الجميع ولم يتكلم شيخهم المحاضر بكلمة فودعتهم وخرجت داعيا لهم بالهداية والتوفيق.
نعم هذه عقيدتهم في الله في صحاحهم وفي محاضراتهم ولأقول إن بعض علمائنا ينكر ذلك ولكن الأغلبية يؤمنون برؤية الله سبحانه في الآخرة وأنهم سوف يرونه كما يرون القمر ليلة البدر ليس دونها سحاب ويستدلون بالآية (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) (1).
وبمجرد اطلاعك على عقيدة الشيعة الإمامية في هذا الصدد يرتاح ضميرك ويسلم عقلك بقبول تأويل الآيات القرآنية التي فيها تجسيم أو تشبيه لله تعالى وحملها على المجاز والاستعارة، لا على الحقيقة ولا على ظواهر الألفاظ، كما توهمه البعض.
يقول الإمام علي (عليه السلام) في هذا الصدد:
” لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن، الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود ولا وقت محدود ولا أجل ممدود… ” (2).
ويقول الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في الرد على المشبهة:
” بل كل ما ميزناه بأوهامنا في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلنا مردود إلينا… ” (3).
ويكفينا في هذا رد الله سبحانه في محكم كتابه قوله: (ليس كمثله شئ) وقوله (لا تدركه الأبصار) وقوله لرسوله وكليمه موسى (عليه السلام) لما طلب
(1) سورة القيامة آية 23 هذه الآية فسرها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بأن الوجوه تكون يومئذ ناضرة بمعنى الحسن والبهجة وإلى رحمة ربها ناظرة.
(2) نهج البلاغة شرح محمد عبده ج 1 الخطبة عدد 1.
(3) عقائد الإمامية.
(٢٧)
رؤيته (قال رب أرني أنظر إليك: قال: لن تراني) ولن ” الزمخشرية ” تقيد التأبيد كما يقول النحاة.
كل ذلك دليل قاطع على صحة أقوال الشيعة الذين يعتمدون فيها على أقوال الأئمة من أهل البيت، معدن العلم وموضع الرسالة، ومن أورثهم الله علم الكتاب.
ومن أراد التوسع في هذا البحث فما عليه إلا الرجوع إلى الكتب المفصلة لهذا الموضوع ككتاب ” كلمة حول الرؤية ” للسيد شرف الدين صاحب المراجعات (1).
(١) كتاب المراجعات من الكتب التي يجب أن يقرأها كل من يريد التعرف على عقائد الشيعة الإمامية وأفكارهم.
(٢٨)
العقيدة في النبوة (عند الطرفين) والخلاف الواقع بين الشيعة وأهل السنة في هذا الباب هو موضوع العصمة، فالشيعة يقولون بعصمة الأنبياء (عليهم السلام) قبل البعثة وبعدها، ويقول أهل السنة والجماعة بأنهم معصومون في ما يبلغونه من كلام الله فقط، أما فيما عدا ذلك فهم كسائر البشر يخطئون ويصيبون. وقد رووا في ذلك عدة روايات في صحاحهم تثبت بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخطأ في عدة مناسبات وكان بعض الصحابة يصوبه ويصلحه، كما في قضية أسرى بدر التي أخطأ فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصاب عمر، ولولاه لهلك رسول الله… (1) ومنها أنه لما قدم المدينة وجد أهلها يؤبرون النخل فقال لهم: ” لا تؤبروه وسيكون تمرا ” ولكنه جاء شيصا، فجاؤوه وشكوا له ذلك فقال لهم ” أنتم أعلم بأمور دنياكم مني ” وفي رواية أخرى قال لهم:
” إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشئ من دينكم فخذوه، وإذا أمرتكم بشئ من رأيي فإنما أنا بشر ” (2).
(١) البداية والنهاية لابن كثير نقل عن الإمام أحمد ومسلم وأبي داود والترمذي.
(٢) صحيح مسلم في كتاب الفضائل ج 7 ص 95 ومسند الإمام أحمد ج 1 ص 162 و ج 3 ص 152.
(٢٩)
إقرأ المزيد ..
الإمام الخامنئي: عملية طوفان الأقصى كانت ضربة قاصمة للكيان الصهيوني