قصص المعصومين (عليهم السلام )
21 ساعة مضت
قصص وعبر
23 زيارة
ورغم كل هذا.. فقد حدث ما زاد الطين بلة .. واطفا شعاع الامل في وجه الامام الحسن (ع ) ويا لها من فـاجعة غيرت مجرى الاحداث سريعا بشكل لم يكن متوقعا.. فقائد الجيش تستهويه الاموال .. ويقف ضـعيفا امام الاغراء الذي تسلل اليه في جنح الظلام .. فيصبح جيش الامام الحسن (ع )وهم ينتظرون قائدهم ليصلي بهم صلاة الفجر.. فاذا هو بين صفوف جيش معاوية . وهـكـذا وجـد معاوية ان اقرب طريق لارغام الامام الحسن (ع ) على مبايعته .. هو اشاعة الدعايات المغرضة بين صفوف الجيش والناس ..وبذل الاموال المغرية لشراء ضمائر الناس وعقولهم .. فبعد ان اصـبـح عـبـيـداللّه بن العباس قائد جيش الامام بين صفوف جيش معاوية .. رفع منادي معاوية صوته يخاطب جيش الامام (ع ) : هذا قائدكم عندنا قدبايع .. فعلام تقتلون انفسكم .. ؟ واسـتـمـر مـعـاويـة في نشاطه المحموم .. فكتب الى بعض زعماء الكوفة يعدهم بالمال .. ويمنيهم بالولاية .. فرغب لذلك بعضهم .. وكتبوا اليه يستعجلونه ..ويحثونه على المسير نحوهم .. وضمنوا له تـسـلـيم الامام الحسن (ع ) او الفتك به .. وعلم الامام الحسن (ع ) بذلك . فصار يلبس درعه اذا اراد الصلاة .
### وبـعد كل هذه الا حداث .. كان لابد للامام (ع ) من احد خيارين .. اما ان يستميت هو واهل بيته واهل البصائر من اصحابه فيقفون بضع ساعات امام جيش معاوية .. ثم يخلو الجو بعدها لمعاوية .. او ان يبايع لـيـصون المبادى من التشويه , ويحفظ شيعته من الابادة , والاسلام من ان يمحى فتعود الجاهلية من جديد.. لذلك وجد الامام الحسن (ع ) نفسه مرغما على مصالحة معاوية .
لينصرف بعد ذلك الى تبليغ الناس .. وتعليمهم وارشادهم .. لعل عقولهم وضمائرهم تستجيب لهذا العلم والـتـفـكـر به والعمل بمضامينه .. ولكن هل سيكتفي معاوية بكرسي الحكم .. ؟ ويتوقف عن حياكة دسائسه الخبيثة ..واستغلاله لعقول الناس وضمائرهم بالاغراء..؟ حتى القضاء على الامام الحسن (ع ).. ؟ نـعم , لم يقر لمعاوية قرار حتى دس السم للامام الحسن (ع ) على يد جعدة بنت الاشعث بعد ان مناها الاماني . وهـكـذا نـقـض معاوية الصلح والعهود والمواثيق , وسقطت آخر ورقة كان يحاول التستر بها في اظهاره الاسلام . الامام الحسين (ع ) وحان الوقت تنفس الصعداء وهو يجلس على كرسي الحكم بعد موت اءبيه ثم راح يرددبفرح شديد : لقد اءصبحت حاكما.
لكن سرعان ما صرخ هاتف في راسه : لقد آن الاوان لينكشف ذلك الغطاء.
انتفض صارخا : اي غطاء.. ؟ ـ ذلـك الغطاء الذي حرص والدك على ان يبقى مسدلا على جميع تصرفاته واءفعاله .. فاستطاع بذلك اءن يـمـرر سياسته على عقول الناس .. وقد بذل قصارى جهده ليبقى الغطاء براقا , فحاول بذلك منح سلوكه الصفة الشرعية اءمام الراءي العام ..
اءخذ الخوف يتسرب الى اءعماق يزيد وهو يحاول مقاومته بتحدي ذلك الصوت الصارخ في راسه :
واءنا كذلك .. ساءواصل طريق والدي في المحافظة على ذلك الغطاء مسدلا على سياستي .
