الرئيسية / شخصيات اسلامية / العلماء ورثة الانبياء

العلماء ورثة الانبياء

السيد الجليل السيد صالح بن السيد محمد بن السيد إبراهيم شرف الدين
ابن السيد زين العابدين بن السيد نور الدين الموسوي العاملي ، جد والدي
كان يعرف بالسيد صالح الكبير العاملي المكي ، من أعلام العلماء في عصره ،
انتهت إليه رئاسة الإمامية في البلاد الشامية .
وكان كثير الاطلاع غزير الحفظ واسع الرواية ، وله في الطب والرياضيات
يد قارعة وقدح معلى .
وكان زاهدا عابدا ملتزما بصوم رجب وشعبان من كل سنة وصوم يوم
الجمعة من كل أسبوع ، وكان يعامل النوافل الراتبة معاملة الفرائض ، فإذا فاته
شئ منها لعذر قضاه في أول أزمنة الامكان ، وكان كثير البر والصدقة يرق للفقير
ويبادر بنفسه لاعطاء السائل ، فان لم يجد له شيئا أعطاه خاتمه أو قباءه أو بعض
أواني بيته .
كان تولده سنة اثنتين وعشرين ومائة بعد الألف في قرية شحور من بلاد
بشارة من بلاد جبل عامل . وأمه بنت الشيخ الحر صاحب الوسائل .
رباه أبوه وقرأ عليه وعلى غيره من علماء عصره في عاملة فمصر فالحجاز
فالعراق ، وحمل عن فقهاء هذه البلاد ومحدثيها علما كثيرا حتى فاق الاقران
وانتظم في سلك الأعيان . وكان جامعا للعلوم العقلية والنقلية ولبعض العلوم
الأسرارية .
وفي سنة 1163 رجع إلى بلاده واستقر فيها مرجعا وملاذا لأهليها ، وله
كرامات وحكايات تدل على مقامات عالية ، مثل أنه كان يعطي خواصه رطب التمر
ولا وجد للرطب في البلاد ، فيسأل عن ذلك فيقول : أهدي إلي من الناحية
المقدسة . مثل أنه أوصى أهل داره أن لا يغسلوا الأواني 1 ) ويضعوها في بيت
عينه ، فسئل عن سبب ذلك فقال : ان جماعة من إخواننا المؤمنين من الجن قد
استجاروا بنا لوقعة وقعت فيهم خرج فيها جماعة منهم . وكان إذا فرغ من
تعقيب صلاة الصبح جاء إلى ذلك البيت ووقف وتلك بكلام لا يفهمه أهل الدار ،
ثم يخرج فيسألونه فيقول : أكلم معهم بلسانهم ، وبعد أيام قال : قد أصلحنا بينهم
فلا تضعوا الأواني في الحجرة .
وجاءه رجل قال : انه كان معه ابنه ولما وصلوا الوادي الفلاني فقد الولد
وكلما فحصت لم أجده وكأنه قد ابتلعته الأرض . فكتب له ورقة وقال له :
اذهب إلى الوادي وناد بما هو مكتوب في هذه الورقة فإنك تجد ابنك ، وقد
وجد فيه : فلان ان السيد صالح المكي يأمرك ان تفحص عن ولدي وتحضره .
قال : فنادى وإذا بولده قد أقبل من بطن الوادي .
وأعظم من ذلك أن احمد الجزار قد حبسه في الجب وهو الطابورة ،
وكان لا يميز فيه الليل من النهار ، هو وجماعة من العلماء ، فضاق صدر السيد
لذلك لعدم معرفته بأوقات الصلاة ، فدعا بدعاء الطائر الرومي المروي في المهج
ففرج الله عنه وخرج مع ستة أنفار كانوا محبوسين معه ، وذلك سنة سبع وتسعين
ومائة بعد الألف ، وتوجه من ساعته إلى العراق ، ولما علم الجزار بخروج
السيد أرسل إلى داره وأخذ خزانة الكتب المشتملة على ألوف من الكتب وفيها
مصنفاته ومصنفات آبائه أعلى الله مقامهم وحملوها إلى عكا ، وأرسل السيد على
عياله وأولاده فرحلوا إليه ، وسكن النجف حتى توفي سنة سبع عشرة ومائتين
والألف ، ودفن في بعض حجر الجانب الشرقي من حجر الصحن الشريف .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...