05 الموجودات آيات الله
وما تقدم هو إيضاح إجمالي لقضية أن جميع موجودات العالم هو “أسماء الله” وآيات الله، ويمكن لكافة العقول إدراك هذه الحقيقة ومعرفة أن كل العالم أسماء الله.
وأما المعني الحقيقي للمطلب فليس فيه قضية التسمية، كأن نفرض أننا نريد أن نوصل لأحد معنى شيء ما المصباح مثلا، عندما نطلق عليه إسماً ونقول “مصباح” أو “سيارة” أو ” زيد” وهذه حقيقة واقعية عن موجودٍ غير متناهٍ في جميع أوصاف الكمال، والموجود غير المتناهي في جميع أوصاف الكمال هو موجود لا حدَّ له وهذا الموجود ليس ممكن الوجود.
المحدود ممكن الوجود
فلو كان الموجود محدودا فهو “الممكن” أما الموجود الذي ليس له حد في موجوديته أصلا فيجب بالضرورة العقلية أن يكون حاويا لجميع الكمالات، لأن فقدانه لأي كمالٍ يجعله محدوداً ولو أصبح محدوداً فهو “ممكن ” وهذا هو الفرق بين “الممكن” و”الواجب” فالواجب غير متناه في كل شيءٍ وهو الموجود المطلق، أما الموجودات الممكنة فهي موجودات محدودة.
وما لم تكن جميع أوصاف الكمال موجودة في الواجب بصورة غير متناهية ولا محدودة فإنه يكون “ممكنا” أي أن ما تصورناه “واجبا” ما هو بـ” واجب الوجود” بل ممكنا.
ومثل هذا الموجود “الواجب الوجود” هو مبدأ الإيجاد والوجود، وجميع الموجودات التي تظهر من “مبدأيته” تكون مستجمعة لنفس تلك الأوصاف ولكن على نحو النقص، وغاية الأمر أن لها مراتب، والمرتبة الأعلى هي المستجمعة لكافة أوصاف الحق تعالى بالقدر الممكن أن يكون في موجود واجد لذاك “الإسم الأعظم”.