بهذا المثال أن يبين للمؤمنين دقّة الصنع في الخلق، التفكير في هذا الموجود الضعيف على الظاهر، والشبيه بالفيل في الواقع، يبيّن للإِنسان عظمة الخالق .

 
ولا بد لنا هنا من الإشارة إلى أن الحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان من تخوف ما يعاب به ويذم،فيقال فلان يستحي أن يفعل كذا،أي أن نفسه تنقبض عن فعله،فعلى هذا فالحياء مقولة الانفعال،فكيف يمكن نسبته إلى الله سبحانه وتعالى مع انه لا يجوز عليه التغير والتخوف والذم؟
الجواب: إن إسناد الحياء كإسناد الغضب والرضا إلى الله سبحانه فإنها جميعاً تستند إلى الله سبحانه متجردة عن إثارة المادة،ويؤخذ بنتائجها،وقد إشتهر قولهم(خذوا الغايات واتركوا المبادي) .

 
3 – شرح الآية 74 من سورة البقرة:
(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار،وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عمّا تعملون) .
جاءت الآية بعد قصة البقرة التي ذبحها بنو إسرائيل،وقد كانوا يجادلون موسى عليه السلام،بغية التملص من ذبحها،وذبحوها وما كادوا يفعلون،على حد تعبير القرآن الكريم.

 
وكان ذبح البقرة لأجل تحديد هوية القاتل الذي قام بقتل ابن عمّه غيلة وأتهم شخص آخر بقتله من بني إسرائيل،فصاروا يتدارئون ويدفعون عن أنفسهم هذه التهمة فرجعوا في أمرهم إلى موسى عليه السلام،وشاء الله أن يظهر حقيقة الأمر بنحو معجز .

 
وقد بين الباري تعالى شدة قساوة قلوبهم بقوله :
و إن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، و قوبل فيه بين الحجارة و الماء لكون الحجارة يضرب بها المثل في الصلابة ككون الماء يضرب به المثل في اللين فهذه الحجارة على كمال صلابتها يتفجر منها الأنهار على لين مائها و تشقق فيخرج منها الماء على لينه و صلابتها، و لا يصدر من قلوبهم حال يلائم الحق، و لا قول حق يلائم الكمال الواقع.

 
وأما قوله تعالى: و إن منها لما يهبط من خشية الله، و هبوط الحجارة ما نشاهد من انشقاق الصخور على قلل الجبال، و هبوط قطعات منها بواسطة الزلازل، و صيرورة الجمد الذي يتخللها في فصل الشتاء ماء في فصل الربيع إلى غير ذلك، و عد هذا الهبوط المستند إلى أسبابها الطبيعية هبوطا من خشية الله تعالى لأن جميع الأسباب منتهية إلى الله سبحانه فانفعال الحجارة في هبوطها عن سببها الخاص بها انفعال عن أمر الله سبحانه إياها بالهبوط .

 
وأما القساوة فهي:
الغلظ مع الصلابة كما في الحجر، وقساوة القلب مثل في نبوه من الاعتبار وأن المواعظ لا يؤثر فيه. و(ثم) لاستبعاد القسوة، ونحوه: ” ثم أنتم تمترون ” .

 

 

من بعد ذلك: يعني إحياء القتيل، أو جميع ما عدد من الآيات، فإنها مما توجب لين القلب. فهى كالحجارة: في قسوتها أو أشد قسوة: منها، يعني أنها في القساوة مثل الحجارة، أو زائدة عليها، أو أنها مثلها، أو مثل ما هو أشد منها قسوة كالحديد، فحذف المضاف واقيم المضاف إليه مقامه، ويعضده قراءة الجر، بالفتح عطفا على الحجارة، وإنما لم يقل أقسى، لما في (أشد) من المبالغة، والدلالة على اشتداد القسوتين، واشتمال المفضل على زيادة. و (أو) للتخيير أو للترديد، بمعنى أن من عرف حالها شبهها بالحجارة، أو بما هو أقسى منها .

 
وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله يقسي القلب، وإن أبعد الناس من الله القاسي القلب .

 
ثم قست: غلظت وجفت ويبست من الخير والرحمة قلوبكم معاشر اليهود من بعد ذلك من بعد ما تبينت الآيات الباهرات في زمن موسى والمعجزات التي شاهدتموها من محمد (صلى الله وآله وسلم) فهي كالحجارة اليابسة لا يترشح برطوبة ولا ينتفض منها ما ينتفع به اي انكم لا حق الله تؤدون ولا من اموالكم ولا من مواشيها تتصدقون ولا بالمعروف تتكرمون وتجودون ولا الضيف تقرون ولا مكروبا تغيثون ولا بشئ من الإنسانية تعاشرون وتعاملون أو أشد قسوة أبهم على السامعين اولا ثم بين ثانيا ان قلوبهم اشد قسوة من الحجارة بقوله: وإن من الحجارة لما يتفجر منه الانهار فيجئ بالخير والنبات لبني آدم وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وهو ما يقطر منه الماء دون الأنهار وقلوبكم لا يجيئ منها الكثير من الخير ولا القليل .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...