الرئيسية / مستحبات الايام ولياليها / في تعقيب الصلوات ودعوات أيّام الأسبوع

في تعقيب الصلوات ودعوات أيّام الأسبوع

تعقيب صلاة العشاء ـ نقلا عن المتهجد ـ :

اللّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخْطُرُ عَلى قَلْبِي ، فَأَجُولُ فِي طَلَبِهِ البُلْدانَ ، فَأَنا فِيما أَنا طالِبٌ كَالحَيْرانِ ، لاأَدْرِي أَفِي سَهْلٍ هُوَ ، أَمْ فِي جَبَلٍ ، أَمْ فِي أَرْضٍ ، أَمْ فِي سَّماء ، أَمْ فِي بَرٍّ [٢] أَمْ فِي بَحرٍ؟ وَعَلى يَدَي مَنْ ، وَمِنْ قِبَلِ مَنْ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَأَسْبابَهِ بِيَدِكَ ، وَأَنْتَ الَّذِي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ ، وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لِي وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قَرِيباً ، وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرَ لِي فِيهِ رِزْقاً ، فَإِنَّكَ غَنِيُّ عَنْ عَذابِي [٣] وَأَنا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ ، إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [٤].

أقول : هذا مِن أدعية الرزق ، وَيُستحب أيضاً أن يقرأ عقيب العشاء سورة : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) سَبع مَرات [٥] ، وأن يقرأ في الوتيرة وهي ركعتان جالسا بَعدَ العشاء مائة آية من القرآن ، وَيُستحب أن يُعتاض عَن المائة آية سورة : (إِذا وَقَعَتِ الواقِعَة) في ركعة ، وسورة : (قُلْ هُوَ الله أحَد) في الركعة الأخرى [٦].

تعقيب صلاة الصبح ـ عن مصباح المتهجد ـ :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فِيْهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [١]. وَتَقول عشر مَرات : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ الأَوْصِياء الرَّاضِينَ المَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ ، وَباركْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ [٢]. وهذهِ الصلاة واردة يَومَ الجمعة أيضاً عصراً بفضل عظيم [٣].

وقُل أيضاًاللّهُمَّ أَحْيِنِي عَلى ما أَحْيَيْتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْن أَبِي طالِبٍ وَأَمِتْنِي عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْنُ أَبِي طالِبٍ عليه‌السلام [٤].

وقُل مئة مرةاسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

ومئة مرةأَسْأَلُ الله العافِيَةَ.

ومائة مرةأَسْتَجِيرُ بِالله مِنَ النَّارِ.

ومائة مرةوَأَسْأَلُهُ الجَنَّةَ.

ومائة مرة : أَسْأَلُ الله الحُوْرَ العِينَ.

ومائة مرةلا إِلهَ إِلاّ الله المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ.

ومائة مرة : التوحيد.

ومائة مرةصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

ومائة مرةسُبْحانَ الله ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ ، وَالله أَكْبَرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ.

ومائة مرةماشاءَ الله كانَ ، وَ [٥]لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيْمِ [٦].

ثُمَّ قُلأَصْبَحْتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِما بِذِمامِكَ المَنِيعِ [٧] الَّذِي لايُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ سائرِ مَنْ خَلَقْتَ وَ [٨]ما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتْ وَالنّاطِقِ فِي جَنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوْفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ وَلاِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحْتَجِبا مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلى

أَذَيِّةٍ بِجِدارٍ حَصِينِ الاخْلاصِ فِي الاعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ مُوقِنا أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ أَوالِي مَنْ وَالَوا وَأَجانِبُ مَنْ جانَبُوا فَأَعِذْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما اتَّقِيهِ يا عَظِيْمُ حَجَزْتُ أَلاَعادِي عَنِّي بِبَدِيعِ السَّماواتِ وَأَلاَرْضِ إِنّا [١] جَعَلْنا مِنْ بَيْن أَيْدِيهِمْ سَداً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَداً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرُونَ [٢].

وهذا دعاء يدعى به في كُل صباحٍ ومَساء [٣] وهوَ دعاء أمير المؤمنين عليه‌السلام لَيلَة المبيت [٤].

وروي في التهذيب أن مَن قال بعد فريضة الفجر عشر مرات

سُبْحانَ الله العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، عافَاه الله تعالى مِن العمى والجنون والجذام والفقر والهدم (انهدام الدار) أو الهرم (الخرافة عند الهرم) [٥].

وروى الكليني عَن الصادق عليه‌السلام أنّ من قال بعد فريضة الصبح وفريضة المَغرب سَبع مَراتبِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ.

دفع الله عنهُ سَبعين نوعاً مِن أنواع البَلاءِ أهونها الريح والبرص والجنون ، وإن كانَ شقيا مُحي مِن الاَشقياء ، وكتب مِنَ السعداء [٦].

وروي عنهُ عليه‌السلام أيضاً للدنيا والآخرة ، ولوجع العين هذا الدعاء بَعدَ فريضتي الصبح والمَغرباللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ النُّورَ فِي بَصَرِي ، وَالبَصِيرَةَ فِي دِينِي ، وَاليَقِينَ فِي قَلْبِي ، وَالاِخْلاصَ فِي عَمَلِي ، وَالسَّلامَةَ فِي نَفْسِي ، وَالسّعَةَ فِي رِزْقِي ، والشُكْرَ لَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي [٧].

أقول : روى الشيخ ابن فهد في عدّة الدّاعي عَن الرضا عليه‌السلام أنّ مَن قالَ عقيب صلاة الصبح هذا القول ما سَأل الله حاجة إِلاّ تيسرت لَهُ وكفاهُ الله ما أهمه :

بِسْمِ الله وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاُفَوِّضُ أَمْرِي إِلى الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالعِبادِ ، فَوَقاهُ الله سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا.

لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ.

حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ.

ما شاءَ الله لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله ،

ماشاءَ الله لا ما شاء النَّاسُ ،

ما شاءَ الله وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ

حَسْبيَ الرَّبُّ مِنَ المَرْبُوبِينَ ،

حَسْبِيَ الخالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ ،

حَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنَ المَرْزُوقِينَ ،

حَسْبِيَ الله رَبُّ العالَمِينَ ،

حَسْبِيَ مَنْ هُوَ حَسْبِي ،

حَسْبِيَ مَنْ لَمْ يَزَلْ [١] حَسْبِي ،

حَسْبِيَ مَنْ كانَ مُذْ كُنْتُ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي ،

حَسْبِيَ الله لا إِلهَ إِلاّ هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ [٢].

أقول : حكى شيخنا ثقة الاسلام النوري نوّر الله مرقده في كتاب دار السلام عَن شَيخِهِ المَرحوم العالم الرباني الحاج المَولى فتح علي السلطان آبادي (رض) ، أن الآخوند المَولى محمد صادق العراقي كانَ في غاية الضيق والعسرة والضرّاء ومضى عليه كذلك زمان فلم يجد من كربِهِ فَرَجاً ولا من ضيقه مَخْرَجاً إلى أَن رأى لَيلَة في المَنام كأنه في وادٍ يتراءى فيه خيمة عظيمة عَلَيها قبة فسأل عَن صاحبها فقيل فيه الكهف الحصين وغياث المُضطرّ المستكين الحُجة القائم المهدي المُنتظر عجّل الله تعالى فرجه فَأسرع الذهاب إليها فلّما وافاهُ (صَلَواتُ الله عَلَيهِ) شكى عندهُ سوء حاله وسَأل عنهُ دعاءً يفرّج بِهِ همّه وَيَدفع بِهِ غمّه فأحاله عليه‌السلام إلى سيّد من ولْده وإلى خيمته فخرج مِن حضرته ودخل في تلك الخيمة فرأى السيّد السند والحبر المُعتمد العالم الاَمجد المؤيد جناب السَيد محمد السلطان آبادي قاعداً على سجّادته مشغولا بدعائه وقراءته فذكر لَهُ بَعدَ السلام ما أحال عليه حجّة الملك العّلام فعلّمه دعاءً يستكفي بِهِ ضيقه وَيَستجلب بِهِ رزقه فانتبه من نومه والدعاء محفوظ في خاطره فقصد بيت جناب السيد وكانَ قَبلَ تلك‌الرؤيا نافراً عنهُ لوجهٍ لايذكرهُ فلمّا أتاهُ ودخل عليه رآه كَما في النوم على مصلاه ذاكراً

ربّه مستغفراً ذنبه فلما سلّم عليه اجابه وتبسم في وجهه كأنّه عرف القضية فسأل عنهُ ما سأل عنهُ في الرؤيا ، فعلّمه مِن حينه عين ذاك الدعاء فدعا به في قليل من الزمان فصبّت عليه الدنيا مِن كلّ ناحية ومكان ، وكانَ المَرحوم الحاج المَولى فتح علي رض يثني على السَيد ثناءً بليغا وقد ادركه في أواخر عمره وتلمّذ عليه شطراً من الزمان ، وأمّا ما علّمه السيد في اليقظة والمنام فثلاثة أمور :

الأول : أَن يذكر عقيب الفَجر سَبعين مرّة واضعاً يدهُ على صدره :

يا فتّاح 70 مرة

الثاني : أَن يواظب على هذا الدعاء المَروي في الكافي وَقَد عَلَّمَهُ النَّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا مِن أصحابِهِ مُبتلى بالسقم والفقر فما لبث أَن ذهَب عنهُ السقم والفقر :

لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله ، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيّ الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً [١].

الثالث : أَن يدعو دبر صلاة الغداة بالدعاء الذي رواهُ ابن فهد. وَيَنبغي أن يغتنم هذهِ الاَوراد ويداوم عَلَيها ولا يغفل عَن آثارها [٣].

واعلَم انه يستحب سجدة الشكر عقيب الصلوات استحبابا أكيداً ، والدعوات والاَذكار المأثورة فيها كثيرة. وَقَد روَي عَن الرضا عليه‌السلام قالَ : إن شئتَ فَقُل فيها مائة مرة : شُكْراً شُكْراً ، وإن شئتَ فَقُل مائة مرة : عَفواً عَفْواً [٤].

وَعَنهُ عليه‌السلام قالَ : أدنى ما يجزي في سَجدة الشُكر أن يقول ثلاثاً : شُكْراً للهِ [٥].

واعلَم أيضاً أنَّ لنا ادعيةً وأذكاراً كثيرةً واردة عند طلوع الشَمس وعند غروبها مأثورة عَن النَّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة الطاهرين عليه‌السلام ، وَقَد حرَّضت الآيات والاَخبار تحريضاً ورغبت ترغيباً في المحافظة على هاتين الساعتين وَنَحنُ نقتصر هنا على ذكر عدة من الأدعية المُعتبرة.

الأول : روى مشايخ الحديث باسناد معتبره عَن الصادق عليه‌السلام أنه قال : فريضة على كل مسلم أن يَقول قَبلَ طلوع الشَمس عشراً وقَبلَ غروبها عشراً :

لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَيُمِيتُ

شاهد أيضاً

الامامية وفقه السياسة – د. عبد الستار جبار الجابري

الامامية وفقه السياسة د. عبد الستار جبار الجابري الحلقة الخامسة فقه السياسة في عصر الغيبة3 ...