الرئيسية / المرأة في الإسلام / هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام

هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام

ويعتقد المسيحيون أنه (عليه السلام) قد صلب ومات وقام من الأموات في اليوم الثالث. وبعد ذلك ظهر لتلاميذه ليبشرهم بقيامته ويرسلهم إلى جميع الأمم لتبليغ تعاليمه وإرشاداته.
هذه باختصار حياة المسيح (عليه السلام) كما تذكره الأناجيل وتعتبر مسألة صلب المسيح (عليه السلام) وقيامته من الأمور المهمة في العقيدة المسيحية إذ بدونها لا تكتمل فصول عقيدة الفداء والخطيئة الأصلية، ولنلق نظرة عن كيفية صلبه وقيامته، ومن ثم عن موضوع الفداء والخطيئة الأصلية حسب الأسفار الملهمة.

(٦٦)

الصلب والقيامة أن قصة صلب المسيح (عليه السلام) في الأناجيل الأربعة فيها الكثير من الاختلاف، وكذلك قيامته.
ففي الأناجيل الثلاثة المتوافقة وعند القاء القبض عليه ينقل أن يهوذا الإسخريوطي تقدم إلى المسيح (عليه السلام) وقبله، وكان قد اتفق مع العسكر على علامة وهي تقبيله للمسيح (عليه السلام) فألقوا القبض عليه (متي: 26: 47 – 55) (مر: 14 – 43 – 46) (لو: 22 – 47 – 51). وأما في إنجيل يوحنا فينقل أن المسيح (عليه السلام) هو الذي خرج إليهم وقال من تطلبون؟، أجابوه يسوع الناصري، قال لهم يسوع (عليه السلام) أنا هو وكان يهوذا واقفا معهم (يو: 18: 2 – 9).
فلا ينقل يوحنا تقبيل يهوذا للمسيح (عليه السلام) بل أن المسيح (عليه السلام) هو الذي عرف نفسه، فهرب التلاميذ كلهم بعد تسليم المسيح (عليه السلام) نفسه، فلم يشهدوا ماذا جرى بعد ذلك، إلا أنها تنقل أن بطرس تبعه

(٦٧)

من بعيد.
وكذلك تختلف الأناجيل في قصة محاكمته عند بيلاطس، وكذلك في حمله للصليب فتقول الأناجيل المتوافقة أن رجلا قيروانيا اسمه سمعان هو الذي حمل الصليب، (لو: 23: 26 – 27) وأما في إنجيل يوحنا فينقل أن المسيح (عليه السلام) هو الذي حمل صليبه: فخرج وهو حامل صليبه، (يو: 19: 17).
وعند موته أيضا (عليه السلام) تختلف الأناجيل فيما بينها، إذ ينقل متي ومرقس أن يسوع المسيح (عليه السلام) وقبل أن يسلم روحه صاح بصوت عظيم معاتبا ربه (إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني) (مت: 7 2: 46 – 50) ومن ثم صرخ أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح، أما لوقا فإنه ينقل أن المسيح (عليه السلام) لم يعاتب ربه، بل أسلم روحه بكل طمأنينة فيقول: ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي ولما قال هذا أسلم الروح (لو: 23: 45 – 47). وأما يوحنا فإنه لم ينقل شيئا عن تلك الصرخة العظيمة بل ينقل أنه عندما أخذ يسوع الخل الذي سقوه قال قد أكمل ونكس رأسه و أسلم الروح (يو: 19: 30).
وأما دفنه فتنقل الأناجيل المتوافقة أنه نحت في صخر، وأما إنجيل يوحنا فيقول: (إنه كان في الموضع الذي صلب فيه بستان و في البستان قبر جديد) (يو: 19 – 40 – 41).

(٦٨)

وأما عن قيامته فالاختلاف أكثر، لأن الأناجيل المتوافقة هي أيضا مختلفة، فبعد ما طلب رؤساء الكهنة من بيلاطس أن يضع حراسا على القبر كي لا يسرقه التلاميذ ويدعون أنه قد قام استجاب لأمرهم، وعند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم أخرى معها فنظرتا إلى القبر، فحدثت زلزلة عظيمة لأن ملاك الرب نزل من السماء و دحرج الحجر الذي على باب القبر وجلس عليه، وكان لباسه أبيض (متي: 28: 1 – 3).
وأما مرقس فإنه ينقل أنهن لم يسمعن صوت الزلزلة العظيمة، وأن الحجر كان قد دحرج والملك بصورة شاب جالس في داخل القبر على اليمين (مر: 16: 4 – 6)، وأما لوقا فإنه ينقل أنهن دخلن القبر فلم يجدن يسوع (عليه السلام) وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة (لو: 24 – 1 – 4) ويزيد لوقا أنه كان مع النساء أناس آخرون.
وأما يوحنا في إنجيله فإنه يقول أن مريم المجدلية كانت لوحدها، وعندما جاءت ونظرت الحجر مرفوعا عن القبر، ركضت إلى سمعان (بطرس)، والتلميذ الآخر وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه، وجاء بطرس ومعه التلميذ إلى القبر، فدخل بطرس ورأى الأكفان موضوعة، ومن ثم دخل التلميذ الآخر فآمن، لأنهم لم يكونا بعد يعرفون أنه ينبغي أن يقوم من الأموات، فمضى

(٦٩)

التلميذان وبقيت مريم المجدلية وهز تبكي فنظرت إلى القبر وإذا بملاكين بثياب بيض (يو: – 20: 1 – 13).
وأما ظهوره لتلاميذه ولآخرين فهو الآخر مختلف فيه، فمتي ينقل أنه ظهر لمريم المجدلية ومريم الأخرى وسجدتا له وأمرهما أن يقولا لأخوته أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونه (متي: 28: 9 – 20) وذهب التلاميذ ولما رأوه سجدوا له وبعضهم شكوا (متي 28: – 16 – 18).
وأما مرقس فإنه يذكر في إنجيله أن الملاك الذي رأته مريم المجدلية هو الذي قال لها وللنساء اللاتي معها (إذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه) (مر: 16: 7 – 8)، ويردف مرقس أنه ظهر أولا لمريم المجدلية وحدها التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين، فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه ولم يصدقوا (مر: 16: 9 – 12) وبعد ذلك ظهر لاثنين منهم وأخبرا البقية فلم يصدقوا (مر: 16 – 12 – 13) وأخيرا ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام (مر: 16: 14 – 16).
وأما لوقا فإنه ينقل أن الرجلين اللذين وفقا بهن بثياب براقة هما اللذان ذكرا النساء بأن المسيح (عليه السلام) قال إنه يقوم من القبر، فتذكرن كلامه (عليه السلام) فأخبرن الأحد عشر ولم يصدقوهن (لو: 24: 4 –

(٧٠)

شاهد أيضاً

صور منتخبة

صور منتخبة