الرئيسية / بحوث اسلامية / سؤال وجواب – ما هي فائدة الدين الاسلامي وهل فشل الدين تاريخيا؟

سؤال وجواب – ما هي فائدة الدين الاسلامي وهل فشل الدين تاريخيا؟

يسألنا بعض اللادينيين والمُلحدين عن فوائد وأهداف الدين.
فيقولون: ما فائدة وجود دين للبشريّة؟ وهل الإنسان مُحتاج إلى دين فعلاً؟!
وإذا كانت ثمة فوائد من الدين, فهل نستطيع إيجاد بدائل أفضل من الدين تعوّض هذه الفوائد لا سيّما أن الدين (حسب رأيهم) ملئ بالسلبيّات والأخطاء والضلالات التي تُدمّر حياة البشرية؟!
فهم يقترحون إيجاد بدائل عن الدين تتفادى سلبيات الدين وتحقق فوائده, وكلامهم هذا مبني على أساس رؤيتهم أن الأديان صنع بشري لأدلة كثيرة من جُملتها وجود أخطاء كثيرة في هذه الأديان ووجود تشابه كبير في هذه الأخطاء بين هذه الأديان مما يدل (حسب رأيهم) على وحدة المنشأة الإنساني.
فهم يروون بناء على ذلك أن الإنسان البدائي صنع الأديان لسد حاجاته المعرفيّة والأخلاقيّة والقانونيّة والسياسيّة وغيرها, فبدل الاستمرار بالعمل بهذه الثقافات البدائية التي ثبت خطؤها (حسب وجهة نظرهم) فبدل ذلك لا بأس أن نُوجِد ثقافة إنسانيّة مُتطوّرة مُتجددة تسد هذه الحاجات بشكل علمي أكثر وتتفادى الأخطاء الموجودة في الثقافات القديمة.
ولهم أمثلة كثيرة عن هذه البدائل ولهم مُقترحات مُتعددة على المُستوى السياسي والاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي وغيره لا يسع المقام لذكرها حاصلها أن العقل البشري بإمكانه أن يوجد قالب ثقافي معرفي أخلاقي قانوني سياسي مُتكامل فعّال كما هو الحاصل مثلاً في بعض الدول اللادينيّة, وهم يستدلون ببعض النماذج لبعض المُجتمعات اللادينيّة (كاليابان والسويد مثلاً) التي نجحت على المستوى السياسي والأخلاقي وحققت العدالة الاجتماعيّة والرفاهيّة والتقدّم والانضباط الأخلاقي من دون التمسّك بالأديان.
الجواب:

الأخ ابو محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله
أولاً: الدين له فوائد كثيرة ومن اجل فوائده انه نظام اجتماعي متكامل يتكفل بتنظيم امور الناس في معاشهم ومعادهم، ومصدر هذا النظام هو الله تعالى خالق الانسان الذي يعلم بما يصلحه ويفسده، والدين ليس بدائيا كما تدعي فاحكامه متطورة متجددة بتجدد الحوادث وتقدم الحضارة، ليس الدين هو قوالب لفظية جامدة فيها تعاليم طوباوية لا يمكن تحقيقها على ارض الواقع كالاساطير والخرافات التي وصلت الينا عن الامم السالفة، بل الدين منهاج يتفاعل مع كافة جزيئات الحياة ويتكيف مع مستجداتها ومستحدثاته، غاية الدين هو تحقيق سعادة الانسان في الدارين، انه يهدف الى رسم الطريق الصحيح الذي نعبر من خلاله الى الاخرة، حيث رضا الله تعالى وجنته، انه يرتب العلاقة بين الخالق والمخلوق على اساس سليم طبقا للفطرة التي فطر الله الناس عليها، والفطرة اشبه ما تكون ببرنامج الهي مركون في الطبيعة البشرية، وهذا البرنامج لا يمكن تشغيله والانتفاع به الا باتباع الدين والسير على منهاجه …. .

ثانياً: نجاح بعض الامم كما ذكرت في سؤالك حضاريا كاليابان هو نتيجة للالتزام بمنهج وضعه الانسان سعيا لسعادة موقوتة ومحدودة بحدود هذا الزمان المتصرم ونجاح هذا المنهج لا علاقة له بالفشل الذي ينسبه البعض الى الدين اذ الدين لم يتسن له ان يطبق بالشكل الصحيح ولم تتح له الفرصة الكافية للنجاح كما اتيحت لغيره من المناهج الوضعية في الامم الغربية , لم يلتزم المسلمون في الامة الاسلامية بالدين الالهي وانما جعلوه وسيلة لتسلق المناصب والوجاهات والتنافس على كرسي السلطة فافترقوا فرقا وتشرذموا طوائف، فالعيب اذن ليس في الدين بل العيب في الامة الاسلامية التي لم تسر على نهج محمد واهل بيته وغصبت حق خليفة رسول الله الذي هو اعلم الناس بدين الله عز وجل بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) …والكلام في هذا المقام طويل وذو شجون نكتفي منه بما ذكرنا .
ودمتم في رعاية الله

https://t.me/wilayahinfo

[email protected]

الولاية الاخبارية

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...