الرئيسية / بحوث اسلامية / العقل والجهل في الكتاب والسنة – محمد الريشهري

العقل والجهل في الكتاب والسنة – محمد الريشهري

وفي الختام، هنالك ثمة نقاط تسترعي الانتباه في ما يخص تفسير روايات هذا الباب وفقا للتبويب الذي وردت فيه، وهي:
1 – الالتفات إلى مفهوم العقل يفهم عبر التأمل في هذه الروايات أن المراد من العقل ليس أمرا واحدا، وإنما المراد من العقل في المجموعتين (أ) و (د) هو العقل العملي، في حين يراد منه في المجموعتين (ب) و (ج) المعنى الأول من معاني العقل، أي القابلية على المعرفة والتعلم.
2 – اختلاف روايات المجموعة (ب) ذكرت الروايتان 21 و 22 أن السن الذي يتوقف عندها الرشد الطبيعي للعقل هو 28 سنة، في حين صرحت الرواية 23 أنه يتوقف عند سن 35. وإذا استطعنا إثبات أن هذه الروايات صادرة كلها عن الإمام المعصوم، فلا بد من حمل اختلاف الروايات على اختلاف الأشخاص.
3 – ضرورة الدراسة الميدانية انطلاقا من أهمية هذا الموضوع، ونظرا لانعدام الاعتبار اللازم لروايات هذا الباب من حيث السند، فإن الضرورة تقضي بإجراء دراسة ميدانية لإثبات صدورها عن المعصوم، ولتأييد حمل اختلافها على اختلاف الأشخاص.
أرجو أن يبادر قسم التحقيق في دار الحديث إلى توفير المتطلبات التي يستدعيها إجراء مثل هذه الدراسة بعون الله.
4 – العوامل الأخرى المؤثرة في زيادة أو نقصان النمو العقلي يعتبر عامل السن أحد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة أو نقصان أو توقف نمو العقل، وإلى جانبه توجد أيضا عوامل أخرى لها تأثيرها في هذا المضمار سيأتي

(٤٧)

ذكرها في الفصل الخامس تحت عنوان ” أسباب تقوية العقل “، وفي الفصل السادس تحت عنوان ” آفات العقل “.

(٤٨)

الفصل الثاني قيمة العقل 2 / هدية من الله – رسول الله (صلى الله عليه وآله): العقل هدية من الله (1).
– الإمام علي (عليه السلام): العقول مواهب، الآداب مكاسب (2).
– عنه (عليه السلام): العقل ولادة، والعلم إفادة (3).
– عنه (عليه السلام): إذا أراد الله بعبد خيرا منحه عقلا قويما وعملا مستقيما (4).
(١) شعب الإيمان: ٥ / ٣٨٨ / ٧٠٤٠، الفردوس: ٣ / ١٥٥ / ٤٤١٩ كلاهما عن عائشة، جامع الأحاديث للقمي: ١٠١ عن إسماعيل عن أبيه الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله) وليس فيه ” من الله “، بحار الأنوار: ٧٧ / ١٧٥.
(٢) غرر الحكم: ٢٢٧.
(٣) كنز الفوائد: ١ / 56، إرشاد القلوب: 198.
(4) غرر الحكم: 4113.
(٤٩)

– عنه (عليه السلام): إن من رزقه الله عقلا قويما وعملا مستقيما فقد ظاهر لديه النعمة وأعظم عليه المنة (1).
– أبو هاشم الجعفري: كنا عند الرضا (عليه السلام) فتذاكرنا العقل… قال: يا أبا هاشم، العقل حباء من الله… من تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا (2).
– في سنن إدريس (عليه السلام): إن الله لما أحب عباده وهب لهم العقل واختص أنبياءه وأولياءه بروح القدس (3).
راجع: ص 42 / أنواع العقل.
2 / خير المواهب – رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل. ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته.
وما يضمر النبي (صلى الله عليه وآله) في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين، وما أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، والعقلاء هم أولوا الألباب، الذين قال الله تعالى: * (وما يذكر (4) إلا أولوا الألباب) * (5) (6).
(١) غرر الحكم: ٣٥٤٥.
(٢) الكافي: ١ / ٢٣ / ١٨، تحف العقول: ٤٤٨، بحار الأنوار: ٧٨ / ٣٥٥ نقلا عن كتاب الدر.
(٣) سعد السعود: ٣٩ عن إبراهيم بن هلال الصابئ.
(٤) في المصدر ” يتذكر “.
(٥) البقرة: ٢٦٩.
(٦) الكافي: ١ / ١٢ / ١١ عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه رفعه، المحاسن: ١ / ٣٠٨ / ٦٠٩، غرر الحكم: ٩٦٠٥، بحار الأنوار: ١ / ٩١ / ٢٢، وراجع تحف العقول: ٣٩٧.
(٥٠)

شاهد أيضاً

صور منتخبة