آداب عصر الغيبة – الشيخ حسين كوراني
21 ساعة مضت
زاد الاخرة
11 زيارة
جواب لهم) (٣.(
٢ – في تاريخ مختلف الأمم والشعوب حديث عن معمرين يذكر أن بعضهم عاش
آلاف السنين…
٣ – المسلمون مجمعون على طول عمر النبي نوح والخضر وغيرهما.
٤ – يجمع المسلمون أيضا على أن نبي الله عيسى ينزل ويصلي خلف المهدي…
فأيهما أطول عمرا يا ترى…
٥ – وعلى من يقول إن طول عمر النبي عيسى والأنبياء الآخرين إنما هو باعتبارهم
أنبياء… أن يتذكر ما أجاب به على هذا الاعتراض بعض العلماء السنة والشيعة فقالوا:
هذا خطأ… بدليل طول عمر إبليس والدجال لعنهما الله…
٦ – إن يكون طول العمر غريبا… فأكثر منه غرابة أن ينكره مسلم يؤمن بالخلود في
الجنة أو النار…
فائدة وجود الإمام في غيبته:
وهو أيضا سؤال من الطبيعي أن يطرح..
والجواب:
كما أن الحياة مستحيلة دون حرارة الشمس ونورها…
——————–
(٣ (دافع الكثير من علماء السنة عن مسألة طول عمر الإمام المهدي منهم العلامة سبط ابن الجوزي في
تذكرة الخواص ومما قاله «وفي التوراة أن ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة والمسلمون يقولون ألفا
وخمسمائة» التذكرة / ٣٦٤.
(٢٥)
ودون الهواء وليس ذلك شركا لأن الله تعالى خلق الشمس والهواء وسخرهما لذلك..
كذلك تستحيل الحياة بدون وجود مصدر للحرارة المعنوية الروحية ونور الإيمان
وأريج النبوة…
والحجة الإلهية هي مصدر ذلك ولا شرك في هذا على الإطلاق لأن الوصي الحجة
خلقه الله تعالى وهو عبده الذي أمره بالقيام بهذه المهمة.
أما كيف ينتفع الناس بوجود حجة الله رغم غيابه فهو ما بينه لنا المهدي عليه السلام
حين قال:
«وأما انتفاع الناس بي في غيبتي فكالشمس غيبها عن الأنظار السحاب».
وهو يدل على أن للإمام مهاما يقوم بها ليس هنا مجال الحديث عنها… إلا أن من
المفيد أن نتذكر المهام التي قام بها العبد الصالح «الخضر» حين كان معه نبي الله
موسى (عليهما السلام) كما نجد ذلك في سورة الكهف في الآيات ٦٠ – ٨٢.
(٢٦)
آداب الغيبة
(٢٧)
* معرفة الإمام…
* معرفة علامات الظهور…
* البيعة…
* الانتظار…
أ – التقوى
ب – المرابطة
ج – العزم على الجهادين يديه
* الشوق والحنين إليه…
* الدعاء…
* الزيارة…
* طلب التشرف بلقائه…
* القيام عند ذكر «القائم».
* إحياء أمره بين الناس…
* التبرؤ من أعدائه…
* الاستغاثة به…
(٢٨)
المراد بآداب الغيبة «الأعمال التي ينبغي القيام بها في عصر غيبة الإمام المهدي عليه
السلام من صلاة ودعاء وزيارة وما شابه». إن اعتقادنا بأن عليه السلام إمامنا الفعلي
الحي يفرض علينا آدابا تجاهه..
ومحور هذه الآداب هو الصلة المستمرة بالإمام عليه السلام كما لو أننا نراه ونتشرف
بلقائه…
إن هذا الاتصال القلبي منشأ كل خير ومفتاح كل بركة… وقد يكون سببا للتشرف
بلقائه حقيقة… كما تثبت ذلك قصص اللقاء الكثيرة جدا والمروية بأسانيد صحيحة…
بل وعالية… لا يمكن التشكيك بها على الإطلاق…
وكل ما يقال عن عدم إمكان ذلك فسببه عدم الاطلاع على آراء كبار علمائنا الأبرار
في مختلف العصور.
