يقول الله تعالى في محكم كتابه:
﴿وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ 1
1- سورة التوبة، الآية: 72.
بعضٌ من نعيم أهل الجنّة
عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فاقرؤوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين”2.
لقد اتّضح من البحث السابق أنّنا لا نقدر على إحصاء عُشر عشير ما أعدّ الله تعالى من نعيمٍ لأهل الجنّة من المؤمنين، ولكن هذا لا يُقصينا عن الدخول في ذكر بعض النماذج من اللذائذ الّتي ورد ذكرها والإشارة إليها في الآثار الشرعية، وهذا ما خصّصنا البحث لأجله فنقول مستعينين بالله تعالى:
1- الجمال والقوّة والشباب الدائم في الجنّة
– قال ابن سلام للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: فصف لي من يدخل الجنّة، قال:”يا ابن سلام يدخلونها أبناء ثلاثين وبنات ثلاثين سنة في حُسْن يوسف وطول آدم وخُلُق محمّد”3.
2- لذائذ الآخرة لا تُقاس بلذائذ الدنيا
ثمّ المقاييس المختلفة بين ما في الدنيا وما في الآخرة بحيث يستحيل المقايسة، ممّا يُبيّن حقارة هذه الدنيا وعظمة الدار الآخرة:
- قال ابن سلام: فصف لي بعض نعيم أهل الجنّة.
2- مسند أحمد، أحمد بن حنبل، ج 2، ص 438.
3- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 57، ص 257.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
– “لو أنّ رجلاً من أهل الجنّة يبصق في البحار المالحة لعذبت…!
– ولو نزل من ذؤابته من السماء إلى الأرض بلغ ضوءها كضوء الشمس و نور القمر.
– وموضع سوط أحدكم في الجنّة خير من الدنيا وما فيها وقرأ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلّا متاع الغرور.
– إنّ أدنى من في الجنّة – وليس في الجنّة دني ّ- لو نزل به جميع من في الأرض لأوسعهم طعاماً ولا ينقص منه شيء”4.
– وعن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جُعلت فداك يا بن رسول الله شوّقني، فقال: “يا أبا محمد إنّ الجنّة توجد ريحها من مسيرة ألف عام، وإن أدنى أهل الجنّة منزلاً لو نزل به الثقلان الجنّ والإنس لوسعهم طعاماً وشراباً ولا ينقص ممّا عنده شيء”5.
3- شجرة طوبى والظلّ الممدود
قال تعالى: ﴿ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ﴾
– فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إنّ في الجنّة شجرة يسير الراكبُ الجوادَ المضمرَ السريع مائة عام لا يقطعها، وفي أخرى يسير الراكب في ظلّها مائة سنة”6!
– وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: “إنّ في الجنّة شجرة يسير الراكب في ظلّها مائة عام ما يقطعها فاقرؤوا إن شئتم ﴿وَظِلٍّ مَّمْدُود﴾ٍ7.
- وعن أمير المؤمنين عليه السلام: “وطوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار النبيّ
4- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 75، ص 257.
5- م.ن، ج 8، ص 120.
6- م.ن، ج 66، ص 366.
7- الكافي، الشيخ الكليني، ج6، ص434.
محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وليس من مؤمن إلّا وفي داره غصن منها، لا يخطر على قلبه شهوة شيء إلا أتاه به ذلك ولو أنّ راكباً مجدّاً سار في ظلِّها مائة عام ما خرج منه ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتّى يسقط هرماً”8.