الرئيسية / كلامكم نور / نهج البلاغة – خطب الإمام علي (عليه السلام)

نهج البلاغة – خطب الإمام علي (عليه السلام)

106 – وقال عليه السلام: لا يترك الناس شيئا من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه 107 – وقال عليه السلام: رب عالم قد قتله جهله (1) وعلمه معه لا ينفعه 108 – وقال عليه السلام: لقد علق بنياط هذا الإنسان بضعة هي أعجب ما فيه (2) وذلك القلب. وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها. فإن سنح له الرجاء (3) أذله الطمع. وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص. وإن ملكه اليأس قتله الأسف. وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ وإن أسعده الرضى نسي التحفظ (4). وإن ناله الخوف شغله الحذر.
وإن اتسع له الأمن استلبته الغرة (5). وإن أفاد مالا أطغاه الغنى. وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع. وإن عضته الفاقة شغله البلاء. وإن جهده الجوع قعد به الضعف. وإن أفرط به الشبع كظته البطنة (6) فكل تقصير به مضر وكل إفراط له مفسد
____________________
والأضعاف. ولا تتكلفوا أي لا تكلفوا أنفسكم بها بعد ما سكت الله عنها (1) وهذا هو العالم الذي يحفظ ولا يدري، أو يعلم ولا يعمل، أو ينقل ولا بصيرة له (2) النياط ككتاب: عرق معلق به القلب (3) سنح له: بدا وظهر (4) التحفظ هو التوقي والتحرز من المضرات (5) الغرة بالكسر الغفلة. واستلبته أي سلبته وذهبت به عن رشده. وأفاد المال: استفاده. الفاقة الفقر (6) كظته أي كربته وآلمته. والبطنة
(٢٥)

109 – وقال عليه السلام: نحن النمرقة الوسطى (1) بها يلحق التالي، وإليها يرجع الغالي.
110 – وقال عليه السلام: لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يصانع (2) ولا يضارع ولا يتبع المطامع 111 – وقال عليه السلام: (وقد توفي سهل بن حنيف الأنصاري بالكوفة بعد مرجعه معه من صفين وكان من أحب الناس إليه) لو أحبني جبل لتهافت (3) (معنى ذلك أن المحنة تغلظ عليه فتسرع المصائب إليه، ولا يفعل ذلك إلا بالأتقياء الأبرار والمصطفين الأخيار، وهذا مثل قوله عليه السلام: 112 – من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا وقد يؤول ذلك على معنى آخر (4) ليس هذا موضع ذكره) 113 – وقال عليه السلام: لا مال أعود من العقل (5). ولا وحدة أوحش من
____________________
بالكسر: امتلاء البطن حتى يضيق النفس: التخمة (1) النمرقة بضم فسكون فضم ففتح: الوسادة، وآل البيت أشبه بها للاستناد إليهم في أمور الدين كما يستند إلى الوسادة لراحة الظهر واطمئنان الأعضاء. ووصفها بالوسطى لاتصال سائر النمارق بها، فكأن الكل يعتمد عليها إما مباشرة أو بواسطة ما بجانبه. وآل البيت على الصراط الوسط العدل، يلحق بهم من قصر ويرجع إليهم من غلا وتجاوز (2) لا يصانع أي لا يداري في الحق. والمضارعة: المشابهة. والمعنى أنه لا يشتبه في عمله بالمبطلين.
واتباع المطامع الميل معها وإن ضاع الحق (3) تهافت: تساقط بعد ما تصدع (4) هو أن من أحبهم فليخلص لله حبهم فليست الدنيا تطلب عندهم (5) أعود: أنفع
(٢٦)

شاهد أيضاً

لماذا اعترفت إسرائيل بإقليم أرض الصومال الانفصالي الآن؟

متظاهرون في العاصمة الصومالية مقديشو يحتجون على اعتراف إسرائيل بسيادة إقليم أرض الصومال الانفصالي في ...