ومائتين ودفن بداره بها التي هي مشهده الان. (الثامن) الامام التقي الهادي أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام، أمه حديثة أم ولد، ولد بالمدينة في شهر ربيع الاخر رابعه يوم الاثنين سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، واختاره الله بسر من رأى يوم الاحد. وقال المفيد يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الاول سنة ستين ومائتين (1)، ودفن الى جانب أبيه صلوات الله عليهما. (التاسع) الامام المهدي صاحب الزمان الحجة على أهله أبو القاسم محمد ابن الحسن العسكري عجل الله فرجه، ولد بسر من رأى يوم الجمعة ليلا خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وأمه نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية (2)، وهو المتقين ظهوره وتملكه باخبار النبي (ص). اللهم انا نسألك بحقهم عليك أن تصلي عليهم أجمعين، وان تجعلنا من أتباعهم وأوليائهم وأشياعهم في الدنيا والاخرة انك حميد مجيد. (اصل) واكثر أحاديثنا الصحيحة وغيرها في أصولنا الخمسة (3) وغيرها عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الائمة الثني عشر المذكورين عليهم السلام، وكثير منها
- الارشاد: 335. 2. قال في البحار 51 / 28: وقال الشهيد رحمه الله في الدروس: ولد عليه السلام بسر من رأى يوم الجمعة ليلا خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وأمه صقيل وقيل نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية. (3) أصولنا الخمسة هي كتاب (الكافي) و (من لا يحضره الفقيه) و (مدينة العلم) و (التهذيب) و (الاستبصار)، للمحمدين الثلاثة وهم محمد بن يعقوب الكليني ومحمد بن على الصدوق ومحمد بن الحسن الطوسى رحمهم الله تعالى.
[ 45 ]
يتصل منهم بالنبي (ص)، وقل أن يتفق لنا حديث صحيح عن النبي ويكون من غير طريقهم. وهذا هو السبب في كون أحاديثنا أضعاف أحاديث العامة، حيث أن زمان أئمتنا عليهم السلام امتد زمانا ” طويلا واشتهر الاسلام وكثر في زمانهم العلماء والنقلة عنهم من المخالفين والمؤالفين، مع أن زمانهم في الاكثر زمن خوف وتقية والا لظهر عنهم أضعاف ذلك أضعافا ” مضاعفة. وزمن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لما كان الخوف فيه أقل – حيث كان آخر دولة بني أمية وأول دولة بني العباس – ظهر عنه من العلوم ما لم يظهر عن أحد قبله ولا بعده. وانما تمسكنا بهذه الائمة الاثني عشر من أهل بيت النبي عليهم السلام ونقلنا أحاديثنا وأصول ديننا عنهم لما ثبت عندنا من عصمتهم، لو جوب كون الامام معصوما ” ليؤمن وقوع الخطأ منه ويستقم النظام وتتم الفائدة بنصبه كما تقرر في الكلام، وغير هم ليس بمعصوم اجماعا “. ولما ثبت عندنا من نص كل سابق على لاحقه بالعصمة ووجوب الطاعة، بل لنص القرآن العزيز على طهارتهم وعصمتهم بآية التطهير التي قد احتوت من التأكيدات واللطائف على مالا يخفى على أهل المعاني والبيان. وقد تواتر النقل عندنا بكونهم هم المقصودون بهذه الاية. وقد روى الترمذي في الجامع عن عمر بن ابى سلمة ربيب رسول الله (ص) أنه قال: نزلت هذه الاية على رسول الله في بيت أم سلمة، فدعا النبي فاطمة وحسنا ” وحسينا ” فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا “. فقالت ام سلمة: وأنا معهم
[ 46 ]
يا رسول الله. فقال: أنت على مكانك وأنت الى خير (1). وروى نحوه احمد بن حنبل في مسنده (2) بثمان طرق مختلفة الالفاظ متفقة المعنى وأنها نزلت في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين. ونحو ذلك روى البخاري ومسلم في صحيحهما (3)، ورواه امامهم الحميدي في الجمع بين الصحيحين (4)، ورواه امامهم الثعلبي في تفسيره (5) بسبع طرق. وروى احمد بن حنبل أيضا ” في مسنده عن انس بن مالك: ان رسول الله (ص) كان يمربباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج الى الفجر ويقول: الصلاة يا أهل البيت، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (6). قال الحكام في المستدرك: هذا حديث صحيح الاسناد على شرط مسلم (7). وبالجملة لا ريب عند أحد أنهم هم المقصودون بها، كما لا شبهة في أنها نص في عصمتهم، لان التطهير هو التنزه عن الاثم والقبائح كما ذكره الامام احمد ابن فارس اللغوي صاحب (المجمل). وهذا معنى العصمة، فقد أمنا وقوع الخطأ منهم ولم نأمن وقوعه من غيرهم وثبت أن ما اهتدوا إليه هو الحق، ومن كان كذلك كان أحق بالاتباع، لقوله
- سنن الترمذي 5 / 663 وفيه (أنا معهم يا نبى الله). 2. مسند احمد بن حنبل 1 / 331 على ما في احقان الحق 2 / 502. 3. صحيح مسلم 2 / 343. 4. الجمع بين الصحيحين، الحديث 64، على ما في الاحقاق 9 / 13. 5. الثعلبي في الكشف والبيان، مخطوط على ما في الاحقاق 9 / 2 و 10. 6. مسند احمد بن حنبل 3 / 259 و 285. 7. المستدرك 3 / 158.
[ 47 ]
تعالى (أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي الا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون) (1). (اصل) ولانهم هم المقرونون بالقرآن المجيد في قول النبي صلى الله عليه وآله: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي. فقد رواه احمد بن حنبل في مسنده بثلاث طرق (2)، ورواه أيضا ” مسلم في صحيحه بثلاث طرق (3)، ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين بطريقين (4) ورواه في الجمع بين الصحاح الست، ورواه الثعلبي في تفسيره، ثم روى أيضا ” فيه عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: اني تارك فيكم الثقلين خليفتين ان أخذتم بهما لن تضلوا بعدي (5). فقد أمرنا النبي صلى الله عليه وآله بالاقتداء بهم الى انقطاع التكليف باعتراف خصومنا ولم يأمر بالتمسك بأبى بكر وعمر ولا بأبى حنيفة والشافعي، ولانهم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلف عنها هلك. روى الحاكم في المستدرك وحكم بصحته عن ابى ذر رضي الله عنه وأرضاه
- سورة يونس: 35. 2. المناقب لاحمد بن حنبل مخطوط، راجع احقاق الحق 9 / 311، 322، 342. 3. صحيح مسلم 7 / 122. 4. راجع احقاق الحق 9 / 323. 5. تفسير الثعلبي عند تفسير قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ” ولا تفرقوا) آل عمران: 103 كما في غاية المرام للسيد البحراني.