ومن الواضح أن العلاقة الباهتة بالإمام عليه السلام
(٢٩)
تتساوى نتيجتها في كثير من الأحيان مع إنكار وجوده والعياذ بالله…
وينبغي أن يسجل هنا بأسف بالغ أن حاجتنا ماسة جدا إلى علاقة صحيحة وحيوية
بحجة الله على العالمين عجل الله تعالى فرجه… أرأيت لو أن شخصا كان في زمن
المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لا يتشوق إلى لقائه ولا يفكر به… ولا يشعر بأي
علاقة قلبية به… فهل كان يعتبر صادق الإيمان… أو ليس من واجب المسلم أن يحب
رسول الله أكثر مما يحب نفسه وأولاده…
ثم أليس من واجب المسلم أن يحب أهل البيت عليهم السلام كذلك عملا بواجب
المودة في القربى وغيره…
والإمام المنتظر امتداد رسول الله والمصداق الأوضح للالتزام بواجب المودة في القربى
في عصر الغيبة الكبرى وكيف يمكن أن يكون أحدنا دقيقا في رعاية واجب حب
المصطفى وأهل بيته إن لم يعمر قلبه الحنين إلى الإمام المنتظر على غرار ما نجد في
سيرة علمائنا رضوان الله عليهم…
وسنرى أن آداب الغيبة تتكفل بتأمين هذا البعد العقيدي الهام
(٣٠)
١ – معرفة الامام…
«من عرف إمامه ثم مات قبل أن يرى هذا الأمر (…)
كان له من الأجر كمن كان مع القائم في فسطاطه».
رواه الشيخ الطوسي في «الغيبة / ٢٧٧«
(٣١)
هل نعرف إمامنا وحجة الله علينا؟
وهل تكفي المعرفة الإجمالية الباهتة؟
حقا… لماذا نجد أكثر أوساطنا لا تعيش حقيقة وجوده المبارك بل لا يكاد يذكر اسمه
إلا في منتصف شعبان وعند تعداد أسماء الأئمة المعصومين… عليهم السلام.
وحتى من يتصور منا أنه يعرفه… سيجد عندما يرجع إلى الروايات والتفاصيل التي
ذكرها العلماء أنه لا يعرف عنه سلام الله عليه ما يكفي… ولقد حققت ثورة الإسلام
المظفرة في إيران تقدما جيدا في مجال ربط الأمة بالإمام المنتظر… إلا أننا رغم ذلك
ما زلنا بحاجة ماسة إلى معرفته ونقل الإحساس بوجوده المبارك من مرحلة التصور
(٣٢)
إلى التصديق الجازم الحار الذي لا ينفك عن العمل…
وتحتل معرفة الإمام مرتبة هامة من وجهة نظر الإسلام تدل على ذلك أحاديث كثيرة
منها:
من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية (١ (وقد ورد في حديث عن الإمام
الصادق عليه السلام أن ندعو في عصر الغيبة بدعاء جاء فيه:
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني (٢.(
والميتة الجاهلية الواردة في الحديث الأول سببها الضلال عن الدين الوارد في الحديث
الثاني…
وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
في قوله تعالى: «يوم ندعو كل أناس بإمامهم» يدعى كل أناس بإمام زمانهم وكتاب
ربهم وسنة نبيهم (٣.(
——————–
(١ (كمال الدين وتمام النعمة للصدوق / ٤١٢ ومنتخب الأثر / ١٥ نقلا عن الحميدي قال: أخرجه في
الجمع بين الصحيحين وأخرج الحاكم مشابها له في معناه وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «من مات وليس
عليه إمام فإن موته موتة جاهلية».
.٣٤٣ / ٣٤٢ الدين كمال) ٢)
(٣ (منتخب الأثر نقلا عن الدر المنثور للسيوطي وغيره.
(٣٣)
* بعض ما تنبغي معرفته عنه عليه السلام:
أولا: النص على إمامته من جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والروايات في
ذلك كثيرة جدا… وقد أكدت مضامينها النصوص الكثيرة أيضا الواردة عن آبائه عليهم
السلام.
ثانيا: حل إشكالية طول العمر حتى لا تكون عائقا يحول دون الإعتقاد الجازم بوجوده
سلام الله عليه.
ثالثا: علامات الظهور.
رابعا: واجب المسلمين تجاهه في عصر غيبته…
إلى غير ذلك مما يتفرع على ما تقدم أو يرتبط به…
ومن جملة الأدعية التي ورد الأمر بالمواظبة عليها في زمن الغيبة ما روي عن الإمام
الصادق عليه السلام أنه قال لأحد أعظم أصحابه: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان –
زمان الغيبة – فأدم هذا الدعاء:
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك…
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك…
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني (٤.(
——————–
(١ (كمال الدين وتمام النعمة ٣٤٢ / ٣٤٣ وقد وردت هذه الفقرات كدعاء = مستقل يدعى به في عصر
الغيبة ورواها أيضا النعماني في الغيبة / ١٦٦ بسند آخر وبنفس اللفظ المذكور هنا في المتن كما وراها
الكليني في الكافي بسندين ج ١ / ٣٣٧ و ٣٤٢» باب الغيبة» ورد في الأول لفظ رسولك ثلاث مرات وفي
الثاني لفظ «نبيك» بدلا منها جميعا…
وقد نقل النعماني الحديث بهذين السندين أيضا بالإضافة إلى ما تفرد به ورواها نقلا عنه العلامة المجلسي في
.١٤٦ / ٥٢ البحار
كما أورد الشيخ الطوسي في الغيبة / ٢٠٢ الرواية وبعض هذه الفقرات.
(٣٤)
2025-03-05