الرئيسية / تقاريـــر / الامامية وفقه السياسية د. عبد الستار جبار الجابري

الامامية وفقه السياسية د. عبد الستار جبار الجابري

الامامية وفقه السياسة د. عبد الستار جبار الجابري

الحلقة التاسعة

المبادئ التصورية للفقه السياسي (مبادئ السياسة الشرعية)1

المبدأ الاول: اختصاص الحاكمية بالله تعالى
المبدأ الاول من مبادئ الفقه السياسي عند الامامية هو ان الحاكمية لله تعالى، وان حق التشريع منحصر به تبارك وتعالى، وورد في العديد العديد من النصوص القرآنية الكريمة التي لا تقبل التأويل منها:
قوله تعالى في سورة الاعراف ﴿قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون ۞ فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ۞ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ۞ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون ۞ قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون﴾
وقوله تعالى في سورة النحل﴿ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ﴾
وقوله تعالى في سورة المائدة﴿إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ۞ وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ۞ وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ۞ وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ۞ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ۞ وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون﴾
فالنص القرآني الكريم واضح وضوح لا لبس فيه ان الحاكمية لله تعالى والتشريع منه تبارك وتعالى وان الله تعالى انزل التشريعات في كتبه المقدسة وامر الانبياء ان يحكموا بين الناس بما انزل الله، وان اي حكم لا يندرج تحت احكام الله تعالى هو حكم باطل ومرتكبه موصوف في القرآن الكريم بالظلم والفسق والكفر.
وقد جعل الله تعالى الانبياء والرسل تراجمة احكامه الى الامم التي بعثوا اليها وامر الامم باتباعهم ونهاهم عن مخالفتهم وقد جاء ذلك صريحاً في القرآن الكريم ﴿وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب﴾ فالحاكمية لله تعالى والمبغ لاحكام الله تعالى على نحو بيان الاحكام الواقعية التي لا يشوبها شك ولا شبهة هو الرسول (صلى الله عليه واله)، وقد بين القرآن الكريم ان الولاية لله تعالى خالصة ﴿هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا﴾ وقد جعل الله تعالى رسوله (صلى الله عليه واله) ولياً على الامة وحاكماً عليها﴿وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين﴾
﴿يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما﴾

﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾ ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا﴾ ، بل اذا قضى رسول الله (صلى الله عليه واله) بشيء لم يكن المكلف بالخيار في الامتثال وعدمه بل يجب عليه الالتزام بما قضى به النبي (صلى الله عليه واله) وان كان الامر شخصياً﴿وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا﴾ ، ثم وسع القرآن الكريم دائرة الولاية لتشمل اولي الامر﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا﴾ ، وبين القرآن الكريم ان اولي الامر الذين لهم الولاية الثابتة من الله تعالى كما ثبتت لرسوله (صلى الله عليه واله) هو خصوص من تصدق وهو راكع ﴿انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾

شاهد أيضاً

التعبئة في رحاب الولي

الفصل الثاني: لماذا التعبئة؟ الدرس الثاني لماذا التعبئة ؟ -فوائد التعبئة -ارتباطها بالقائد 23 16 ...