التكبير وإطلاق المفرقعات النارية وتوزيع الحلوى، وتبادل التهاني، لم تعد من مظاهر العيد لدى الفلسطينيين بل أصبحت من مظاهر احتفالهم بالصواريخ التي تطلقها المقاومة من قطاع غزة نحو المستعمرات المقامة على أراضيهم المسلوبة في الضفة الغربية والداخل المحتل عام 48 .
ما أن تدوي صفارات الإنذار في المستوطنات ويختبأ المستوطنين في الملاجئ، يخرج الفلسطينيون في شوارع مدينة حيفا ويافا وعكا والناصرة والقدس والخليل، ويعتلون أسطح المنازل والمباني العالية، ويفتحون عدسات كاميراتهم وهواتفهم لالتقاط الصور وتسجيلات الفيديو وسط فرحة تضاهي فرحة العيد.
الفلسطينيون لم يكتفوا بالتصفيق لصواريخ المقاومة فقط، بل أشعلوا المواجهات العنيفة مع جنود الاحتلال في أهم نقاط الاحتكاك في الضفة، كحاجزي قلنديا وشعفاط شمال القدس، معسكر عوفر غرب رام الله، الولجة جنوب القدس، مدخل بلدة سلواد شرق رام الله، باب الزاوية وإذنا في الخليل، بلدتي العيزرية وأبو ديس شرق القدس، وحزما وعناتا شمال القدس، سنجل شمال رام الله، وبلدة القدس القديمة إضافة للعديد من المناطق التي اشتعلت بها المواجهات ونظمت الوقفات التضامنية مع أهالي غزة ودعما للمقاومة.
إحتفالات وتضامن
بلدتا العيزرية وأبو ديس شرق القدس، واللتان تشهدان مواجهات يومية مسائية منذ بدء العدوان على غزة، أصيب خلالها عدد من الشبان كان من بينهم إصابة الفتى آدم عريقات (17) عاما بإصابة خطيرة بالرأس، إضافة لتنظيم الوقفات التضامنية السلمية.
صالح شوكة من بلدة العيزرية يؤكد لـ”العهد” أنه وأهالي بلدته يتابعون ما تمر به غزة، ويقول ” متابعة ما يحدث على غزة أصبحت شاغلنا الوحيد وأولويتنا”.
ويتابع شوكة،” فرحنا كثيرا بصواريخ المقاومة، واحتفلنا عبر مواجهة جنود الاحتلال في نقاط الاحتكاك”، لافتاً إلى أن صواريخ المقاومة رفعت من معنويات الشارع الفلسطيني ومدته بالشجاعة والمعنويات ليواجه الاحتلال دون خوف أو تردد،”رسالتي الى قطاع غزة وهو جزء من قلبي وعقلي أننا نفتخر بهم وبمقاومتهم ونسأل الله أن يسدد رميهم”.
أما قرية الولجة، وهي بديل مؤقت عن الولجة القديمة المقابلة التي دمرتها عصابات الاحتلال في عامي 48 و67، وفصلها جدار الفصل العنصري، فشهدت أيضا مواجهات هي الأعنف من نوعها، فيقول محمد برغوث لـ”العهد”،” لم تعد التضامن مع غزة على صفحات التواصل الاجتماعي فقط، بل انطلق العشرات ليواجهوا الاحتلال ويشتبكوا معه وهو ما حصل في الولجة”.
ويؤكد برغوث أن أهالي الضفة ورغم بعدهم عن القطاع، إلا أنهم يتابعون ما يحصل فيه من عدوان باهتمام،” الكل ينتظر صواريخ المقاومة ويتوقع منها المزيد، فالأخبار المحزنة قتلت الأمل فينا، وصواريخ المقاومة فقط من يحييه”.
في قرى غرب رام الله، استطاع الفلسطينيون رؤية الصواريخ التي وجهتها المقاومة تسقط على مدينة تل الربيع “تل أبيب” المحتلة، ياسمين عمران من قرية “رنتيس” بينت أنها وأهالي القرية سعدوا واحتفلوا بسماع صفارات الإنذار تدوي كما ورأوا صواريخ المقاومة تسقط بالمدن المحتلة.
وتقول ياسمين لـ”العهد”،” صواريخ المقاومة أعادت الفرحة والكرامة لنا، ورفعت من معنويات بعدما كنا نظن أن قوة واسلحة اسرائيل لا تضاهيها قوة”، معتبرة أن المقاومة في غزة الآن بحاجة لدعم من حزب الله والدول العربية وإيران لتستطيع الاستمرار ومواصلة طريقها بالدفاع عن غزة”.