مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام 11
3 ساعات مضت
شخصيات أسلامية
10 زيارة
فصل (الصفات الإلهية) وذلك لأن الصفات الإلهية (٧) الحي وهو إمام الأئمة والعليم، والمريد والقادر والمتكلم والجواد والمقسط، ولهذه الأسماء مظاهر فمظهر ركن الحياة إسرافيل، ومظهر ركن العلم جبرئيل، ومظهر ركن الإرادة ميكائيل، ومظهر ركن القدرة عزرائيل، ولهذه الأصول سبع مظاهر كوكبية تسمى النيرات السبع، وكل كوكب منها خدم لاسم من هذه الأسماء، فمظهر تجلي الحياة الشمس، ومظهر تجلي العلم المشتري، ومظهر تجلي القدرة المريخ، ومظهر تجلي الإرادة الزهرة، ومظهر تجلي الكلام القمر، ومظهر تجلي الأقساط عطارد، ومظهر تجلي الجود زحل، والأسماء هي المؤثرة فيما تحتها من العوالم لكن بواسطة هذه المظاهر كما تقتضيه الحكمة الأزلية من ترتيب الأسباب على المسببات، وإليه الإشارة بقوله: ﴿وأوحى في كل سماء أمرها﴾ (1).
فصل (الأنبياء مظاهر أسماء الله) وكذلك الأنبياء فإنهم مظاهر أسماء الله فمن كان منهم مظهر اسم كلي، كانت شريعته كلية، وجميع الأسماء ترجع إلى الاسم الجامع الذي هو الله، وجميع الرسل والأنبياء ترجع إلى هذه الأسماء السبعة:
آدم وإدريس وإبراهيم ويوسف وموسى وهارون وعيسى عليهم السلام ومرجع هذه السبعة إلى الاسم الجامع الواحد وهو محمد صلى الله عليه وآله قادم مظهر الاسم الناطق وللخالق فيه أثر تام، ومحله فلك القمر وهو بيت العزة، وفيه جوامع الكلم الطيب.
(وإدريس) مظهر الاسم الحي وفلكه الشمس التي هي منبع الحياة الحيوانية والنباتية، ومن ثم أعطي العلم بأسرار المعادن والنبات.
(وإبراهيم) مظهر الاسم الجواد وللإله فيه أثر تام وفلكه زحل وهو أول من أطعم الضيف.
(ويوسف) مظهر الاسم المريد وللجميل فيه آثر عظيم وفلكه فلك الزهرة.
(٤٥)
وموسى) مظهر الاسم القادر وللقوي وللشديد فيه أثر، وفلكه فلك المريخ.
(وهارون) مظهر الاسم العليم والآمر والناهي وفلكه فلك المشترى.
(وعيسى) مظهر الاسم المقسط وللحكيم فيه أثر ولذلك أبرأ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى وفلكه فلك العطارد.
ومحمد صلى الله عليه وآله له جملة هذه الأفلاك أو الأسماء والأعداد، وهو مظهر الاسم الجامع وفلكه قاب قوسين أو أدنى، وهو جامع الأسرار، ومظهر الأنوار، وجامع الكلم فهو كل الكل وجملة الجمال وخلاصة الأكوان، وخاصة الرحمن وهو كما قيل:
فما أعجز الأفكار عن كنه وصفه وما أقصر التفسير عن كل معناه وعدد اسم محمد صلى الله عليه وآله (132) لأنه م ح م د وفيه ميم مدغمة واسمه أمين، واشتقاق لفظ الأمين من الأمن، وعدده خطا لا رسما (92) وهو عدد يشير إلى اسمه م ل ك وأمان أم ان وهو (92) كما قيل:
لاسم خير الرسل فضل * عند ذي الفضل متين فهو في الخط أمان * وهو في اللفظ أمين
(٤٦)
فصل (معنى الأحد والواحد) أحد وواحد ووحدانية، فالأحد اسم الذات مع سلب تعدد الصفات، والواحد اسم الذات مع إثبات تعدد الصفات، والوحدانية صفة الواحد، والواحد صفة الأحد، صلى الأحد على الواحد، الواحد سر لأحد الواحد، صفة الأحد الواحد نور الأحد الواحد، ظاهر الأحد الواحد أول العدد الأحد، باطن الواحد الأحد، معنى الواحد الفائض عن حقيقة الأحد هو معنى الموجودات، الأحد ذو الجلال، الواحد هو العقل الفعال، جل الأحد الحق في أحديته التي لا تحد تعالى الواحد المطلق في وحدانيته، التي لا تعد تقدس الصمد في صمدانيته التي ليس لها قبل ولا بعد، جل المعبود الحق في ألوهيته التي كلها ملك ومملوك وعبد.
(٥٣)
فصل (أول الخلق نور محمد وعلي) ظهر الواحد عن الأحد، وفاض عن الواحد سائر العدد، وذاك كما ظهر الخط عن النقطة، والسطح عن الخط، والجسم عنهم، والحروف عن النقطة، والكلام عن الحروف، والمعاني عن الكلام، والكل من واحد، منه المبدأ وإليه المعاد، بدؤها منك وعودها إليك، فالنقطة الواحدة هي حقيقة الموجودات، ومبدأ الكائنات، وقطب الدائرات، وعالم الغيب والشهادة، وظاهرها النبوة، وباطنها الولاية، وهما نور واحد في الظاهر والباطن، ولكن الولاية من النبوة وعنها لأنهما الاسمين الأيملين اللذين جمعا فاجتمعا، ولا يصلحان إلا معا، يسميان فيفرقان محمد وعلي، ويوصفان فيجتمعان نبي وولي، وتمامهما في تمام أحدهما، تمام الولي من النبي، لأن القمر يستمد من الشمس، فإذا كمل صار بدرا فإذا غابت الشمس كان الحكم للبدر (1).
(٥٥)
2025-10-18