الرئيسية / الاسلام والحياة / في مراتب مقامات أهل السلوك

في مراتب مقامات أهل السلوك

اعلم أن لاهل السلوك في هذا المقام وسائر المقامات مراتب ومدارج لا تحصى . ونحن نذكر بعض مراتبه على النحو الكلّي ، وأما الإحاطة بجميع جوانبه وإحصاء جميع مراتبه فخارج عن عهدتي وفوق طاقتي ، فإن ” الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق ” . ( قال الصادق عليه السلام : ” الإيمان درجات وطبقات ومنازل ، فمنه التام المنتهي تمامه ومنه الناقص البيّن نقصانه ومنه الراجح الزائد رجحانه “

 

 

 

 

وقال الباقر عليه السلام : ” إن المؤمنين على منازل ، منهم على واحدة ومنهم على اثنتين ومنهم على ثلاث ومنهم على أربع ومنهم على خمس ومنهم على ستّ ومنهم على سبع ، فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة اثنتين لم يقوَ ، وعلى صاحب الاثنتين ثلاثا لم يقو ” وساق الحديث ثم قال : ” وعلى هذه الدرجات ” .)

 

 

 

فمن تلك المراتب مرتبة العلم وهي أن يثبت بالسلوك العلمي والبرهان الفلسفي ذلة العبودية وعزة الربوبية ، وهذا لبّ من لباب المعارف . فقد اتضح في العلوم العالية والحكمة المتعالية أن جميع دار التحقق وتمام دائرة الوجود إنما هو صرف الربط والتعلّق ومحض الفقر والفاقة أما العزّة والملك والسلطان فمختصة بذاته المقدس الكبريائي وليس لاحد من حظوظ العزة والكبرياء نصيب .

 

 

وذل العبودية والفقر ثابت في ناصيتهم وفي حاقّ حقيقتهم ، وإنما حقيقة العرفان والشهود ونتيجة الرياضة والسلوك هي رفع الحجاب عن وجه الحقيقة ورؤية ذل العبودية وأصل الفقر والتدلي في نفسه وفي جميع الموجودات ، ولعل في الدعاء المنسوب إلى سيّد الكائنات صلى الله عليه

{ 36 }

 

وآله : ” اللهم أرني الأشياء كما هي ” إشارة إلى هذا المقام بمعنى أنه صلى الله عليه وآله سأل الله سبحانه أن يشهده ذلة العبودية المستلزمة لشهود عزّ الربوبية .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...