قصيدة الاقتطاف الجميل من حدائق النص القرآني الكريم هي قصيدة السيد محمد شعاع
فاخر ( ليلة من زمن الأنبياء ) وهو توجه مقتدر كم أحببت أن يساوقه تحرر من أسار
الفخامة والتراكيب المستدعية لنمط التراكيب القديمة التي استنفدت طاقتها فلم
تعد تخاطب السمع النابض لحركة العصر الحديث .
فمنذ الصدر الأول يتبادر إلى الذهن هذا التنميط الذي يجر القصيدة إلى الوراء
فمثلا ( أليل سجى في كربلاء . . ) يذكرني بقوة ( أبرق بدا من جانب الحي لامع . . )
لكن الشاعر يغادر هذه المناطق كثيرا مما يمنح القصيدة عدم الاستقرار على محور نظمي
محدد وواضح فكأن شاعريته مرآة تعكس ما يمر أمامها من نصوص يداخلها في نصه
فنرى مثلا هذا البيت الرائع :
تسلق أعواد الصليب فما ونت * رؤاه ولكن باح بالألم السر
أليل سجى في كربلاء أم الحشر ؟ * تسامت به الأيام وافتخر الدهر
وهل بسمات الوالهين إلى الرضا * أضائته أم ثغر الحقيقة يفتر
وتلك دموع المشفقات تسابقت * شئآبيب أم سحب بها انبجس القطر
وهذي جباه أم بروق صوارم * أم اللوح محفوظا بهيكله الذكر
وهل تلك أرض أشرقت في عراصها * – أو الفلك الأعلى – الكواكب ( 3 ) البدر
نعم حلها ثقل الرسالة فاكتسى * بهم سندسا من فيض جدواهم القفر
* * *
تعالت على رمضان أيام عشرها * وعن ليلة القدر استطال بها القدر
لئن زاد قدر الشهر بالذكر وحده * ففي العشر منها استشهد الذكر والطهر
وإن كان يفنى بالثلاثين عده * فما هي إلا الدهر أيامها العشر
وليس ظلاما ما أرى بل صحيفة * من النور تبدو والجهاد لها سفر
جرت من أبي الضيم فيها دماؤه * كتابا جهاد الأنبياء به سطر
ففي كل جرح من عديد جراحه * لنوح وبلواه السفينة والبحر
وفي كل حرف من لهيب ندائه * خليل لإسماعيله في الحشا جمر
وإن كان بالذبح العظيم فداؤه * لتفدى بإسماعيل فتيانه الغر
* * *
وإن فخرت أرض الطواف بها جر * فكم هاجر بالطف أبرزها الخدر
سعت ألف شوط تطلب الماء بعدما * جرى في مسير النهر ريقه الغمر
ولو ملكت أمرا سقت من دموعها * عطاشاه لولا أنها أدمع حمر
تسيل بجنب النهر يندى بها الثرى * وتنسج برديه الشقائق والزهر
فلم يعرف الراؤون ما الدمع منهما * غداة جرى من مقلتيها وما النهر
* * *
وهذا ابن عمران استقل جهاده * وما صغرت شأنا مواقفه الكثر
غداة رأى سبط النبي بكربلا * به يستجير الدين إذ مسه الضر
لئن خانه الحانون في الذل جبهة * وأصبتهم الدنيا فما خانه النصر
وإن ظل فردا حيث خلاه عسكر * فكان له من عزمه عسكر بحر
تمنى كليم الله تفديه نفسه * ودون الحسين السبط تنحره السمر
وجل الصليب المجتلى فوق عوده * مسيح كما يجلى من الغبش الفجر ( 1 )
تسلق أعواد الصليب فما ونت * رؤاه ولكن باح بالألم السر
يقول وملأ الكون منه شكاية * إلى الله ممزوج بها الألم المر
إلهي وربي كن معي في مصيبتي * رفيقي فقد عناني الصلب والأسر
وأولاء فتيان الرسول تسابقوا * إلى الموت يتلو الحر في سعيه والحر
