آية الصلاة على النبي (ص) في بحوث أربعة قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد. (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ([الأحزاب / 56] تشتمل هذه الآية الشريفة على جملة بحوث يلزمنا تفصيلها قدر الإمكان.
البحث الأول الآية من الآيات النازلة في أهل البيت (ع) إن هذه الآية الشريفة هي من جملة الآيات القرآنية الكثيرة النازلة في أهل البيت (ع) (1) وهم محمد (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين، وان الصلاة على الآل أيضا هي جزء من الصلاة على النبي (ص) التي أمر الله بها عباده المؤمنين في الآية نفسها كما يستفاد ذلك من الأحاديث والأخبار الكثيرة المتواترة والشهيرة المستفيضة من طرق علماء المسلمين أجمعين من الشيعة وأهل السنة، من مفسرين ومؤرخين قديما وحديثا، وسنذكر بعض تلكم الأحاديث والأخبار الواردة عن الصادق الأمين (ص) الدالة على أن الآية نازلة فيهم، وأن الصلاة على آله هي جزء من الصلاة عليه.
الإجماع على نزول الآية في أهل البيت (ع)
البحث الأول الآية من الآيات النازلة في أهل البيت (ع) إن هذه الآية الشريفة هي من جملة الآيات القرآنية الكثيرة النازلة في أهل البيت (ع) (1) وهم محمد (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين، وان الصلاة على الآل أيضا هي جزء من الصلاة على النبي (ص) التي أمر الله بها عباده المؤمنين في الآية نفسها كما يستفاد ذلك من الأحاديث والأخبار الكثيرة المتواترة والشهيرة المستفيضة من طرق علماء المسلمين أجمعين من الشيعة وأهل السنة، من مفسرين ومؤرخين قديما وحديثا، وسنذكر بعض تلكم الأحاديث والأخبار الواردة عن الصادق الأمين (ص) الدالة على أن الآية نازلة فيهم، وأن الصلاة على آله هي جزء من الصلاة عليه.
الإجماع على نزول الآية في أهل البيت (ع)
(١) نعم نزلت في أهل البيت (ع) مئات الآيات القرآنية راجع كتابنا (قبس من القرآن) ص 143 وص 342 لتعلم ذلك وتعتقده.
(١٥)
بل نزول الآية فيهم مما أجمع عليه علماء المسلمين، ولا خلاف فيه لأحد منهم وقد احتج بالإجماع على ذلك الإمام أبو الحسن الرضا (على جماعة من علماء أهل العراق وخراسان في مجلس المأمون وبمحضره بمرو، وأعترف المأمون (1) بذلك الاجتماع وأقره العلماء أيضا.
وكان احتجاج الإمام (عليهم يتضمن تفضيل عترة النبي (ص) وأهل بيته واصطفائهم على سائر الأمة الإسلامية، وقد احتج الإمام عليهم بآيات عديدة من القرآن المجيد، فكان مما احتج به عليهم أن قال، وأما الآية السابعة فقول الله عز وجل: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (قالوا (أي الصحابة): يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال (ص): اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف. فقالوا: لا. فقال المأمون:
(1) المأمون هو عبد الله بن هارون الرشيد وهو سابع خلفاء بني العباس وقد نص العلماء من المؤرخين أنه لم يكن في بني العباس أحد أعلم منه. راجع ترجمته في كتاب حياة الحيوان ج 1 ص 135 ط القاهرة دار التحرير، وكتب التأريخ كما أن له محاجاة علمية مع بعض العلماء دلت على تفوقه عليهم ومنها محاجاته مع الفقهاء – وهم أربعون فقيها – في أفضلية علي (أمير المؤمنين على الناس بعد رسول الله (ص) واعترافهم أخيرا له بالحق الذي يدين الله به. راجعها في (العقد الفريد) لابن عبد ربه الأندلسي في ج 5 ص 92 – ص 101 تحت عنوان (احتجاج المأمون على الفقهاء في فضائل علي (ط القاهرة سنة 1385 ه وقد اختصرها، وتجدها في كتاب (عيون أخبار الرضا) لشيخنا الصدوق مفصلة وكاملة ج 2 ص 185 – 2000 ونقلها عن الصدوق المجلسي في بحار ج 49 ص 189 – 208 في الجزء المختص بالإمام الرضا (فراجعها فإنها مهمة جدا.
(١٦)
وكان احتجاج الإمام (عليهم يتضمن تفضيل عترة النبي (ص) وأهل بيته واصطفائهم على سائر الأمة الإسلامية، وقد احتج الإمام عليهم بآيات عديدة من القرآن المجيد، فكان مما احتج به عليهم أن قال، وأما الآية السابعة فقول الله عز وجل: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (قالوا (أي الصحابة): يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال (ص): اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف. فقالوا: لا. فقال المأمون:
(1) المأمون هو عبد الله بن هارون الرشيد وهو سابع خلفاء بني العباس وقد نص العلماء من المؤرخين أنه لم يكن في بني العباس أحد أعلم منه. راجع ترجمته في كتاب حياة الحيوان ج 1 ص 135 ط القاهرة دار التحرير، وكتب التأريخ كما أن له محاجاة علمية مع بعض العلماء دلت على تفوقه عليهم ومنها محاجاته مع الفقهاء – وهم أربعون فقيها – في أفضلية علي (أمير المؤمنين على الناس بعد رسول الله (ص) واعترافهم أخيرا له بالحق الذي يدين الله به. راجعها في (العقد الفريد) لابن عبد ربه الأندلسي في ج 5 ص 92 – ص 101 تحت عنوان (احتجاج المأمون على الفقهاء في فضائل علي (ط القاهرة سنة 1385 ه وقد اختصرها، وتجدها في كتاب (عيون أخبار الرضا) لشيخنا الصدوق مفصلة وكاملة ج 2 ص 185 – 2000 ونقلها عن الصدوق المجلسي في بحار ج 49 ص 189 – 208 في الجزء المختص بالإمام الرضا (فراجعها فإنها مهمة جدا.
(١٦)
هذا مما لا خلاف فيه أصلا وعليه إجماع الأمة، فهل عندكم في الآل شئ أوضح من هذا في القرآن…. الخ (1) وقد عد أبن حجر في (الصواعق المحرقة) من الآيات النازلة في أهل البيت (ع) آية الصلاة على النبي (ص) فقال بما نصه: الآية الثانية قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (صح عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت هذه الآية قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى أخره ثم قال: وفي رواية للحاكم فقلنا: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى أخره. فسؤالهم بعد نزول الآية، وأجابتهم: ب اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى أخره دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد من هذه الآية وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته عقب نزولها، ولم يجابوا بما ذكر، فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به، وأنه (ص) أقامهم في ذلك مقام نفسه لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم، ومن ثم لما أدخل من في الكساء قال: اللهم إنهم مني وأنا منهم فأجعل صلاتك ورحمتك ورضوانك
(1) راجع تلك المحاجة القيمة بسندها مفصلة في كتاب (عيون أخبار الرضا) ج 1 ص 228 – 240 لشيخنا الصدوق في باب (23) ونقلها عنه الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص 43 – 46 ط استنبول والمجلسي في البحار اقتطف منها موضوع الصلاة على النبي (ص) ج 64 ص 51 واقتطف قسما اخر منها في ج 23 ص 167 و ج 92 ص 384 كما ذكر في جزء 49 ص 173 أول المحاجة وأخرها مختصرا، وروى الصدوق تلك المحاجة بتمامها أيضا في كتابة (الأمالي) المجلس 79 ص 312 ص 319 ط قم مطبعة الحكمة.
(١٧)