الرئيسية / بحوث اسلامية / شبهات وردود – السيد سامي البدري

شبهات وردود – السيد سامي البدري

الخبر ولم يكن سمع بالنص على موسى بن جعفر ((عليهما السلام)) من حيث قطع الخبر عذره فوضع المصحف الذي هو القرآن على صدره، وقال: اللهم إني ائتم بمن يثبت هذا المصحف إمامته، وهل يفعل الفقيه المتدين عند اختلاف الأمر عليه إلا ما فعله زرارة، على انه قد قيل ان زرارة قد كان علم بأمر موسى بن جعفر ((عليهما السلام)) وبإمامته وإنما بعث ابنه عبيدا ليتعرف من موسى بن جعفر ((عليهما السلام)) هل يجوز له إظهار ما يعلم من إمامته أو يستعمل التقية في كتمانه، وهذا أشبه بفضل زرارة بن أعين وأليق بمعرفته.
حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: قلت للرضا ((عليه السلام)) يا ابن رسول الله أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك فقال: نعم، فقلت له: فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد ((عليهما السلام))؟
فقال ((عليه السلام)): ان زرارة كان يعرف أمر أبي ونص أبيه عليه وإنما بعث ابنه ليتعرف من أبي هل يجوز له ان يرفع التقية في إظهار أمره ونص أبيه عليه وانه لما أبطأ عنه ابنه طولب بإظهار قول في أبي فلم

(٥٥)

يحب ان يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف وقال: اللهم ان إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد ((عليهما السلام)).
والخبر الذي احتجت به الزيدية ليس فيه ان زرارة لم يعرف إمامة موسى بن جعفر ((عليهما السلام)) وإنما فيه انه بعث ابنه عبيدا ليسأل عن الخبر.
حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن احمد بن هلال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أبيه قال: لما بعث زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضي أبي عبد الله فلما اشتد به الأمر اخذ المصحف وقال من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي.
وهذا الخبر لا يوجب انه لم يعرف، على ان راوي هذا الخبر احمد بن هلال وهو مجروح عند مشايخنا رضى الله عنهم.
وقد روى الصدوق أيضا عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد قال سمعت سعد بن عبد الله يقول ما رأينا ولا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلى النصب إلا احمد بن هلال وكانوا يقولون ما

(٥٦)

تفرد بروايته احمد بن هلال فلا يجوز استعماله ” (1).
أقول:
بعد هذا فهل يصح قول صاحب النشرة: ” ان الزيدية اعترضوا على الإمامية وقالوا ان الرواية التي دلت على ان الأئمة اثنا عشر قول أحدثه الإمامية قريبا وولدوا فيه أحاديث كاذبة.. وان الصدوق لم ينف التهمة ولم يرد عليها.. “؟ و ” ان الصدوق قال باحتمال علم زرارة بالحديث وإخفائه للتقية وانه تراجع عن هذا الاحتمال “؟
ان قول الشيخ الصدوق في زرارة واضح جدا فهو حين أورد الخبر عن الإمام ((عليه السلام)) الذي يفيد ان زرارة كان قد بعث ابنه عبيدا ليتعرف من الإمام موسى بن جعفر ((عليهما السلام)) هل يجوز له إظهار ما يعلم من إمامته أو يستعمل التقية في كتمانه؟ قال بعده: ” وهذا أشبه لفضل زرارة بن أعين وأليق بمعرفته “، فالصدوق إذن يرجح هذا الخبر في امر زرارة ولا يعرضه كخبر مجرد عن الترجيح.
(1) إكمال الدين 75 – 76.
(٥٧)

شاهد أيضاً

ازدهار لبنان يكون بزوال الاحتلال لا بحصر السلاح

2025-08-21  فيصل الأشمر قال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في مقابلة معه منذ أيام إن ...