(المعراج)
36 – أخْبَرَنا أَبُو عَبْداللَّه الحُسَين بن أَحْمَد بن علي القاضي البيهقي، وأَبُو القاسم بن طاهر الشّحّامي، قالا: نا أَبُو بكر بن خلف المقرئ.
وأخبرنا أَبُو بكر وجيه بن طاهر الشحامي، نا أَبُو حامد أَحْمَد بن الحَسَن بن مُحَمَّد الأزهري، نا أَبُو مُحَمَّد الحَسَن بن أَحْمَد المَخْلَدي، نا أَبُو العبَّاس السراج، نا عَبْد الرَّحمن، ناعَبْد اللَّه بن سعيد أَبُو قُدَامة، نا مُعَاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، نا أنس بن مالك، عن مالكبن صعصعة:
أنّ نبي اللَّه عليه الصلاة والسلام، قال: «بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان أُتيت بطشت من ذهب ممتلئ إيماناً وحكمة فشق من النحر إلى مرَاق البطن، وأُخرج القلب فغسل بماء زمزم ثم مُلئَ إيماناً وحكمة وأُتيت – وقال المغربي: فأُوتيت – بدابّة أبيض دون البغل وفوق الحمار يقال له: البراق، فانطلقت أنا وجبريل حتى أتينا السّماء الدنيا، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: مُحَمَّد(ص)، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحباً به ونعم المجيء جاء، فأتيت على آدم فسلّمت عليه فقال: مرحباً بك من ابنٍ ونبيّ.
فأتينا السماء الثانية، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قيل – وقال المغربي، قال – : مُحَمَّد(ص) قيل – وقال المغربي، فقال-: وقد أُرسل إليه؟ (قال: نعم) قالوا: مرحباً به ونعم المجيء جاء، فأتيت على يَحْيَى وعيسى عليهما السلام فسلمت عليهما، فقالا: مرحباً بك من أخٍ ونبيٍّ.
فأتينا السماء الثالثة، قيل من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: مُحَمَّد(ص)، قيل: وقد أُرسل إليه؟ (قال: نعم، قالوا:) مرحباً به نعم المجيء جاء – زاد المغربي: فأتيت على يوسف فسلمت عليه فقال: مرحباً بك من أخ ونبي-.
فأتينا السماء الرابعة، قيل: من هذا؟، قال: جبريل، قيل: ومن معك؟، قيل: مُحَمَّد، قيل: أوقد أُرسل إليه؟ (قال: نعم، قالوا:) مرحباً به ونعم المجيء جاء. فأتيت على إدريس عليه السلام فسلّمت عليه فقال: مرحباً (بك) من أخ ونبي.
فأتينا السماء الخامسة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: مُحَمَّد، قيل: أوقد أُرسل إليه؟ (قال: نعم، قالوا:) مرحباً به نعم المجيء جاء، فأتيتُ على هارون فسلّمت عليه، فقال: مرحباً (بك) من أخ ونبي.
فأتينا السماء السادسة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومن معك؟، قال: مُحَمَّد. قيل: أوقد أُرسل إليه؟(قال: نعم، قالوا:) مرحباً به نعم المجيء جاء. فأتيت على موسى فسلّمت عليه فقال: مرحباً بك من أخ ونبي، فلما جاوزت بكى، قيل: وما أبكاك؟ قال: رأيت هذا الغُلاَم الذي بعثته بعدي يدخل الجنة من أُمته أكثر مما يدخل من أمتي.
فأتيت – وقال المغربي فأتينا – السماء السابعة، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قيل: مُحَمَّد، قيل: أو قد أُسل إليه؟ (قال: نعم، قالوا:) مرحباً به ونعم المجيء جاء، فأتيت على إِبْرَاهيم(ع) فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بك من ابنٍ ونبي. فرفع إليَّ البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور يُصلّي فيه كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه آخر ما عليهم، ورفعت لي سدرة المنتهى، فرأيت نبقها كأنه قلال هَجَر، وورقها كأنه آذان الفِيَلَة، ورأيت في أصلها أربعة أنهار: نهران ظاهران ونهران باطنان، فسألت جبريل، فقال: أمّا هذان الباطنان فمن الجنة، وأمّا هذان الظاهران فالنيل والفرات. وفرضت عليّ خمسون صلاة، فأقبلت حتى أتيت على موسى فقال: ما صنعت؟ قلت: فُرضت عليّ خمسون صلاة، قال:
إني أعلم بالناس منك وقد عالجتُ بني إسرائيل أشدّ المعالجة، وإن أُمتك لن يُطيقوا ذلك. فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف عنك. فرجعت إلى ربي فسألته التخفيف – وقال المغربي: تخفّفها – عنّي فجعلتها أربعين صلاة، فأقبلت حتى أتيت موسى فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها أربعين صلاة، قال: إني أعلم بالناس منك، وقد عالجت بني إسرائيل أشدّ معالجة، وإنّ أُمتك لن يطيقوا ذلك فارجع إلى ربك فكلّمه أن يخفّف عنك، فرجعت عليه فسألته أن يخفّف عني، فيجعلها ثلاثين صلاة. فأقبلت حتى أتيت على موسى، قال: ما صنعت؟ قلت: جعلها ثلاثين صلاة. قال: إني أعلم بالناس منك، قد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإنّ أُمتك لن يطيقوا ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك، فرجعت إلى ربي فسألته التخفيف عنّي فجعلها عشرين صلاة». إلى ها هنا حدَّثنا مُعَاذ بن هشام إملاءً من حفظه وقطع الحديث.
من – ولم يقل المغربي: من، وقالا: ها هنا حدَّثنا عبيد اللَّه بن سعيد قال: فحدَّثنا يَحْيَى بن سعيد القطان، عن هشام بن أبي عَبْد اللَّه، أنبأنا قَتَادة، عن أنس بن مالك بن صَعْصَعة، عن النبي(ص) نحوٌ من هذا، غير أن يَحْيَى لم يقل: أبيض، وربما اختصر بَعض الكلام من ها هنا مازاد يَحْيَى ولم أسمعه من مُعَاذ قال: «وسألته أن يخفف عني: ثم عشرين، ثم عشراً، ثم خمساً فأتيتُ على موسى فأخبرته فقال لي مثل مقالته الأُولى، فقلت: إني أستحيي من ربّي من كم أرجع، فنُودي أن قد أمضيت فريضتي، وخفّفتُ عن عبادي، وأجزي بالحسنة عشر أمثالها».
سقط من رواية المخلدي: ذكر يوسف – وذكره المغربى في السّماء الثالثة – وكذلك سقط من رواية المخلدي ذكر السّماء الرابعة، وفيه مواضع ملحوقة ذكرناها على ما في رواية المغربي(1).
——————
1. تأريخ مدينة دمشق 3: 480 – 483 ومختصر تأريخ دمشق 2: 114 – 116 والزيادات من الدلائل للبيهقي 2: 374 – 377.