فالمرتبة الأولى: أن يكون عفيفاً عن الحرام بأن لا يزني ولا ينظر النظر الحرام إلى الأجنبية ولا يسمع الكلام المثير الحرام، ولا يخلو بالأجنبية..
والمرتبة الثانية: أن يترك المكروهات ممّا يتعلّق بهذه الشهوة فهذه درجة أرقى من العفّة، كأن يترك النظر إلى ما يُكره النظر إليه من المرأة أو الأفلام والمسلسلات غير المحرّمة ولكنّها مكروهة، وتترك المرأة بعض التصرّفات كمضاحكة الرجال والمزاح معهم ومباسطتهم الحديث وإن لم يصل إلى الحرام، ويترك الاستماع والاختلاط إلا مع الضرورة فإنّ الاختلاط قد يكون محرّماً وقد يكون مكروهاً فهذا كلُّه تعفُّف بشأن شهوة الفرج وهو بدرجة أرقى من الدرجة السابقة لأنّ هذه الدرجة تشتمل على المرتبة السابقة وزيادة.
والمرتبة الثالثة: من عفّة الفرج هي ترك ما يُشتبه به بأنّه محرّم، مثلاً: لو لبست المرأة الحجاب بطريقة معيّنة تكون من ناحية مغطّية لتمام الجسم ومن ناحية ثانية يكون اللباس ملتصقاً بالجسم بحيث قد يوجب الإثارة أو مثلاً الحجاب مع بعض الألوان الملفتة ونمط الخياطة الخاصّ.
فالخلاصة: العفّة ليست مرتبة واحدة وإنّما هي مراتب متعدِّدة، كلّما ارتقى المكلَّف مرتبة تكون درجة عفّته أرقى وأعظم، ومقامه عند الله أكبر، وتكون العفّة أشقّ وأجهد.