الرئيسية / القرآن الكريم / مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 6

مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 6

أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!
أنزل الله تبارك وتعالى على بني إسرائيل المن والسلوى فقال:
(وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبت ما رزقناكم) [البقرة: 57].
والمن: هي مادة صمغية حلوة كالعسل (1).
أما السلوى: فهو طائر السمان، ولكن بني إسرائيل لم يصبروا على هذا الطعام فقال تعالى على لسان بعض أحبارهم (يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها) فأجاب الحق على لسان موسى: (قال: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) [البقرة: 61] ويتضح من ذلك كيف أن الله فضل تلك المادة الحلوة التي تشبه العسل ولحم الطير على ما تنبت الأرض من مختلف النباتات كالفول والعدس والبصل..
ويقرر بذلك وقبل أن توجد في الحياة هذه المخابر والأجهزة المعقدة حقيقة علمية ثابتة: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير). فمن نتائج البحوث العلمية في القرنين التاسع عشر والعشرين أنه ” تتألف البروتينات المختلفة في الجسم من (22) اثني وعشرين حمضا أمينيا، كأحجار بناء أولية يمكن للجسم أن يصنع قسما منها بآليات مختلفة، أما القسم الآخر فلا يستطيع تصنيعها، وبالتالي يجب تأمينها عن طريق الغذاء، وتسمى هذه الحموض بالحموض الأمينية الأساسية وهي:
الليوسين وإلايزوليوسين، والليزين، والميثونين، والفينيل آلانين، والثريونين، والتريبتوفان، والفالين والهيستدين. واعتمادا على هذه الحموض الأمينية تقسم البروتينات إلى قسمين:
1 – بروتينات ذات قيمة حيوية كاملة: وهي التي تحوي تلك الحموض الأمينية الأساسية ومعظمها من أصل حيواني.
(١) عن كتاب كلمات القرآن تفسير وبيان.
(٣٥)

2 – بروتينات ذات قيمة حيوية ناقصة، وهي التي ينقصها بعض، أوكل الحموض الأمينية الأساسية، ومعظمها من أصل نباتي ” (1).
وهكذا يتبين لنا الميزة الهامة التي تمتازها البروتينات الحيوانية، وخاصة اللحوم عن البروتينات النباتية، باحتوائها على الحموض الأمينية الأساسية والتي لا يستطيع الانسان الاستمرار بحياته بدونها.
(1) أملية الصحة العامة للدكتور زهير حلاج.
(٣٦)

مغتسل بارد وشراب قال تعالى في كتاب الكريم:
(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الرحمين) [الأنبياء 83] وقال (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب (41) اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) [ص: 41 – 42] اختلفت الآراء حول مرض سيدنا أيوب، ولم يحدد نوع المرض بالذات لكن المهم أنه أصيب بمرض جلدي، ولنظر إلى العلاج القرآني، لقد أمره الله سبحانه وتعالى أن يضرب برجله الأرض فيخرج منها سائل بارد، فيشرب منه ويغسل جسمه به، فقال تعالى: (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) وهي آية قصيرة، لكنها تتضمن حكما بالغة وعديدة منها:
1 – حكمة السعي بطلب الدواء، والاخذ بالأسباب (اركض برجلك) إن الله قادر على شفاء سيدنا أيوب بدون أن يضرب برجله الأرض، وبدون هذا السائل، ولكن حكمته قضت ذلك، والمعجزة حاصلة سواء تم الشفاء بخروج هذا السائل من الأرض أم بدونه.
2 – الحكمة البالغة والتي تعتبر قاعدة للعلاج المثالي للأمراض الجلدية والتي أشارت إليها الآية الكريمة، هي إشراك العلاج الموضعي مع العلاج عن الطريق العام فقوله تعالى (مغتسل بارد) إشارة إلى العلاج الموضعي ” مثل المحاليل والكريمات.. ” بينما قوله (وشراب) إشارة للعلاج بالطريق العام (1).
3 – تأثير درجة الحرارة على الشفاء، فكثير من الأمراض الجلدية تتحسن.
على الحرارة المنخفضة والبرودة الموضعية (مغتسل بارد).

(1) بحث للدكتور محمد الظواهري مجلة العلم والايمان العدد (33 – 34).
(٣٧)

شاهد أيضاً

الكبائر من الذنوب

الكبائر من الذنوب – الحاج حسين الشاكري الكبائر من الذنوب الذين ضل سعيهم في الحياة ...