الفضائل والرذائل تأليف الأستاذ مظاهري شبكة أهل البيت للأخلاق الإسلامية / الفضائل والرذائل : الموضوع مقدمة في ففضيلة شهر رمضان المبارك أقسام الصوم 1 – الصوم الشرعي 2 – الصوم الأخلاقي 3 – الصوم العرفاني الفضائل والرذائل الأخلاقية التفكر والتأمل في الآيات الإلهية الدرس الأول مقدمة في فضيلة شهر رمضان المبارك التفكر والتأمل في الآيات الإلهية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريته أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين سيما بقية الله في الأرضين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
شهر رمضان شهر مبارك، شهر ملئ بالعظمة، إذا أردت خير الدنيا ففي هذا الشهر، في هذا الشهر ينزل رب العالمين الرحمة، وقد أعطى وعدا باستجابة الدعاء.
وان أردت الآخرة ففي هذا الشهر أيضا.
نحن نقرأ في القرآن الكريم أن الصائمين يخاطبون عندما يدخلون الجنة:
(كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) (1).
لقد عوضت طاعة الصوم بنعمة الجنة، فكلوا واشربوا إنها المكافأة التي هيأها لكم شهر رمضان المبارك.
إذا أردت التكامل السلوكي فبمقدورك التقدم خمسين عاما خلال هذا الشهر، بل ربما خلال يوم واحد أو ليلة واحدة أو ساعة واحدة.
لقد تفضل رب العالمين بقوله:
(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (2).
إنما أوجبت عليكم الصيام كما أوجبته على السابقين لأجل بناء الذات وتكامل السلوك.
أقسام الصوم الصوم ثلاثة أقسام تستدعي الدقة والعناية من الشباب الأعزاء.
1 – الصوم الشرعي:
الصوم الشرعي أن تصوم بطن الإنسان، وكما ورد في الرسائل العملية هو اجتناب المفطرات، ومن يلتزم بذلك فليس عليه قضاء ولا كفارة، ومن المسلم به حصول منفعة الدنيا وثواب الآخرة، ولكن هذا الصوم لا يحقق الفوائد المرجوة الأخرى، فهو صوم شرعي وهو صوم العامة من الناس.
2 –
(١)
الصوم الأخلاقي:
ويعني بالإضافة إلى صوم البطن أن تصوم الجوارح، العين والأذن واليد والقدم، وكذلك فهو صوم عن المحرمات وصوم عن المكروهات وصوم عن الشبهات.
ورد في بعض الروايات ان من يكذب في شهر رمضان المبارك أو يغتب أحدا، أو يتهم أحدا، أو يجرح بلسانه أحدا فإن صومه باطل.
زرعة عن سماعة قال سألته عن رجل كذب في رمضان قال أفطر وعليه قضاؤه، فقلت ما كذبته الذي أفطر قال يكذب على الله وعلى رسوله (3).
ان للصائم الحقيقي دعوة مستجابة عند الإفطار، وإذا صامت جوارحه وأعضاؤه كما صامت بطنه فبإمكانه الوصول بتكامله السلوكي إلى درجة عالية ورفيعة في الأيام الأخيرة من الشهر المبارك.
سمع رسول الله (ص) امرأة تسب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله (ص) بطعام، فقال لها كلي فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، إن الصوم ليس من الطعام والشراب (4).
وفي رواية أخرى أن النبي الأكرم (ص) أمر الصائمين استحبابا، بأن يستأذنوه عند الافطار، وفي وقت الافطار حضر رجل مسن واستأذن النبي الافطار له ولا بنتيه.
فقال النبي: أنت صائم فاذهب وأفطر، ولكن ابنتيك ليستا صائمتين.
فقال: يا رسول الله أنا مطمئن أنهما صائمتان، فقال: اذهب وقل لهما أن يتقيئا (وأعطاه جرة واسعة الفوهة) وعندما عمل بطلب النبي، سقطت من فمي الفتاتين قطعتان من اللحم، فتعجب من ذلك لأنهما لم تأكلا لحما، وكان ذلك اللحم نتنا.
وعندما سأل النبي عن العلة؟ قال: ألم تقرأ القرآن.
(إن من يغتب يأكل لحم الميتة) ان الفتاتين مع كونهما صائمتين تكلمتا بغيبة الناس (5)؟
يقول القرآن الشريف:
(ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) (6).
لا تغتب لأن الغيبة أكل لحم الأموات، وما دمت تكره لحم الميتة فاجتنب الغيبة إذا، ولا تلوكن عيوب الناس بغيبتهم.
يقال لهذا القسم الثاني من الصوم (الصوم الأخلاقي).
لأن الإنسان يسعى إضافة إلى صوم البطن أن
(٢)