الرئيسية / الاسلام والحياة / أبناء الرسول صلى الله عليه وأله في كربلاء

أبناء الرسول صلى الله عليه وأله في كربلاء

وما أنا بالمتقلد أمركم، ولا بالمتحمل تبعاتكم فاختاروا لأنفسكم..
والله، لئن كانت الدنيا خيرا فلقد نلنا منها حظا… ولئن كانت شرا، فكفى ذرية أبي سفيان ما أصابوا..
ألا فليصل بالناس حسان بن مالك، وشاوروا في خلافتكم، يرحمكم الله)…!!!
ثم غادر منبره إلى داره، ولبث بها عاكفا على عبادة الله، حتى لقيه راضيا مرضيا..
إن هذه الكلمات التي قالها (معاوية الثاني) ابن – يزيد – وحفيد – معاوية بن أبي سفيان – لتشكل برهانا باهرا على عدالة القضية التي هي في غنى عن كل برهان..
وهذا الشاب الصالح الذي أثقلت ضميره الحر أوزار آبائه. قدم بموقفه ذاك.. أو بالأحرى قدم القدر به وبموقفه، وثيقة الإدانة كاملة وصادقة لأولئك الذين وقفوا من الإمام، ومن أبنائه، ومن القضية التي حملوا مشعلها، مواقف الكيد والعداء.
وإننا اليوم، وبعد مضي ما يقرب من أربعة عشر قرنا على ذلك الصراع، لنجد حرارة الصدق ووضوح الحق في موقف (الإمام علي) من (معاوية).. ثم في موقف (الحسين) من يزيد..
إننا نتصور عصر النبوة، كما كان في عهد منشئه وبانيه (محمد رسول الله) صلى الله عليه وسلم.
ثم نتصوره كما كان في عهد خليفتيه النادرين الباهرين ” أبي بكر، وعمر)، فنرى جلالا يسحر القلوب والألباب.!! ويأخذنا الأسى ونحن نرى بعض الغواشي تغشي ذلك الجلال في عهد (عثمان) لا بسبب قصور

(٣٨)

في صلاحه وتقواه.. بل بسبب ذلك النفر من الأمويين الذين أساءوا استغلال سلطانهم.. وكذلك بسبب عوامل تاريخية كان لها دورها المسؤول (1).
ثم تشرق الأمان في عودة ذلك الجلال لمطالعه العظيمة، وتألقاته الباهرة، حين يلقى عبء الخلافة على سليل بني هاشم، وتلميذ الرسول، وبطل الإسلام (علي).!!
ذلك أنه – كما تطالعنا سيرته – كان رغم كل الفتن التي سبقت خلافته وصاحبتها، قادرا على إرجاع السيادة لفضائل عصر النبوة.
فدينه، وورعه، وزهده، وعلمه، وإخلاصه، وإخبات روحه، واقتدار عزمه…
كل ذلك – وكم كانت حظوظه منه وافية – هيأه بفضل الله ونعمته، ليكون في تلك الأيام التي تلقى فيها أعباء الخلافة، الرجل الذي ينتظره زمانه، ومكانه.. وتنتظره المناسبة على فاقة إليه وشوق..!!!
أجل… لقد كان بشخصيته وبسلوكه وبأخلاقه وبضميره وبدينه، من أقدر العالمين على تجسيد عصره النبوة.. بكل قيمه السامية وفضائله العلاية..
فهو رجل ورع من أرفع طراز يدخل الكوفة بعد استخلافه، فيرفض أن يسكن قصر الإمارة الباذخ ويقول: ” إنه فتنة “.. ثم يأوى إلى بيت من طوب نئ يشبه أكواخ الفقراء…! ويعمد إلى بيت المال فيخرج ما فيه ويوزعه على مستحقيه. ثم ينضحه بالماء.. ثم يصلي فيه لله رب العالمين إيذانا بأن المال في عصره لن يكون فتنة.. بل سيكون رحمة!!
ورجل صدق وشرف من أرفع طراز – يقولون له إن معاوية يتألف
راجع كتابنا ” وداعا عثمان “.
(٣٩)