تلفهم الحرب العوان كأنها * نعيم وفيه الأنس لا البيض والسمر
فما ضعفت منها القلوب عن الوغى * أجل مات فيها الخوف وانذعر الذعر
وإن جل يوم المطمئن وخائف * فمن منهما في السابقين له الفخر ؟
* * *
طوى الله آناء الزمان الذي مضى * وفي ليل عاشوراء كان له النشر
تطلع ماض في الزمان وحاضر * كراء جياد السبق أبرزها الحضر
إلى فتية قد زانت الأرض بالسنا * كما ازدان في عقد من الدرر النحر
أحاطت بسر الله فيها كأنه * فؤاد حواه بين أضلعه الصدر
تمنت لقاء الموت قبل أوانه * فأمثل شئ أن يطول بها العمر
تبرج رضوان الإله بعينها * نعيما وما أخفاه عن ناظر ستر
هفت لعناق البيض وهي مشوقة * لمقعد صدق عنده يعظم الأجر
وحفت بسبط المصطفى وهو باسم * أضاء الهدى في ثغره إذ دجا الكفر
أبت أن ترى من هاشم بشبا الظبا * عفيرا فعند المصطفى ما هو العذر
ولكن أبت فرسان هاشم أن ترى * محلأة والموت ريان محمر
ونادى الهدى في حكمه متنهدا * كما فاح من غناء مطلولة نشر
دعوا للوغى أنصارنا فقلوبها * لقطف رؤوس الكفر ضاق بها الصبر
ومذ حظيت بالحكم في الموت أقبلت * كما احتشدت في الأفق أنجمه الزهر
وقد مال خدر الهاشميات بالأسى * كما مال في زغب مروعة وكر
دعوا عند آل الله يخلص العدى * إليكم بضر ما جرى دمنا الثر
فما عرفت ما الخوف حتى تمرغت * على الفلق الريان من دمها العقر
* * *
ويا لك من ليل محت مدلهمه * جباههم والبدر والقضب البتر
رأى الملأ الأعلى لو أن متونه * لهم صهوات لا المجملة الشقر
جرى دمهم في المهمة القفر فاغتدى * نعيما وأمسى وهو مؤتلف نضر
وما سال فوق الأرض حتى تضرجت * به وجنات الأفق مما جنى الغدر
تفجرت الدنيا جمالا بهم كما * تفجر بالإبداع من ملهم فكر
وحقق للإنسان معنى وجوده * دم سال منهم لا قليل ولا نزر
وخصهم بالسبط رب براهم * فلا قدر إلا فوقه لهم قدر
أليل سجى في كربلاء أم الحشر ؟ * تسامت به الأيام وافتخر الدهر
وهل بسمات الوالهين إلى الرضا * أضائته أم ثغر الحقيقة يفتر
وتلك دموع المشفقات تسابقت * شئآبيب أم سحب بها انبجس القطر
وهذي جباه أم بروق صوارم * أم اللوح محفوظا بهيكله الذكر
وهل تلك أرض أشرقت في عراصها * – أو الفلك الأعلى – الكواكب ( 3 ) البدر
نعم حلها ثقل الرسالة فاكتسى * بهم سندسا من فيض جدواهم القفر
* * *
تعالت على رمضان أيام عشرها * وعن ليلة القدر استطال بها القدر
لئن زاد قدر الشهر بالذكر وحده * ففي العشر منها استشهد الذكر والطهر
وإن كان يفنى بالثلاثين عده * فما هي إلا الدهر أيامها العشر
وليس ظلاما ما أرى بل صحيفة * من النور تبدو والجهاد لها سفر
جرت من أبي الضيم فيها دماؤه * كتابا جهاد الأنبياء به سطر
ففي كل جرح من عديد جراحه * لنوح وبلواه السفينة والبحر
وفي كل حرف من لهيب ندائه * خليل لإسماعيله في الحشا جمر
وإن كان بالذبح العظيم فداؤه * لتفدى بإسماعيل فتيانه الغر
* * *
