11 وقادة الامم =
كاملان ويمكن أن يكون المراد أنهم أسباب كرم الله عليه العباد روى أنه وجد بخط مولانا أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام ما صورته قد صعدنا ذرى الحقايق باقدام النبوة والولاية ونورنا سبع طبقات أعلام الفتوة بالهداية فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعناء العدى وفينا السيف والقلم في العاجل ولواء الحمد في الاجل وأسباطنا حنفاء الدين وخلفاء النبيين ومصابيح الامم ومفاتيح الكرم فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء وروح القدس في جنان الصاغورة ذاق من حدايقنا الباكورة وشيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا بردا وصونا وعلى الظلمة البا وعونا وستنفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام ألم وطه والطواسين
وهذا الكتاب ذرة من جبل الرحمة وقطرة من بحر الحكمة وكتب الحسن بن علي العسكري عليه السلام في سنة أربع وخمسين ومائتين. (وقادة الامم) جمع قائد وهم عليهم السلام قادة طوائف هذه الامة إلى معرفة الله تعالى وطاعته في الدنيا بالهداية وإلى درجات الجنان في الاخرة بالشفاعة أو أنهم قادة مواضي جميع الامم في الاخرة بالشفاعة الكبرى والوسيلة العظمى بل في الدنيا أيضا لان بالتوسل بانوارهم المقدسة وأشباحهم المعظمة اهتدى الانبياء وأممهم فعنهم عليهم السلام بعبادتنا عبد الله ولولا نحن ما عبد الله (وعن أبان عن الصادق عليه السلام قال إذا كان يوم =
[56]
=
القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين خليفة الله في أرضه فيقوم داود النبي (عليه السلام) فيأتي النداء من عند الله لسنا اياك أردنا وان كنت لله خليفة ثم ينادي ثانية أين خليفة الله في أرضه فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فيأتي النداء من قبل الله يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجته على عباده فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم يستضئ بنوره وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنان قال فيقوم الناس الذين تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه الى الجنة ثم يأت النداء من عند الله عز وجل الا من أئتم بامام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به فحينئذ
(تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب (1)) وعن الباقر عليه السلام في وقوله تعالى (يوم ندعوا كل أناس بامامهم (2)) قال يجئ رسول الله في قرنه وعلي والحسن والحسين وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤوا معه وقال الصادق عليه السلام قال ليس من قوم ائتموا بامام في الدنيا إلا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه إلا أنتم ومن على مثل حالكم وعن اسماعيل بن همام قال قال الرضا عليه السلام في قوله تعالى (يوم ندعوا كل أناس بامامهم) قال إذا كان =
(1): سورة البقرة آية 167. (2): سورة الاسراء آية 72.