تتعالى في راءسه قهقهات ضحك .. ثم يصرخ ذلك الهاتف :
اءنـت .. ؟ وفـي اقـامـة مجالس اللهو والغناء.. اءي مجتمع اسلامي يرضى اءن يعيش عصر الجاهلية تحت راية الاسلام .. ثم ان اءباك فضح نفسه حين اءوصى بالخلافة اليك وهي بحق للامام الحسين (ع ) . وضـع يزيد راءسه بين يديه .. واستغرق في تفكير عميق .. ثم رفع راءسه مرددا: ساءكتب الى والي المدينة طالبا منه ارغام الحسين على اءخذ البيعة منه .. نعم يجب ارغام الحسين على البيعة لي .
ـ مالي والحسين بن فاطمة .. ؟ قـالها الوليد بن عتبة بغضب شديد بعد ان تسلم كتاب يزيد بن معاوية ..وفي هذه الاثناء تعالت قهقهات ضـحـك صـدرت من خبيث كان يجلس قرب الوليد في مجلسه وهو مروان بن الحكم .. فراح الوليد يحدق في وجهه قائلا : لا اءظن اءن الحسين سيوافق على بيعة يزيد . فرد عليه مروان : اءنا اءعلم اءنه لا يجيبك الى بيعة يزيد اءبدا.. ولا يرى له طاعة عليه .
صـمت مروان برهة .. ثم راح يواصل كلامه , وقد ارتسم حقده وخبثه على ملامح وجهه , لو كنت مكانك لم اءراجع الحسين بكلمة واحدة حتى اءضرب عنقه قبل اءن يعلم بموت معاوية .
عظم كلام مروان على قلب الوليد.. فاءطرق براءسه الى الارض وراح يبكي بصمت وهو يردد بحرقة واءلم : ليت الوليد لم يولد.. ولم يكن شيئامذكورا.
تاءمل مروان دموع الوليد وهو يستمع الى كلامه .. فراح يكلمه بهدوء :
ـ اءيـهـا الامير.. لا تجزع مما ذكرت لك .. ان آل علي بن اءبي طالب اءعداؤنامنذ القدم وما يزالون .
وان لم تعالج اءمر الحسين .. فسوف تسقط منزلتك من اءمير المؤمنين يزيد.
فـصـرخ الـولـيـد بوجه مروان بغضب شديد : ـ ويحك دعني من كلامك هذا..واءحسن القول في الحسين بن فاطمة .. فانه بقية ولد النبيين .
بعث الوليد بن عتبة في استدعاء الامام الحسين (ع ) وقد كان الامام يعلم الامر الذي من اءجله اءرسل الوليد في طلبه .. وهذا لا نه راءى في رؤياه كان معاوية منكوس على راسه .. والنار تشتعل في بيته .
فعلم من ذلك بهلاكه ..والوليد الان يريد اءن ياءخذ البيعة منه ليزيد.
اغـتـسـل الامام (ع ) وصلى ركعتين ثم دعا ربه بما اءحب .. واءرسل في طلب فتيانه ومواليه واءهل بـيـته .. فاءعلمهم بشاءنه قائلا : لياءخذ كل منكم سيفه مسلولا تحت ثيابه .. وكونوا بباب هذا الرجل فـانـي مـاض الـيـه ومـكـلـمه ..فان سمعتم صوتي قد علا مع القوم .. وصحت بكم يا آل الرسول .
اقتحمواالباب بغير اذن .. واشهروا السيوف ولا تعجلوا.. فان راءيتم ما تخشون ضعوا سيوفكم فيهم .
واقتلوا من اءراد قتلي .
خرج الحسين (ع ) من منزله .. ومعه ثلاثون رجلا من اءهل بيته ومواليه وشيعته .. فاءوقفهم على باب الوليد قائلا لهم : ـ اءنظروا ما اءوصيتكم به فلاتعدوه .. واءنا اءرجو اءن اءخرج اليكم سالما ان شاء اللّه .
2025-04-13