وإن فخرت أرض الطواف بها جر * فكم هاجر بالطف أبرزها الخدر
سعت ألف شوط تطلب الماء بعدما * جرى في مسير النهر ريقه الغمر
ولو ملكت أمرا سقت من دموعها * عطاشاه لولا أنها أدمع حمر
تسيل بجنب النهر يندى بها الثرى * وتنسج برديه الشقائق والزهر
فلم يعرف الراؤون ما الدمع منهما * غداة جرى من مقلتيها وما النهر
* * *
وهذا ابن عمران استقل جهاده * وما صغرت شأنا مواقفه الكثر
غداة رأى سبط النبي بكربلا * به يستجير الدين إذ مسه الضر
لئن خانه الحانون في الذل جبهة * وأصبتهم الدنيا فما خانه النصر
وإن ظل فردا حيث خلاه عسكر * فكان له من عزمه عسكر بحر
تمنى كليم الله تفديه نفسه * ودون الحسين السبط تنحره السمر
وجل الصليب المجتلى فوق عوده * مسيح كما يجلى من الغبش الفجر ( 1 )
تسلق أعواد الصليب فما ونت * رؤاه ولكن باح بالألم السر
يقول وملأ الكون منه شكاية * إلى الله ممزوج بها الألم المر
إلهي وربي كن معي في مصيبتي * رفيقي فقد عناني الصلب والأسر
وأولاء فتيان الرسول تسابقوا * إلى الموت يتلو الحر في سعيه والحر
تلفهم الحرب العوان كأنها * نعيم وفيه الأنس لا البيض والسمر
فما ضعفت منها القلوب عن الوغى * أجل مات فيها الخوف وانذعر الذعر
وإن جل يوم المطمئن وخائف * فمن منهما في السابقين له الفخر ؟
* * *
طوى الله آناء الزمان الذي مضى * وفي ليل عاشوراء كان له النشر
تطلع ماض في الزمان وحاضر * كراء جياد السبق أبرزها الحضر
إلى فتية قد زانت الأرض بالسنا * كما ازدان في عقد من الدرر النحر
أحاطت بسر الله فيها كأنه * فؤاد حواه بين أضلعه الصدر
تمنت لقاء الموت قبل أوانه * فأمثل شئ أن يطول بها العمر
تبرج رضوان الإله بعينها * نعيما وما أخفاه عن ناظر ستر
هفت لعناق البيض وهي مشوقة * لمقعد صدق عنده يعظم الأجر
وحفت بسبط المصطفى وهو باسم * أضاء الهدى في ثغره إذ دجا الكفر
أبت أن ترى من هاشم بشبا الظبا * عفيرا فعند المصطفى ما هو العذر
ولكن أبت فرسان هاشم أن ترى * محلأة والموت ريان محمر
ونادى الهدى في حكمه متنهدا * كما فاح من غناء مطلولة نشر
دعوا للوغى أنصارنا فقلوبها * لقطف رؤوس الكفر ضاق بها الصبر
ومذ حظيت بالحكم في الموت أقبلت * كما احتشدت في الأفق أنجمه الزهر
وقد مال خدر الهاشميات بالأسى * كما مال في زغب مروعة وكر
دعوا عند آل الله يخلص العدى * إليكم بضر ما جرى دمنا الثر
فما عرفت ما الخوف حتى تمرغت * على الفلق الريان من دمها العقر
* * *
ويا لك من ليل محت مدلهمه * جباههم والبدر والقضب البتر
رأى الملأ الأعلى لو أن متونه * لهم صهوات لا المجملة الشقر
جرى دمهم في المهمة القفر فاغتدى * نعيما وأمسى وهو مؤتلف نضر
وما سال فوق الأرض حتى تضرجت * به وجنات الأفق مما جنى الغدر
تفجرت الدنيا جمالا بهم كما * تفجر بالإبداع من ملهم فكر
وحقق للإنسان معنى وجوده * دم سال منهم لا قليل ولا نزر
وخصهم بالسبط رب براهم * فلا قدر إلا فوقه لهم قدر