الرئيسية / من / طرائف الحكم / الصلاة على محمد وآله في الميزان – البغدادي 6

الصلاة على محمد وآله في الميزان – البغدادي 6

(3) إن هو إلا وحي يوحى (4) علمه شديد القوى (من أتبعه فقد هدي، ومن حاد عنه فقد هلك.
والخطب الفظيع الإصرار على المخالفة، والدؤوب في ترك السنة الثابتة، المؤكدة. دائبين في الصلاة البتراء آخذين البدعة سنة جارية وهذا مما يستاء منه نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أي استياء والعياذ بالله. انتهى.
ولما كان ثابتا – في السنة النبوية المتفق عليها – أن الآية الشريفة نازلة في أهل البيت (ع) جميعا لا في خصوص النبي (ص) فحسب، لذا سيكون سيرنا في بقية بحوث الآية على هذا الضوء المنير من هدي البشير النذير.
الحكمة في عدم اقتران الآل مع النبي (ص) في الآية ولعل من أهم الحكم التي من أجلها لم يقترن ذكر الآل مع النبي (ص) في خصوص هذه الآية الشريفة هو الاختبار والامتحان من الله تعالى للأمة في إطاعتها لنبيها صلى الله عليه وآله بعد أن أعلن الله لها في كتابه أن طاعته (ص) تماما كإطاعته جل وعلا بقوله (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ([النساء / 81]، ولعل من أهم تلك الحكم أيضا أن الآية الشريفة اكتفت بذكره (ص) دون الآل لتشير إلى أنه وإياهم كنفس واحدة، وإنه منهم وهم منه، وبذلك لابد وإن يكونوا أفضل من سائر الأمة وبهذه الحقيقة اتضح لنا جليا أن أهل البيت (ع) مع النبي (ص) وسنته كما هم مع الكتاب (لن يفترقا) فأتبعهم.
(٢٢)
البحث الثاني صلاة الله وملائكته على النبي وآله قال عز من قائل: (إن الله وملائكته يصلون على النبي (إن من حروف التوكيد بإجماع المفسرين والنحويين فالباري يخبرنا ويؤكد لنا بأنه تعالى شأنه وملائكته يصلون على النبي (ص).
معنى صلاة الله وملائكته عليه (ص) وطالما نسأل عن معنى صلاة الله على نبيه، والذي يستفاد من مجموع ما ورد في الأخبار، وما ذكره المفسرون واللغويون في معنى صلاة الله عليه (ص) هو رحمته له، والثناء عليه، والتعظيم لشأنه، وكذلك أهل بيته اللذين هم بمنزلة نفسه (1)، يشملهم ما يشمله من تلك الرحمة الخاصة

(1) اقرأ ما مر في البحث الأول في الإشارة إلى نزول الآية الشريفة فيهم جميعا، وما سيأتي من اقترانهم (ع) بالنبي (ص) في بعض الآيات القرآنية وفي السنة النبوية من أنواع الرحمة والثناء والتعظيم لهم (ع).
(٢٣)
بهم، وذلك الثناء الباهر عليهم، والتعظيم الفائق في العالمين العلوي والسفلي وفي الدارين الدنيا والآخرة لهم بما لم يحصل نظيره لغيرهم من كافة المخلوقين، ففي الدنيا بسمائها وأرضها أعلى ذكرهم وأثنى غاية الثناء عليهم، وأظهر تمام الظهور دينهم وحقهم، وأبقى إلى الأبد شريعة جدهم (ص) كما أبقى آثارهم وعلومهم خالدة ما خلد الدهر.
وفي الآخرة إعطاؤهم زيادة أجرهم وعلو درجتهم، وإبداء فضلهم بالمقام المحمود، والشفاعة المقبولة في أمتهم إلى غير ذلك من أنواع الرحمات والعنايات والتعظيمات الإلهية الربانية لهم الغير متناهية. (عطاء غير مجذوذ ([هود / 109] ومعنى صلاة الملائكة عليهم هو أنهم يثنون عليهم أحسن الثناء، ويدعون الله لهم ولشيعتهم بأزكى الدعاء ويبجلونهم بأعظم التبجيل، ذلك لأن الله أعلمهم كما أعلم كافة خلقه من الأولين والآخرين، المؤمنين والكافرين والصالحين والطالحين (1) بعظيم مقامهم عنده وقرب منزلتهم لديه كما تقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة التي هي أحسن الزيارات الجامعة متنا وسندا وكمالا (2). فبلغ الله بكم أشرف

(1) الطالح من الرجال خلاف الصالح (مجمع البحرين كتاب الحاء باب ما أوله الطاء ص 176).
(٢٤)

شاهد أيضاً

حمدان: خطة الجنرالات في شمال القطاع محكوم عليها بالفشل أمام صمودنا

قال القيادي في حماس أسامة حمدان إنّ “ما يحدث في شمال قطاع غزة إبادة جماعية ...