13 الدرس الثاني
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين.
كان الكلام في “بسم الله” فبماذا يتعلق هذا الجار والمجرور؟ قلنا – على نحو الاحتمال – إن أحد الاحتمال هو أن تكون البسملة في كل سورة متعلقة بنفس هذه السورة بالمعنى الذي يناسبها، فمثلاً في سورة “الحمد” يكون معنى “بسم الله الرحمن الرحيم ” هو أن “الحمد بسم الله”.
واستناداً إلى هذا الاحتمال يكون معنى البسملة في كل سورة مختلفاً عن معنى البسملة في السورة الأخرى وعلى هذا يجب البحث – مثلا – عن الاسم الذي يناسب بسملة سورة الحمد فما هو الاسم الذي يكون به الظهور للحق – تعالى – ويقع الحمد لله بهذا الاسم؟
وهكذا يجب البحث عن معنى الاسم المناسب في بسملات السور الأخرى فمثلا في سورة “هل هو الله..” ما هو الاسم المناسب لقول “هو الله أحد”؟
ومذكور في الفقه أنه لو قرأت البسملة لسورة وأوردت قراءة سورة أخرى فالبسملة الأولى لا تكفي ويجب تكرار البسملة مع السورة مع السورة الأخرى وهذا الأمر يناسب المعنى المتقدم من اختلاف في المعنى بين بسملات سائر السور لما كانت البسملة جزء من كل سورة سوى في سورة الحمد وهنا أيضا هو من باب التبرك كما يقول البعض وليس هذا القول بالصحيح.
وفيما يتعلق بسورة الحمد التي نحن بصددها فـ “بسم الله ” هنا متعلقة بالجار والمجرور الذي بعدها وأحد الاحتمالات هو أن “الحمد” يعني جميع مصاديق الحمد من أي حامد كان، فكل حامد يحمد إنما باسم الله ، يعني أن الحامد نفسه اسم -الله- وجميع أعضائه وجوارحه أسماء أيضاً، والحمد الصادر من الإنسان هو باعتبار أن هذا الاسم يحمد باسم الله وأنت أيضا اسم آخر وزيد كذلك اسم،
فكل منكم من أسماء الله يعني مظاهر الأسماء “الفاعل الإلهي فاعل الوجود” انتبهوا إلى كون أن الفاعل الإلهي – وهو فاعل الوجود – يتمايز عن الفواعل الطبيعية بفروق منها أن الشيء الذي يصدر من المبدأ الإلهي ويُسمى بالفاعل الإلهي، هذا الصادر هو فانٍ في المصدر بحيث ليس له أي حيثية من نفسه وليس له أيُ نحو من الاستقلال، ولتقريب المعنى للذهن نشبه الأمر بشعاع الشمس في مقابل الشمس – وأن كان الأمر ليس كذلك أيضا فهو فوق هذا التشبيه – ولكن على أي حال فمثلما أن شعاع الشمس لا استقلال له أصلاً في مقابل الشمس كذلك الحال مع الفاعل الإلهي وهو نفس الإيجاد ونفس الوجود الصادر عن مبدأ الخير فليس له أي نحو من الاستقلال بنفسه لا في التحقق ولا في البقاء ولا لموجود واحد، فلو انقطع عنه شعاع الوجود لما استطاع البقاء لأنه محتاج إلى المبدأ في البقاء