القبائل والجماعات بالمال. فأعط الناس كما يعطي..، فيقسم أنه لن يرشو في الحق أحدا.. لن يعطي مال الله الذي ائتمنه عليه لغير من يستحقه..!! ثم يرجونه ويلحون عليه أن يدع الولاة الأمويين في أماكنهم حتى يبايعوه وحتى تستقر خلافته وعهده. فيرفض ويقول:
(لا والله، لا أدع الله يسألني: لماذا أبقيتهم وهم غير أهل لها ساعة من نهار)…!!؟.
* * * ورجل ديمقراطية وشورى من أرفع طراز – يخضع لرأي الأغلبية في موضوع التحكيم، وهو يؤمن أعمق إيمان بأنه خدعة ستتلوها الكارثة…
ولقد حاول إقناع الذين معه بكل ما أوتي من بلاغة وصدق. ولكن دون جدوى… وعلى الرغم من أنه آنئذ كان في حرب قائمة بالفعل مما قد يعطيه الحق في أن يمضي مع اقتناعه. إلا أنه انحنى في جلال وعظمة لحق الشورى ورأي الجماعة..!!
ويتكرر نفس الموقف حين جرى الحوار لاختيار من يمثلهم في التحكيم، فلقد نادى قوم باختيار (أبي موسى الأشعري) وراح الإمام يفند اتجاهاتهم، ويدعوهم لاختيار (عبد الله بن عباس) أقدر الناس على مواجهة الداهية (عمرو بن العاص) الذي سيمثل معاوية في التحكيم، ولكنهم أصروا، وكانوا أغلبية، فتخلى عن رأيه لرأيهم…
ورجل عدالة ورحمة من أرفع طراز لقد كان في أمس الحاجة إلى مؤازرة ولاته في موقفه العسير… وكان ذلك يقتضيه الملاينة في محاسبتهم…
لكن يرفض دائما أن يطلب النصر بالجور.!!
ومن الجور عنده أن يتغافل عن أية هفوة من ولاته، وهذا راح يحاسبهم بعدالة صارمة، حتى خسر نصرة الكثيرين منهم دون أن يلقي لهذه الخسارة بالا…!!

(٤٠)

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديا

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

……

……

 

قادتنا كيف نعرفهم (١)

١٣ جمادي الأوّل – شهادة الصديقة السيدة الزهراء(عليها السلام)

لأكون مع الصادقين د. محمد التيجاني

على خطى الحسين (عليه السلام) د. أحمد راسم النفيس

مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 7

نفحات من القران

الوجيز في علوم القرآن

علوم القرآن محاضرات القاها حجة الاسلام السيد محمد باقر الحكيم

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره

في رحاب الملحمة الحسينية 14 عبد الستار الجابري

أعرف علاقاتك – Ali Jaafar

منهج في الإنتماء المذهبي – صائب عبد الحميد

موسوعة طبقات الفقهاء

أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كتب أهل السنّة

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)

كتاب نهج الحق وكشف الصدق للعلامة الحلي

فاسألوا أهل الذكر – الدكتور محمد التيجاني

شبهات وردود – السيد سامي البدري -7

الإحتجاج (ج1) / للطبرسي

الروض الفسيح في بيان الفوارق بين المهديّ و المسيح

الأذان بين الأصالة والتحريف – للسّيّد علي الشهرستاني

مأساة الزهراء عليها السلام

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 19

ثواب الأعمال – الشيخ الصدوق

“ثلاثة يُدخلهم الله الجنّة بغير حساب: إمامٌ عادل، وتاجرٌ صدوق، وشيخٌ أفنى عمره في طاعة الله”-8

الكبائر من الذنوب

أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي

المرأة مع النبي (صلى الله عليه واله) في حياته وشريعته – الشهيدة بنت الهدى

صدام يا عار العروبة يالئيم

قصيدة فيلسوف الشرق محمد إقبال اللاهوري الشهيرة في مدح الزهراء (سلام الله عليها).. هي بنت من؟

خمسة أقمارٍ من الســماء أنزلها الله إلى الكــــــــساء

إن مات محمد (صلى الله عليه وآله)

المبعث الشريف

كامل الزيارات :الباب (1) ثواب زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين

قضاء حقوق المؤمنين

موسوعة الأحاديث الطبية – محمد الريشهري

شاهد أيضاً

لأكون مع الصادقين د. محمد التيجاني

الجميع ولم يتكلم شيخهم المحاضر بكلمة فودعتهم وخرجت داعيا لهم بالهداية والتوفيق. نعم هذه عقيدتهم ...