الرئيسية / شخصيات أسلامية / حياة الإمام المهدي عليه السلام – الشيخ باقر شريف القرشي

حياة الإمام المهدي عليه السلام – الشيخ باقر شريف القرشي

حياة الإمام محمد المهدي عليه السلام دراسة وتحليل

(١)

حياة الإمام محمد المهدي عليه السلام دراسة وتحليل تأليف باقر شريف القرشي

(٢)

بسم الله الرحمن الرحيم * (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) *.
الأنبياء / 105 * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) *. النور / 55 القرآن الكريم

(٤)

بين يديك أيها المصلح العظيم سيدي!
تتطلع الدنيا لمقدمك السعيد، لترفع راية العدل عالية خفاقة وتنشر الأمن والرخاء على جميع شعوب العالم وأمم الأرض وتنقذ الإنسان من ويلات الظالمين وكوارث الإرهابيين وتطوي أجهزة السياسة الرعناء التي استحلت ما حرم الله وكفرت بحقوق الإنسان وأحالت الأرض إلى جحيم وصرفت أموال الشعوب على صنع الأسلحة المبيدة التي تهلك الحرث والنسل في حين أن ملايين البشر يموتون جوعا.
سيدي!.
يا أمل المحرومين والمعذبين في الأرض إليك ترنو أبصارهم وبك تعلقت آمالهم لتنقذهم من واقعهم المرير وتقيم في ربوعهم العدالة الاجتماعية وتوزع عليهم خيرات الله فلا يبقى في ظلال حكمك العادل أحد ينهش جسمه الجوع والحرمان وإنما يعيش الجميع كما يريد الله – برفاهية ونعيم ورخاء، لا ترهقهم ذلة، ولا يخافون دركا ولا يخشون ظالما.
سيدي!.
لقد انهارت الأخلاق وأقبرت الفضائل وهبط الإنسان إلى مستوى سحيق ما له من قرار فقد انعدم الصدق وساد الكذب وعم النفاق وتلاشت الروابط

(٦)

الاجتماعية ولم يعد الإنسان كما يريده الله تعالى خليفة في الأرض يسير بالحق ويحكم بالعدل… وها هي البشرية تترقب طلوعك، وتتلهف إلى حكمك لتنقذها من هذا الانهيار المخيف الذي ينذر بإعادة شريعة الغاب!.
سيدي!.
لقد جمدت أحكام الإسلام وعطلت حدوده ولم يبق إلا اسمه وها هو يعج إليك آثاره وتقيم معالمه وتعيد آياته حتى تزدهر الدنيا بعدله ويأمن الخائفون ويسعد المستضعفون بحكمه…

(٧)

تقديم – 1 – نحن أمام أمل الإنسانية المعذبة التي فتكت بها الحروب ودمرتها أطماع المستعمرين فهي تتطلع إلى منقذها العظيم ليقيم فيها حكم الله تعالى الذي لا غنى فيه لأحد ولا استغلال ولا تميز لقوم آخرين.
نحن أمام العدل الصارم الذي يمحو الظلم والجور ويسحق الاستعباد ويشيع الفضيلة والرحمة والمواساة ويبسط الإيثار والمودة بين الناس فلا ظل في حكمه لأي قوى تعبث بالحياة أو تعيث فسادا في الأرض.
نحن أمام العدل المنتظر الذي هو هبة الله ونعمته الكبرى على الناس والذي يملأ قلوب البؤساء والمحرومين رجاء ورحمة ويوزع عليهم خيرات الله.
نحن أمام قائم آل محمد عليه السلام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذي أعده الله تعالى لإصلاح العالم وتغيير مناهج الأنظمة الفاسدة السائدة فيه والتي هبطت بالإنسان إلى مستوى سحيق ما له من قرار.
لقد أعد الله تعالى الإمام المهدي عليه السلام للقيام بأداء أعظم رسالة إصلاحية، فهو الذي يملأ الدنيا قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
لقد اختاره الله لهذه المهمة من بين أوليائه لأنه من أصفى الناس طبعا ومن أرقهم قلبا ومن أنفذهم بصيرة ومن أكثرهم نكرانا للذات فهو من أهل بيت زكاهم الله وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

(٨)

(2) أما الإمام المنتظر عليه السلام فهو من أبرز القضايا الإسلامية وضوحا ومن أكثرها جلاء فقد بشر به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله – الذي لا ينطق عن الهوى – وكذلك بشر به أئمة الهدى عليهم السلام الذين هم خزنة علم الرسول وسدنة حكمته وليست أخبارهم به أخبار آحاد قابلة للطعن والتشكيك والتجريح في سند رواتها وإنما هي أخبار متواترة قد حازت الدرجة القطعية وصدقها أئمة الحديث وآمن بها الحفاظ مجمعين على تدوينها في السنن والصحاح حتى صار التشكيك فيها تشكيكا في ضروري من ضروريات الدين وقد نقل الرواة عن النبي أنه قال: ” من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد (ص) ” (1).
(3) إن العقل السليم يؤمن بصورة مطلقة بوجود الإمام المنتظر عليه السلام وبحتمية ظهوره فإنه أمر ممكن عقلا لم يقم أي دليل علمي على امتناعه واستحالته فإن جميع ما أثير حوله من شبه وأوهام لا تلبث أن تتلاشى أمام الفيض العارم من الأخبار الصحيحة التي أثرت عن نبي الإسلام وأوصيائه العظام وهي تعلن بوضوح وصراحة عن حتمية ظهوره على مسرح الحياة ليبدد الظلم والجور ويعيد للإسلام بهجته ونظارته وبالإضافة إلى تلك الأخبار فإن هناك إجماعا عالميا من الأديان السماوية والمذاهب الاجتماعية على ظهور مصلح اجتماعي يقيم الحق ويحكم بالعدل ولا يدع ظلا للغبن والظلم بين الناس وإن حكمه هو أسمى ما تحلم به البشرية من التطور والتقدم والازدهار في جميع أدوارها.
(١) عقد الدرر (ص. ٢٣) فرائد السمطين أعيان الشيعة ٤ / 431.
(٩)

شاهد أيضاً

المرأة مع النبي (صلى الله عليه واله) في حياته وشريعته – الشهيدة بنت الهدى

سلوكه، وأسلوبه وكل شيء فيه، وهي منصتة له بقلبها وفكرها وبكل جارحة فيها تستزيده ولا ...